
فشلنا في امتحان الجاهزية والاستعداد – أسامة الرنتيسي
الشعب نيوز:-
قد يكون صحيحًا هندسيًا وإمكانات، أن الحالة الجوية والأمطار الغزيرة أكبر بكثير من استيعاب البنية التحية في شوارعنا وفي معظم مدننا وقرانا ومخيماتنا، لكن الصحيح أكثر أن الحديث الرسمي الدائم ـ عن الجاهزية والأمور تحت السيطرة ـ يجب أن يتوقف وأن لا نستمر في دفن الرؤوس تحت الرمال.
غرق كثير من شوارع العاصمة عمان في اليومين الماضيين، وتدمرت البنية التحية في محافظات الجنوب حتى وصل الأمر إلى دعوة نيابية إلى اعتبار الكرك مدينة منكوبة، وأغلقت شوارع رئيسية في محافظة البلقاء والأغوار نتيجة انهيارات الأتربة والصخور.
لم تنج مدينة أو قرية أو مخيم من خراب ما نتيجة الحالة الجوية التي ندعو الله أن ينعم علينا دائما من خيرات السماء، لكن الاستعدادات والتحضيرات لفصل الشتاء يجب أن تكون أكثر مما يتم الاعلان عنه.
حتى السدود القليلة التي في بلدنا فاض معظمها ولم تحفظ كميات المياه التي وصلتها، وهذا يدعونا إلى تعزيز هذه السدود وتوسيعها وإنشاء سدود جديدة تحفظ المياه التي ينعم الله بها علينا بعد التغير المناخي الذي أصاب العالم.
اليوم الثلاثاء؛ من المتوقع أن يكون رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان في الجنوب ليطلع على ما تعرضت له مدينة الكرك وما حولها، ويأمر بمعالجة ما يمكن معالجته بسرعة، فالعمل من غرف العمليات ثبت أنه لا يمنع وقوع الكوارث.
الجاهزية والاستعداد اللذين تكرر الإعلان عنهما غير كافيان وعند وقوع مشكلة لا يوجد من يحلها، وأيضا هناك بدائية في البحث عن سبب المشكلة.
نحن في بدايات فصل الشتاء، وهذا أعمق منخفض يدخل البلاد، تم تضخيمه أكثر من اللازم من جماعة طقس العرب والأرصاد الجوية.
يكفينا تضخيم الجاهزية والاستعداد، وأن الأمور كلها تحت السيطرة، ويكفينا تقارير مصورة وتأكيد مسؤول أن الأمور عال العال.
طبعا؛ هناك جنود ونشامى يقومون بواجباتهم على أكمل ما يتطلب الأمر منهم، تُرفع لهم القبعات، وهناك عمال وموظفون يواصلون عملهم بهمة ونشاط في كل الأوقات، لكن؛ مثلما يقول المثل: “العَلِيق ما ينفع عند الغارة”، ” فالاستعداد والصيانة والجاهزية يجب القيام بها قبل حلول فصل الشتاء.
حالة الترهل والفزعات هما خط العمل في معظم المؤسسات والشركات خاصة الحكومية وشبه الحكومية، لهذا تتكشّف الأمور عند كل منعطف، فكيف سنعالج الأمور قبل أن تقع الفأس بالرأس، ونهوي (لا سمح الله) في مصيبة تكون عاقبتها مؤلمة وكارثية.
لا نريد أن نسقط في امتحانات الجاهزية والبنية التحية، فلدينا من التجارب السابقة ما يجعل الجهات المعنية تفكر عشرات المرات في تجهيز ذاتها بكل جدية حتى لا يبقى الفشل والتعثر سمة الخدمات المقدمة للمواطنين.
الدايم الله…