الطفيلة والوعد أ.د. بيتي السقرات / الجامعة الأردنية

الشعب نيوز:-

 

في ليلةٍ شديدة البرد من ليالي الشتاء، كان هناك حارس بسيط يحرس قصر الملك. وبينما كان الملك يتفقد الحراس في الليل، رأى الحارس واقفًا يرتجف من شدة البرد، وثيابه خفيفة لا تقيه شيئًا.

قال له الملك متعجبًا:
– أما تشعر بالبرد أيها الحارس؟

فأجاب الحارس بابتسامة ثابتة:
– أشعر به يا مولاي، لكنه لا يقتل من كان في خدمة ملكه!

تأثر الملك بكلماته، وقال مازحًا:
– حسنًا، سأكافئك غدًا بلباسٍ يقيك برد الشتاء.

فرح الحارس بوعد الملك وصبر تلك الليلة منتظرًا الصباح. لكن الملك انشغل في اليوم التالي ونسي وعده.

وفي الليلة التالية، عندما مر ليتفقد الحراس، وجد الحارس ميتًا من شدة البرد، وبجانبه ورقة صغيرة كتب فيها:

“يا مولاي، لقد صبرت الليلة الماضية لأن وعدك كان يدفئني، لكن وعدك اليوم تأخر… فمات دفئي قبل أن يصل.”

وهذا الوفاء الصادق الذي تجلّى في الحارس هو نفس الروح التي يتحلى بها أهل الطفيلة على مر التاريخ: ولاءٌ لا يعرف الحدود، وإخلاصٌ يتجاوز الذات، ووفاءٌ للقائد والوطن. إن أهل المحافظة يفدون جلالة الملك بدمهم وروحهم، ونتاج ذلك كان حبًا وطنيًا متبادلًا لا يضعفه الزمن.

يا جلالة الملك، إن الوعد الذي لم يُنفذ اليوم خذل ثقة أهلك في الطفيلة الهاشمية، المحافظة المهمة، الغنية بمواردها الطبيعية وبشعبها المؤمن والمخلص، والتي عرفها التاريخ بمحافظة الوفاء والانتماء، وساهم أهلها في الثورة العربية الكبرى وفي حفظ حدود المملكة، مقدمين أرواحهم في سبيل الوطن والهاشميين.

الطفيلة، التي أسماها الملك الحسين بن طلال رحمه الله الطفيلة الهاشمية، تزخر بالانتماء العميق للهاشميين، ويعرف أهلها بالوفاء والإخلاص. وما حدث اليوم من استهانة بالإنسان الأردني يندى له الجبين، ولا يليق بمحبتك للشعب الأردني.

سيدي، أنت أخ وأب للجميع قبل أن تكون القائد المعزز بمحبة الشعب، وأنت الفيصل الذي يردع أصحاب النوايا السيئة، والسيف الذي يقطع يد الفساد. نحن معك بكل إخلاص، وسنظل أوفياء لقيادتك حتى نهاية الدهر.
فلتكن الطفيلة دائمًا في قلبك، محافظة الوفاء والانتماء، كما عهدناك، الغنية بشعبها المخلص ومواردها الثمينة.
وندعو الله أن يحفظك ويقويك بالبطانة الصالحة، المحبة المخلصة للوطن، للملك، وللشعب الأردني.

قد يعجبك ايضا