منعطف صحيفة الرأي.. مشهد حزين تشعر أمامه بالفخر

564
الشعب نيوز:-

إبراهيم قبيلات..

محزن مشهد رئيس مجلس إدارة الرأي ومديرها العام اليوم، وهما يحاولان إقناع الزملاء الصحافيين والصحافيات بدخول مبنى المؤسسة.

محزن كما أنه يدعو للفخر من زاويته الأخرى، والزملاء والزميلات يبدعون في رسم مشهد عتبة المؤسسة، وقد ملأوا المكان برسائل كثيرة، وجب على صانع القرار التقاطها قبل فوات الأوان.

إن آخر ما يريده رئيس الحكومة، بشر الخصاونة، ومن قبله مراكز صنع القرار أن تنفجر قنبلة الرأي في وجوههم.

احتشد الزملاء على عتبة الرأي صباح اليوم؛ ليسمعوا إدارتهم وبصوت عالٍ ارتداد فشلهم في فكفكة تحديات الرأي الكثيرة، ومن أبرزها تسليم رواتب الزملاء العاملين، ودفع حقوقهم العمالية المتأخرة؛ فأنشدوا ما أغضب الإدارة، وأشعرها بفجيعة الهزيمة ومرارتها.

هتف الزملاء: “كبيرة عليك كبيرة عليك” فنزلت على أذانهم كالصواعق، لكنهما ظلا سادرين في تعنتهم قبالة الرأي، يريدون الدخول بأي ثمن، وهيهات هيهات؛ فصدور الزملاء بالمرصاد.

فشل رئيس مجلس إدارة الرأي ومديرها العام في إقناع الصحافيين والصحافيات بمجرد الدخول إلى مكتبيهما، ثم غادرا على وقع هتافات قاسية من حناجر الزملاء المقهورة، هتافات لن تنساها الإدارة بسهولة، وعلى القادم للمؤسسة أن يفكّر ملياً قبل أن يقبل منافع الكرسي وامتيازاته.

أما أنا فلم أفهم إصرار رئيس مجلس الإدارة على دخول مكتبه في قلب الرأي، وجعبته خالية من أية حلول حقيقية إلا في سياق قهر إرادة الزملاء، وخلق أزمة جديدة بدلاً من البحث عن حلول حقيقية، تنهي حالة النزيف المالي والإداري في مؤسسة جرى اختطافها رسمياً، ووضع الأشوال في دربها مبكراً.

ما أراه في مشهد الرأي فشل من طبقات خمس:

أولاً: فشل كل المحاولات الرسمية لتدجين المؤسسة، وتفتيت جسمها، وإظهارها بمظهر مهترئ منزوع الهيبة والهوية؛ عقب أن ردت على الإدارة برص الصفوف، ووحدة الموقف.

ثانياً: فشل تحايل الحكومة باستنبات عناوين فرعية تلهي الصحافيين والصحافيات عن مطالبهم الرئيسية، وظهور جسد صحافي بلا شوائب، يحمي المؤسسة كما يحمي نفسه.

ثالثاً: فشل الإدارة في إقحام الأجهزة الامنية في أزمة الرأي باعتبارهم طرفاً أساسياً في حادثة لا ناقة لهم بها ولا جمل.

رابعاً: فشل الحكومة في إدارة الرأي المرة تلو الاخرى؛ يعني أن هناك إصراراً من جهة ما لقطع الكهرباء والماء والأكسجين عن شرايين مؤسسة، ليجري سفك دمائها في الشوارع.

خامساً: فشل الحكومة في تنبي الحلول الترقيعية في المؤسسات الصحفية، وعليها البدء فوراً بالجلوس إلى طاولة حوار مع جميع أطراف القضية؛ لترجمة حلول عاجلة، تنزع شأفة الغضب من صدور الصحافيين والصحافيات، أو كف يدها عن سقف الرأي ومعالجاتها المهنية، وتضخيم عجزها عبر تعيينات وتنفيعات دورية، نهبت موارد المؤسسة، وعجلت في دخولها غرفة الإنعاش.

تبدو أزمة الرأي اليوم عنوانا من العناوين الوطنية المهمة التي تشرح لك أين نقف في هذا المنعطف الوطني. الرأي ليست وحيدة.

الرأي حلقة وطنية يراد لها ان تنكسر لتتلوها حلقات كثيرة .

قد يعجبك ايضا