مفكرون وباحثون يناقشون التقاضي عن بعد في التشريعات العربية ..قراءة في التحديات الدستورية والضمانات الإجرائية

الشعب نيوز:-

 

عقد منتدى الفكر العربي بالتعاون مع مؤسسة BRC العلمية الدولية .. وجامعة فيلادلفيا_ كلية الحقوق/ الأردن
الندوة العلمية الدولية المدمجة “التقاضي عن بعد في التشريعات العربية قراءة في التحديات الدستورية والضمانات الإجرائية ”، شارك فيها عدد من الأكاديميين والباحثين القانونيين .

وناقش المشاركون في الندوة التقاضي عن بُعد بصفته أحد أخطر التحولات البنيوية التي عرفها القضاء العربي المعاصر، إذ لم يعد مجرد أداة تقنية لتسريع الفصل في النزاعات، بل أصبح اختبارًا دستوريًا بالغ الحساسية لمدى قدرة الدولة على حماية جوهر العدالة في زمن الرقمنة. فبين إغراء الكفاءة التقنية، وضغط الواقع، وتنامي الاعتماد على الوسائط الرقمية، تبرز أسئلة مصيرية تتعلق بمشروعية المحاكمة، وحقيقة الحضور، ومعنى العلنية، وحدود المساس بالضمانات الإجرائية التي تشكّل روح الدساتير لا نصوصها فقط.
وأشار الدكتور محمود السرحان ممثل منتدى الفكر العربي والأمين العام لمنتدى الشباب العربي/ الأردن إلى التحديات، التي تواجّه التقاضي الإلكتروني بصفته واحدًا من المصطلحات والمفاهيم الحديثة التي لم تظهر إلا قبيل انتشار مصطلح “الحكومة الإلكترونية”، فالتقاضي الالكتروني عبارة عن تنظيم تقني معلوماتي بين شبكة الربط الدولية في تكنولوجيا الاتصالات وبين مبنى الجهاز القضائي، بهدف تحقيق انعكاس إيجابي على عملية التقاضي، والنهوض بقطاع قضائي حديث ومتطور ومواكب للعصر الحالي.
ثم تحدث الدكتور مؤيد الخوالدة عميد كلية الحقوق جامعة فيلادلفيا الأردن، مؤكدا أن التقاضي الإلكتروني جزء مهم من التطور التقني والتكنولوجي في القضاء بشكل العام والقضاء الأردني بشكل خاص وهناك نصوص قانونية توضح ذلك في التشريع الأردني .
وأشار الدكتور ميثاق بيات الضيفي رئيس مؤسسة BRC العلمية الدولية ومدير وحدة شؤون المرأة ذات الإعاقة في جامعة تكريت – العراق، في كلمته إلى أن مهمتنا ليست مجرد نقاش أكاديمي، بل واجب وطني وأخلاقي، لإعادة تأكيد أن العدالة في العالم العربي لا يمكن أن تُقاس بالوقت أو بالأجهزة، بل بالإنسان وبالحقوق التي صانها الدستور: إن إدخال الرقمنة في قلب القضاء العربي ليس مجرد تحول تقني، بل تحوّل وجودي في فهمنا للعدالة نفسها.

وتحدث الدكتور أحمد المعايطة / جامعة مؤتة الجناح العسكري ,محامي,محاضر في وزارة الداخلية / الأكاديمية الملكية للشرطة ( مملكة البحرين),عضو رابطة علماء الأردن/الأردن
مؤكدا أن التحول الرقمي ما بين المواجهة والحق في الدفاع في ظل الغياب المكاني وتوافر السماع والمشاهدة الأركان والفوائد والمخاطر الإجرائية
وتحدث الدكتور.سماتي الطيب,قاضي رئيس الغرفة الجزائية بالمجلس القضائي (غرفة الإستئناف)/الجزائر (عبر الأتصال المرئي)
في كلمته عن مبدأ المواجهة بين الخصوم في الدعوى الجزائية في ظل الوسائط الرقمية – ضمانات الضحية كنموذج.
وقدّمت الدكتورة د.أسماء حميض,خبيرة تربوية ومستشارة في التعليم والذكاء الاصطناعي المؤسس والمدير التنفيذي لشركة القمة في الذكاء الاصطناعي/الأردن
معلومات هامة تتعلق باقتصاد الزمن الفضائي وحدود تسويغ تسريع العدالة على حساب جودتها.

وتطرق الدكتور ضياء عبد الحميد المصري ,محاضر منتدب بكلية الحقوق بجامعة الاسكندرية,مدير عام مكافحة التهرب الضريبي بمصلحة الضرائب /مصر (عبر الأتصال المرئي)
في كلمته عن مبدأي المواجهة وعلنية الجلسات في ظل التقاضي الرقمي.

تخللت الندوة سلسلة من المداخلات العلمية الحوارية الهامة .
يذكر أنه جرى نقاش موسع بين المشاركين والحضور حول القضايا التي طُرحت. حيث توصلوا إلى أن إدخال الرقمنة في قلب القضاء العربي ليس مجرد تحول تقني، بل تحوّل وجودي في فهمنا للعدالة نفسها. فالمكان، والمواجهة، والعلنية، وحقوق الدفاع، كلها صارت على المحك في بيئة افتراضية جديدة، تتطلب منا قراءة دقيقة، وجرأة غير مسبوقة، وإرادة صلبة لحماية جوهر العدالة قبل أن نحمي أدواتها الرقمية.

 

قد يعجبك ايضا