“سيارات المُلوك” تسير إلى المستشفيات! الأكاديمي مروان سوداح
الشعب نيوز:-
لفت انتباهي في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ما يُسَمّونه هناك بـِ”سيارات الملوك”، ويضيفون بأنها “تسير إلى المسشفيات” حيث يُعالجون الأطفال المرضى، فالأطفال هناك يتمتعون بصفةِ “الطبقة المُبجلة”، كونهم ينعمون بالكثير من الأفضليات التي لا ينالها الكِبار أو غيرهم (عدا المتقدمين في السن)، فصِّغار العُمر يتمتعون هناك في كوريا القصيَّة التي تقع على الطرف الأبعد في قارة آسيا بدرجة إجتماعية أعلى، وباهتمام المؤسسات الحكومية بهم وهي تمنحهم ما لا تمنحه لغيرهم من المواطنين من الخدمات والتسهيلات التي ضمنها “الحضانة الكاملة”، والطعام، والعلاج، والدراسة، والرحلات، والمكوث في العطلتين الصيفية والشتوية في بيوت الراحة والاستجمام الريفية وفي الغابات وغيرها بالمجان، لتتأكد الحكومة وأهل الطفل أيضاً من نموه الآمن والمُتناسق والأحسن في مجالات عدَّة، كونهم يقومون بإعداد أبنائهم منذ نعومة أظفارهم ليعملوا مستقبلاً مُخلصين في مواقع المسؤولية الوطنية المناطة بهم، و”ليكونوا على قدرٍ كافٍ من الوعي العَمَلي الكامل” إزاء مختلف القضايا المُهمة التي سينشغلون بها.
الشعب الكوري يُسمّي المَركبات السيَّارة المتخصصة بتأمين مشتقات الحليب المختلفة للأطفال بِـ”سيارات المُلوك”، ذلك لأن البلاد الكورية قائداً وحكومةُ وشعباً تُبرز أطفالها كملوك منها ولها، وتَعتني بهم “مِن المَهْدِ إلى اللَّحْدِ”، وهو ما رأيته بأم عيني مراراً وتكراراً، وسنةً بعد أخرى، خلال زياراتي المتكررة إلى مختلف أرجاء تلك البلاد الجميلة واختلاطي بأوساط شعبها البسيط والذكي والطيب.
تسير هذه السيارات التي أتحدث عنها “كل يوم” من مواقع إنتاج مشتقات الحليب، متوجهة إلى “كل” دور الحضانة و”رياض الأطفال” بمختلف تسمياتها وتجول في شتى أرجاء البلاد دون انقطاع في يوم عطلة أو خلال المطبات الجوية، ولا يَستثني العمل لتأمين مشتقات الحليب للأطفال الذين يخضعون للعلاج في المستشفيات ومواقع العلاج المختلفة، وهذا مُكلف للنظام الاقتصادي هناك، لكنهم يقولون بأن هذه الكُلفة متدنية جداً بالقياس إلى إصابة أي طفل بسوء، لأنهم يعتبرون الأطفال في تلك الجمهورية الإشتراكية “الطبقة المُفضلة” ويعاملونهم معاملة خاصة ومتطورة تأخذ بعين الاعتبار أعمارهم ومتطلباتهم وإمكانياتهم الجسدية وغيرها العوامل.
اللافت جداً للانتباه في هذه “المسألة”، بأنه من بيونغيانغ بالذات يتم “بانتظام” تموين المستشفيات ودور الحضانة وغيرها من المؤسسات ذات العلاقة وبدون توقف أبداً بمختلف أنواع مشتقات الحليب، بما فيها لبن البقر الحامض وحليبه، وحتى أنهم يرسلون الحليب للأطفال في المستشفيات بموجب المِعيار المُقَر عِلمياً بأنه على درجة جيدة في تغذية الأطفال ويحتوي على المواد اللازمة لنموهم السليم، وهو ما يجري “على حساب الوطن” أيضاً. وها هم يقومون في هذه الأيام بأعمال مستجَّدَّة وعلى قَدَم وساق لتطوير هذا العمل النبيل الذي يعكس الجوهر الإنساني العميق للدولة الزوتشية وتميزها بين أقطار المَعمورة في علاقاتها بشعبها، فيا لهذا البلد ونظامه “السونغوني” الناجع الذي يتمتع بالإدارة الواعية والرؤية الثاقبة المطلوبة والقدرة الكُليَّة على خدمة مواطنيه بتواصلٍ وإخلاص.
*الصحفي الفخري لجمهورية كوريا الديمقراطية لشعبية.
./*/.