
سلطة القانون والأخلاق .. المستشار الدكتور رضوان أبو دامس
الشعب نيوز:-
القانونُ لا يراك ولا يلتفت إليك ولا يقترب منك إلا حين تُحدِثُ أثراً ظاهراً للعيان بحق أحد الأشخاص أو على ما يملك الغير ويؤثر عليهم سلباً أو من يخالف أحكام النظام العام الذي يعتبر الحارس للجميع والضامن لمن يستظل بظله…
فإن إرتكبت تصرف وجُرت على حقّ غيرك أدانك القانون وفرض عليك عقوبة تتناسب مع الحدث ، حتى تكفّف يدك ولا تفكر مستقبلاً بأي عمل يضر بمصالح الآخرين ..
وتطبيق القانون يُكلف الجهة التي تقوم عليه للمصلحة العامة مبالغ طائلة وكوادر وإمكانيات كبيرة تعمل على مدار العام دون توقف .
أما الأخلاق فهي شيءٌ آخر تماماً ؛ لإنها الروح التي يشع منه إلالتزام والطيب والنقاء والوفاء والتسامح وإلانتماء ،وهو العينُ التي تضبط الأفكار والأفعال والأنانية المفرطه ، ويفتّش في دهاليز النفس عن نواياها المختبئة داخل الإنسان لتحذره من النتائج قبل وقوعها ، وتزن الخاطرَ قبل أن يصير واقع، والتفكير قبل أن يصبح خطوة يندم عليها يوم لا ينفع الندم ..ويعالج الآلام للآخرين ويشعر بها ويتألم مع أصحابها ..
والأخلاق صديق صدوق لصاحبه ومن يلتقي معه …
الأخلاقُ تحرس نقاء القلوب وصفاء النفوس والوجدان والضمير ….
الأخلاق تلومك لمجرّد أن داعب خيالك ظِلُّ خطيئة بحقك وبحق الغير وبحق وطنك ومن يعيش فيه …
ما يؤخد على الأخلاق حالياً أنها أصبحت شحيحة بين البشر مع التقدم التقني وإنتشار وسائل التواصل الإجتماعي والإنسياق وراء الأخبار المضللة والنفوس التي باعت نفسها للظلام ويعود أيضا سبب قلة إنتشارها في أغلب الأحيان أن أفراد المجتمعات لم يتعلموا من أخطاء الآخرين بحق دولهم ومقدراتها والنتائج الكارثية التي تسببوا بها ووصلوا إليها …
المستشار الدكتور رضوان أبو دامس