
معايدة الهاشميين للأردنيين… رسالة قرب بلا كلمات كتبت رزان عبدالهادي
الشعب نيوز:-
تداول الأردنيون خلال الأيام الماضية صورة المعايدة الصادرة عن العائلة الهاشمية، وهي صورة عائلية هادئة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي ووصلت إلى بيوت كثير من الناس. ورغم بساطتها، لفتت هذه الصورة انتباه شريحة واسعة من الأردنيين، ليس لأنها مجرّد بطاقة تهنئة، بل لما حملته في تفاصيلها من معانٍ قريبة من وجدان الناس.
ففي ظاهرها، تبدو الصورة معايدة عائلية طبيعية، لكن في مضمونها رسالة واضحة عن القرب والبساطة والتواضع. وهي قيم ارتبطت بالعائلة الهاشمية في الوعي الجمعي للأردنيين عبر سنوات طويلة. لم تظهر الصورة أي مظاهر رسمية أو استعراض، بل قدّمت مشهدًا يشبه البيوت الأردنية، حيث تجتمع العائلة في أجواء هادئة، ويكون الدفء هو العنصر الأبرز.
الصورة نفسها تتحدث دون حاجة إلى شرح. عائلة تسير معًا، بملابس بسيطة وملامح طبيعية، في مشهد مألوف يمكن لأي شخص أن يرى نفسه فيه. هذا القرب البصري والإنساني جعل كثيرين يشعرون أن المعايدة لا تخاطبهم من موقع بعيد، بل تقترب منهم وتخاطبهم بلغتهم اليومية.
أهمية هذه المعايدة لا تكمن في كونها صورة فحسب، بل في الرسالة غير المباشرة التي حملتها. فهي لم تعتمد على كلمات أو خطابات، بل تركت للصورة أن تؤدي دورها بهدوء، مؤكدة أن القرب من الناس لا يحتاج إلى عبارات كبيرة، بل إلى صدق وبساطة في الحضور.
التواضع الذي عكسته هذه المعايدة ليس تفصيلًا عابرًا أو حالة ظرفية، بل قيمة راسخة في العلاقة بين الهاشميين والأردنيين. فقد اعتاد الناس على رؤية هذا القرب في أسلوب التعامل، وفي الزيارات، وفي الخطاب العام، وجاءت هذه الصورة لتعيد التذكير بهذه الصورة الذهنية المحبّبة التي يشعر معها الناس بالاطمئنان.
كما أن وصول المعايدة إلى عدد واسع من الناس، وعدم الاكتفاء بنشرها ضمن إطار رسمي محدود، منحها بعدًا إنسانيًا إضافيًا. فالناس لم يتعاملوا معها كرسالة عامة موجّهة للجميع، بل شعر كثيرون أنها لفتة شخصية، وهو ما جعل التفاعل معها عفويًا وصادقًا، بعيدًا عن أي شعور بالمجاملة أو الواجب.
وفي توقيت تتزايد فيه الضغوط اليومية، وتكثر فيه التحديات الاقتصادية والاجتماعية، تبرز أهمية مثل هذه اللفتات البسيطة. فهي لا تقدّم حلولًا، ولا تغيّر الواقع بشكل مباشر، لكنها تترك أثرًا معنويًا مهمًا، وتعيد التأكيد على أن العلاقة بين القيادة والمجتمع تقوم على الاحترام والقرب، لا على المسافة.
كما تعكس هذه المعايدة فهمًا لطبيعة المرحلة التي يعيشها الناس اليوم، حيث بات التواصل الإنساني البسيط أكثر تأثيرًا من أي خطاب مطوّل. فالناس تبحث عمّا يطمئنها، ويشعرها بأنها حاضرة في الوعي، لا غائبة عنه، وتأتي هذه الصورة لتلبّي هذا الإحساس دون ضجيج.
في المحصلة، قد تبدو هذه المعايدة تفصيلًا صغيرًا في سياق عام مزدحم بالأحداث، لكنها بالنسبة لكثير من الأردنيين كانت تذكيرًا جميلًا بصورة يعرفونها ويشعرون بالارتياح تجاهها. صورة عائلة قريبة من الناس، تشبههم، وتخاطبهم بهدوء، وتؤكد أن البساطة حين تكون صادقة، تصل دائمًا.