
ضربة أردنية تهز داعش… وإغلاق مبكر لبوابة الخطر في الجنوب السوري..
الشعب نيوز:-
الكاتب والمحلل الامني د.بشير الدعجه.
ما جرى فجر الجمعة في سماء الجنوب السوري ليس عملية عسكرية عادية… ولا حلقة في مسلسل ردود الفعل الدولية… بل فعل أمني سيادي عميق الدلالة… مبني على قراءة استخبارية باردة… وأرقام صلبة… وتجربة مريرة مع الإرهاب يعرفها الأردن أكثر من غيره.
الضربة الجوية الأردنية جاءت في لحظة مفصلية… لحظة كان فيها تنظيم داعش يحاول الخروج من الظل… اختبار الجبهات… جس نبض الردع… وإعادة تسويق نفسه كقوة قادرة على القتل والتأثير.
الهجوم على الجنود الأمريكيين في تدمر… الدليل الذي لا يقبل الجدل
قبل أيام فقط… نفذ داعش هجومًا مباشرًا في محيط تدمر أدى إلى مقتل جنود أمريكيين… هذه ليست دعاية… وليست رواية إعلامية… بل حقيقة ميدانية دفعت الرئيس الأمريكي نفسه للخروج بتهديد علني بالانتقام.
وهنا بيت القصيد…
تنظيم “منتهي” لا يقتل جنود قوة عظمى…
تنظيم “مفكك” لا يهاجم أهدافًا محمية…
وتنظيم “منكسر” لا يجبر رئيس دولة كبرى على رفع سقف الخطاب.
هذا الهجوم وحده دليل دامغ على أن داعش أعاد بناء جزء معتبر من قدراته العملياتية… خلايا نشطة… قيادة ميدانية… تسليح… وقدرة على التخطيط والتنفيذ.
والأخطر… أن هذه القدرة بدأت تتجه جنوبًا.
الأرقام لا تكذب… داعش لم يمت.
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
التقارير الأمنية الدولية خلال العامين الماضيين تشير إلى أن عدد عناصر داعش النشطين في سوريا والعراق يتراوح بين عدة آلاف… جزء كبير منهم يتحرك ضمن خلايا صغيرة… مرنة… صعبة الرصد… وهذا بالضبط النموذج الذي يعتمد عليه التنظيم في العودة.
أكثر من نصف عمليات التنظيم خلال الفترة الأخيرة وقعت في مناطق صحراوية أو هامشية… البادية… الأطراف… الجنوب… أي المناطق نفسها التي حاول التنظيم التغلغل فيها مجددًا قرب الحدود الأردنية.
هذه ليست مصادفات… هذه أنماط عمل… والأردن يعرف الأنماط قبل أن تتحول إلى كوارث.
لماذا الجنوب السوري تحديدًا؟
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
الجنوب السوري يمثل بيئة مثالية لأي تنظيم متطرف يريد العودة بهدوء:
– جغرافيا مفتوحة
– تداخل حدود
– طرق تهريب قديمة
– فراغات أمنية مؤقتة
– وتعدد أطراف السيطرة
أي عقل أمني يدرك أن ترك هذه المنطقة دون ضربات استباقية يعني السماح ببناء قواعد… تخزين سلاح… إنشاء ممرات… ومن ثم نقل الخطر خطوة خطوة نحو الداخل الأردني.
هنا يظهر الفارق الأردني
الأردن لم ينتظر أن تتحول المؤشرات إلى دم…
لم ينتظر سيارة مفخخة…
لم ينتظر خلية نائمة تستيقظ…
بل تحرك عندما كانت داعش في طور “إعادة الإنتاج”.
الضربات الجوية الأردنية لم تستهدف أفرادًا فقط… بل استهدفت بنية:
– مواقع تموضع
– نقاط قيادة
– مخازن
– ومسارات حركة
ضرب البنية يعني قتل الفكرة قبل أن تتحول إلى فعل.
التعاون مع الولايات المتحدة…
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””حين تتلاقى المصالح لا الأوامر
هجوم تدمر دفع واشنطن إلى التصعيد… لكن التحرك الأردني لم يكن انتظارًا ولا تنفيذًا… بل شراكة قائمة على حقيقة واحدة:
“أمن الأردن جزء لا يتجزأ من أمن الإقليم”… وأي انفجار في الجنوب السوري سيرتد حتمًا على الجميع.
والدليل…
حين تتعرض قوات أمريكية لهجوم… يكون الرد الدولي لاحقًا
لكن حين يرى الأردن المؤشرات… يكون الرد فوريًا
هذا فارق دولة تفهم الأمن كمسألة وجود… لا كملف سياسي.
الرسالة التي لا تحتمل التأويل.
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
– داعش ليس ورقة ضغط… بل عدو يجب إنهاؤه
– الجنوب السوري ليس منطقة انتظار… بل منطقة اشتباك وقائي
– حدود الأردن ليست قابلة للاختبار
– ومن يراهن على الزمن لإضعاف الأردن… يخسر دائمًا
خلاصة القول التي تُكتب بالوضوح لا بالمجاملات
* داعش قتل في تدمر…
* الأردن رد في الجنوب السوري…
لكن الرد لم يكن ثأرًا… بل استراتيجية
هذه الضربة لم تهز مواقع فقط…
هزّت حسابات…
كسرت مسارات…
وأغلقت نافذة كان التنظيم يراهن عليها للعودة.
* الأردن لا يلاحق الإرهاب بعد وقوعه…
الأردن يمنعه من الوقوع أصلًا…
وهذا هو الفرق بين دولة تحيا على الهامش…
ودولة تصنع أمنها… وتفرض معادلتها… قبل أن يُفرض عليها شيء…وللحديث بقية..
#د. بشير _الدعجه