خالد أبو الخير يكتب .. حين بكى خالد بن الوليد

756
الشعب نيوز:-
يُعرف سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه، بسيرته العسكرية وقوته وفتوحاته وخططه التي ما زال بعضها يدرس في الكليات العسكرية.
لكن سيف الله المسلول الذي كان أسداً هصوراً في الميدان ، كان إنساناً أولاً، بل شاعراً مجيداً، لم تحفظ للاسف كتب الأدب والتاريخ والسير إلا شذرات مما نظمه وقاله، وبث خلاله لواعج نفسه وتطلعاته وأحزانه أيضاً.
وقد وقفتُ على قصيدة لابن الوليد، قالها في موقف جلل، تفيض حزناً ولوعة وألماً وتعطشاً للانتقام، لم أملك إزائها إلا تأثراً بأبي سليمان وأبياته التي قالها يوم بلغه خبر استشهاد ابنه سليمان في فتح البهنسا، من أرض مصر، على أيدي الرُّوم.
وقال رواة إنه عندما وصل الخبر إلى القائد البطل، ترقرق دمعه وبكى بكاء أحَرَّ من الجمر، وقال يرثي سليمان:
جَرَى مدمعى فوق الْمَحَاجِرِ وانْهَمَلْ
وحَرُّ الغَضَا قدْ زَادَ في القَلْبِ واشْـتَعَلْ
وهَدَّ فُؤَادِي يَوْمَ أُخْـبِرْتُ نَعْيَهُ
وضَاقَتْ بِيَ الدُّنيا ودَمْعِيَ قد هَطَلْ
وزَادَتْ بِيَ الأحْـزَانُ والْهَمُّ ضَرَّنِي
وعَنْ قَـلْبِيَ الْمَحْزُونِ بِاللهِ لا تَسَـلْ
سَـأَبْكِى عَلَيْهِ كُلَّمَا أَظْـلَمَ الدُّجَى
وما ابْتَسَمَ الصُّبـْحُ الْمُنِيرُ وما اسْـتَهَلْ
لقَدْ كانَ بَدْرًا زَائِدَ الْحُسْنِ طَـالِعًا
فأَصْبَحَ بَعْدَ النُّورِ والزَّهْوِ قدْ أفَـلْ
وكانَ كَرِيمَ العَمِّ والْخَـالِ سَـيِّدًا
إذَا قَامَ سوقُ الْحَرْبِ لَمْ يَعْرِفِ الْوَجَلْ
أحَاطَتْ بِهِ خَيْلُ اللِّئَامِ بِأَسْـرِهِمْ
وقَدْ مَكَّنـُـوا مِنْهُ الْمُهَنَّدَ والأسَـلْ
فَوَا أسَفَا لَوْ أنَّـنِى كُنتُ حَاضِرًا
بِأبْيَضَ مَاضٍ لِلْجَنَاحَيْنِ مُنتَصِـلْ
تَرَكْـتُهُمُ وَسْطَ الْمَعَامِعِ جِيـفَةً
عَلَيْهَا تُسَاقُ الطَّـيْرُ فى السَّـهْلِ والْجَبَلْ
وحَقِّ الَّذِي حَجَّتْ قُرَيْشٌ لِبَيْتِهِ
وأرْسَـلَ طَـهَ الْمُصْطَفَى غَايةَ الأمَلْ
لأقْتُلَ مِنْـهُمْ فى الوَغَى ألفَ سَيِّدٍ
إذَا سَـلَّمَ الرَّحـمنُ واتَّسَـعَ الأجَـلْ
قد يعجبك ايضا