
“الموكب الأحمر” في مقدمة المراسم الملكية
الشعب نيوز:-
يُعد خطاب العرش السامي، الذي يفتتح به جلالة الملك أعمال الدورة العادية لمجلس الأمة، واحدًا من أهم الأحداث الدستورية والسياسية في الأردن، إذ يمثل محطة سنوية تعكس ملامح المرحلة وتوجهات الدولة.
غير أن أهمية هذا اليوم تتجاوز البعد السياسي، لتجسد من خلال المراسم والبروتوكولات الملكية مشهدًا وطنيًا مهيبًا يوحّد الأردنيين حول رموز دولتهم وهويتهم.
وفي مقدمة هذه المراسم، يبرز “الموكب الأحمر” كأحد أعرق وأجمل الطقوس التي ترافق المناسبة، ليرسم لوحة من العز والفخار تمتزج فيها الدلالات التاريخية بالعظمة الملكية.
الموكب الأحمر.. أيقونة
يمثل الموكب الأحمر ذروة المراسم الملكية في الأردن، إذ يعود تاريخه إلى السنوات الأولى لتأسيس الدولة. وهو ليس مجرد وسيلة انتقال، بل رمز وطني بصري يعلن بدء الاحتفال الدستوري بافتتاح أعمال مجلس الأمة.
يتألف الموكب من 20 مركبة حمراء مكشوفة ترافقها 10 دراجات نارية في تناغم مهيب، يقودها 71 عسكريا من نشامى الحرس الملكي الذين يتم اختيارهم بعناية للمشاركة في هذا الواجب الشرفي.
ويرفرف في مقدمة الموكب علم الحرس الملكي الأصفر، بينما يزدان المشاركون بزيهم المميز الذي تتوسطه الأشمغة الحمراء المزخرفة بشعار الجيش العربي، في مشهد يجسد إرث الثورة العربية الكبرى ويعبّر عن الفخر الوطني المتجذر في وجدان الأردنيين.
مراسم الوصول إلى مجلس الأمة
عند وصول الموكب إلى ساحة مجلس الأمة، تبدأ مراسم دقيقة تترجم تقاليد الدولة الراسخة:
إطلاق 21 طلقة مدفعية تحية لجلالة الملك، في تقليد يعبر عن أسمى درجات التكريم لرؤساء الدول.
عزف السلام الملكي من قبل موسيقات القوات المسلحة الأردنية.
استعراض حرس الشرف الذي يصطف لتحية جلالته في مشهد يعكس الانضباط العسكري والهيبة الوطنية.
بهذه التفاصيل الدقيقة، يتكامل المشهد الرسمي مع الزي الملكي الخاص الذي يرتديه جلالة الملك في هذه المناسبة المهيبة.
الزي الملكي: رمزية العرش
يرتدي جلالة الملك الزي الملكي الخاص في مناسبتين حصريتين فقط: يوم الجلوس على العرش ويوم إلقاء خطاب العرش السامي، ما يمنحه رمزية فريدة وهيبة استثنائية.
ويُختار لون الزي تبعًا للموسم:
الأسود في فصل الشتاء، والأبيض في فصل الصيف.
ويمثل هذا الزي امتدادًا لتقاليد ملكية رفيعة تعكس الانضباط والأناقة، وتضفي على المناسبة بعدًا تاريخيًا يجمع بين البساطة والعظمة.
تقاليد تجسد استمرارية الدولة
تشكل مراسم خطاب العرش السامي لوحة وطنية متكاملة، تجمع بين العراقة والرمزية، وتؤكد على استمرارية الدولة الأردنية وتلاحم شعبها حول قيادتها الهاشمية.
فمن الموكب الأحمر المهيب إلى الزي الملكي المخصص لهذه المناسبة، تظل هذه الطقوس علامة فارقة في الحياة السياسية والوطنية، تذكّر الأردنيين بأن تقاليدهم ليست مجرد بروتوكولات، بل إرث حيّ يجسد مسيرة الدولة وثباتها عبر العقود.