
لأعجبهم كاظم وهيفا… لو تذكرتهم مجانية!الدكتور نضال المجالي
الشعب نيوز:-
من المضحك المبكي أن ترى فجأة جيشا من “الخبراء” يظهر على السطح مع كل حدث فني أو نشاط ترفيهي في الأردن. فجأة يصبح عندنا خبير في الطقس يحذر من “منخفض أخلاقي” وسيول جارفة، وخبير في الضرائب يشرح كيف أن الحفلات سبب العجز المالي، وخبير في الفتاوى يذكّر الناس بحرمة الطرب. ولا ننسى طبعا خبير “وجع الشعب” الذي يخرج على الصفحات والمواقع ليبكي حال الناس، ثم يغلق البث ليحجز طاولته على حساب جهة اخرى في أقرب مطعم خمس نجوم.
المشكلة ليست في كاظم الساهر أو غيره من الفنانين، بل في ازدواجية البعض – واكرر البعض- الذين يملؤون الدنيا صراخا عن القيم والاقتصاد، لا انتقد او امنع او أحاسب رأيهم، فكما لي رأي هم لهم آرائهم وقد يتهموني بما أغضبتهم، لكن اجزم ان اغلبهم هم أول من يسافر لحضور نفس الحفلات في دول الجوار، فقط لأن هناك لا أحد يصوّرهم، او علموا ان تذكرة مجانية تمنح هناك لهم!
الحفلات الفنية ليست مؤامرة ولا خطيئة، بل جزء من صناعة السياحة، ومصدر رزق لعشرات المهن: من عامل الإضاءة إلى صاحب الفندق. لكن بعض الأصوات تصر على جعل الفرح تهمة، وكأن السعادة تحتاج إذن مرور منهم. وهو ما طرحه عنوان مقال سابق لي حين قلت “القاعة جاهزة.. فهل تحتاج العقول تجهيزا؟”
ولأننا في زمن “الآراء المجانية”، أقترح على المنظمين وحاملي هم القطاع السياحي فكرة جهنمية: نجعل التذاكر مجانية! عندها سنرى نفس المنتقدين في الصف الأول، يهتفون “نحبك يا كاظم”، وربما يطالبون بتكرار التجربة كل أسبوع.
باختصار، مشكلتهم- واقصد البعض- ليست في الحفلة، بل في أن الدعوة لم تصلهم. فلو كانت “مجانية”، لأصبح كاظم عندهم مشروع وطني يستحق التكريم