
مركز حزب عزم للدراسات: التعليم يحتضر… والبطالة تبتلع المستقبل!
الشعب نيوز:-
الأردن الذي كان يوماً مدرسة المنطقة، أصبح اليوم بحاجة إلى خطة إنقاذ وطنية لا إلى لجان وتصريحات.
فالدولة التي تمتلك ملكاً حكيماً وشعباً شاباً وموقعاً استراتيجياً، تُضيّع فرصها بين البيروقراطية والوعود، وبين التعليم الذي فقد بوصلته والاقتصاد الذي يئن تحت ثقل الضرائب.
المدارس والجامعات… منارة انطفأت.
فالنظام التعليمي لم يعد ينتج كفاءات بل بطالة، والمناهج تخرج شباباً لا يجدون مكاناً في سوق العمل.
نسبة البطالة بين الخريجين تتجاوز 22%، والإنفاق على البحث العلمي لا يتعدى 0.7% من الناتج المحلي، في حين أن دولاً مجاورة تستثمر أضعاف ذلك لتصنع المستقبل.
أما الجامعات، فبدل أن تكون بيوت علم، أصبحت في بعض الأحيان ساحات عنف، ومشاهد المشاجرات الطلابية تكررت حتى صارت اعتيادية، في ظل إدارات جامعية عاجزة عن فرض الانضباط أو حماية الطلبة.
وما زال في الذاكرة تصريح أحد رؤساء الجامعات بأن مقتل طالبة “حادث عادي”، في تبريرٍ صادم يعكس انحدار الوعي الأكاديمي والقيمي.
القيادات الأكاديمية تائهة… والقرار يصنع خارج الجامعة!
قرارات التعليم العالي باتت تخضع للتأثيرات لا للكفاءات، والجامعات فقدت استقلالها، فيما بعض الأكاديميين يمارسون الاستلال العلمي بلا حسيب أو رقيب، حتى وصلوا إلى مواقع قيادية.
هكذا تراجع ترتيب جامعاتنا عالمياً، وتراجع معه مستوى الخريج الأردني، الذي كان يوماً مفخرة المنطقة.
وفي ظل تصريحات رسمية متناقضة، تارة عن “المستقبل المشرق” وتارة عن “الاكتشافات النفطية” و”المليون فرصة عمل”، يخرج علينا رئيس هيئة الخدمة المدنية ليقول إن من يولد اليوم سيحتاج إلى 73 عاماً لينال وظيفة!
تصريح كفيل بتحطيم جيلٍ كامل، وتلخيص حالة الإحباط التي يعيشها الشباب الأردني.
الخدمات العامة… وعود في العاصمة ومعاناة في الأطراف.
فبينما تشهد المدن الكبرى تحسناً نسبياً، يبقى الريف والمناطق النائية خارج الخدمة، في مشهدٍ يكشف غياب العدالة الجغرافية وغياب الرؤية الشاملة.
أما الاستثمار، فمختنقٌ داخل دهاليز البيروقراطية، ومشاريعنا الكبرى تُعلن في المؤتمرات وتُدفن في الأدراج.
أما السياحة… فحكاية إمكانيات ضائعة.
بلد يمتلك البتراء ووادي رم والبحر الميت والأنبياء، لكنه يستقبل فقط ثلاثة ملايين سائح سنوياً، فيما دول بلا تاريخ ولا طبيعة تستقبل خمسة أضعاف هذا الرقم.
السبب؟ غياب الرؤية، وغياب الإدارة، وغياب الجدية.
حزب عزم: آن أوان الانفجار الإيجابي.
في خضم هذا المشهد، يطرح حزب عزم رؤيته للخروج من المأزق الوطني:
-
إصلاح التعليم من الجذور وربط الجامعات بسوق العمل.
-
تحريك الاقتصاد الحقيقي عبر تبسيط الإجراءات وكسر الروتين وتقديم الحوافز.
-
إعادة بناء الطبقة الوسطى لتكون صمام الأمان الاجتماعي.
-
تمكين الشباب من مواقع القرار لا تركهم في طوابير الانتظار.
-
تعزيز استقلال الجامعات والنقابات لتكون مؤسسات رقابة لا ديكوراً ديمقراطياً.
ويؤكد الحزب أن الملك هو الضمانة السياسية والأخلاقية لاستقرار الأردن، لكن الاستقرار لا يُبنى بالشعارات، بل بالتعليم والخدمات والاقتصاد المنتج.
فالقوة الداخلية هي خط الدفاع الأول في وجه الأزمات، ومؤسسات الدولة بحاجة إلى قيادات تمتلك الكفاءة لا العلاقات.
الإنسان أولاً… ثم الاقتصاد والمؤسسات.
بهذه المعادلة، يرى حزب عزم أن الأردن يستطيع أن ينهض من جديد، بشرط أن يُستثمر في الإنسان كما تُستثمر الثروات، وأن يتحول الكلام إلى أفعال، والخطط إلى إنجازات.
فالأردن لا تنقصه المقومات، بل الإرادة في تحويل الإمكانيات إلى واقع.
وحين ننجح في ذلك، لن نسأل بعد اليوم “لماذا يتقدم غيرنا؟”
بل سنقول بثقة: ها نحن نصنع نجاحنا بأيدينا.