بُوتكس.. وطائرة خاصة..المهندسة قمر النابلسي
الشعب نيوز:-
وصلت بطائرة خاصة إلى إحدى محافظات المملكة لتفتتح فرعاً جديداً لمركز تجميل ضمن سلسة مراكز لها في عدة دول عربية ,سجاد أحمر واستقبال كاستقبال الفاتحين , وحاشية وحرس ,مشهد غريب يدعو للعجب ! يجعلك تفكر فعلاً أين وصلنا ؟ وكيف وصل بنا الحال إلى ما وصل إليه , تنظر إليها فتفتح عينيك على وسعهما ,لا شيء طبيعي كل شيء منتفخ ,كل تفصيلة مشوهة ,فلا الشفاه شفاه ,والحاجب المقوس صار مثل السيف يرتفع إلى أعلى كمن هو في حالة دهشة دائمة ,إلى باقي الملامح التي لم يُترك فيها شيء إلا وتعرض لإبر عاثت فيه خراباً لتجد أمامك دمية من البلاستيك بلا روح ,الضحكة باهته لأن الفيلر والبوتكس تشل عضلات الوجه فتمنعها من الإنبساط بشكل طبيعي حتى لا يظهر أيُّ خط هنا أو هناك يفضح العمر ,ناهيك عن باقي الجسد وما تفنن تجار التجميل بابتكاره وما تفتقت عقول أطباء التجميل عن اختراعه للعبث بعقول النساء التي تم غسل أدمغتهن وإقناعهن أن كل هذه العمليات والإجراءات تجعل منهن أجمل وأصغر, فلا يكبرن ,منذ أن تم التركيز على الشكل الخارجي للمرأة و منذ صار التصوير وخاصة السيلفي في كل مكان وكل ومناسبة أصبحنا نلتفت إلى كل صغيرة وكبيرة في أشكالنا فهذا أنف مائل لليسار قليلا وهذه شفاه أصغر من المطلوب ,وهنا ما يحتاج إلى تعديل وهذا إلى النفخ وذلك إلى الشد ,حتى بتنا لا يعجبنا أيُّ تفصيل فينا ,كلها بحاجة إلى تعديل في زمن لا يهتم إلا بالشكل وبالمظهر.
والسؤال المهم لماذا ؟ ومن المسؤول ؟ الأكيد أن خلفها تُجاراً فهي تجارة رابحة ,تلعب الدعاية فيها الدور الأكبر ,وهو ما جعل صاحبة مراكز تجميل تصل بطائرة خاصة وتُستقبل استقبال الرؤساء ! وكذلك على مر السنين تم التأكيد والتركيز بصورة مكثفة على شكل المرأة ,وتم استخدامها للدعاية والترويج لأي منتج مهما كان من الطائرة لعلبة الدهان ,فأصبحنا نقارن بين من يظهرن على الشاشات وفي الدعايات وبين النساء العاملات وربات البيوت ,و صار الموضوع محل سخرية ونكتة للتقليل من شأن المرأة.
وللأسف ساهم الرجل بشكل كبير في لجوء النساء إلى عمليات التجميل وإبر البوتكس والفيلر والشد وغيره الكثير مما نرى ونسمع في هذا المجال من خلال مقارنات غير منطقية وغير عادلة مع المغنيات والممثلات وحتى المذيعات أحياناً ,مما جعل المرأة تقارن نفسها بهن وتشعر بالنقص وربما بعدم الثقة مما دفع الكثيرات للجوء إلى هذا الأمر ليشكل ذلك ضغطاً نفسياً ومالياً ,وللأسف الكثيرات كُنَّ عرضة للأخطاء والتشوهات كما رأينا مع الكثير من المشاهير وإن لم تكن تشوهات فهي أشكال غريبة وغير طبيعية ,وتدخلات مبالغ فيها لم تزد من لجأت إليها جمالاً بل جعلت منهن دُمىً متحركة متشابهة من غير روح.