ماهر سلامة.. تليق بك الحياة لا الموت!. أسامة الرنتيسي

الشعب نيوز:-

لماهر سلامة الكاتب، الأديب، الإعلامي، المخرج ومدرب سحر الشخصية، تليق بك الحياة لا الموت.
جاءه على حين غَرَّة، ولأنه صانع الفرح والحياة رفض أن يوسع خبر مرضه على أصدقائه الكثيرين.
حصره بين اثنين – ثلاثة، كنت أحدهم رفيق مسيرة مرضه القصيرة.
شعور بآلام في الظهر بسبب تعب السنين فشك إنها أوجاع الديسك، والظهر الذي لم ينحن من عواصف الحياة، التي بدأت في جبل التاج وانتقلت إلى الكويت ولندن وأميركا وبيروت زمن الثورة إلى أن استقر به الحال في الجندويل.
أيام قلائل وتحديدا في 5 آذار، إلّا وماهر سلامة واسمه الحقيقي هاني سلامة، يفتح ملفا في مركز الحسين للسرطان.
خانه البنكرياس، فعطبه السرطان، ولأنه متوحش وحقير زار الكبد وبدأ يستوطن فيه.
قاومه بمعنويات لا توصف، ورفض الألم الذي كان يحرقه حرقا، لكنه كان مقتنعا أنها أزمة وبتعدي.
في طريق العلاج ومنذ أسبوعين زارته جلطة خفيفة منعته من الحركة قليلا بعد ان ضربت ساقه.
استقر الأمر أخيرا على الكيماوي، كنوع من العلاج التلطيفي، ولم يكن ماهر يعرف أنه فقط للتلطيف.
كان يراهن ويرتب أن الأمر يحتاج شهرا وثلاثة جرعات كيماوي وتعود الحياة إلى طبيعتها.
أخفيت عن ماهر حقيقة وضعه الصحي، وكم هي الدرجة التي استفحل به السرطان، خوفا على معنوياته، فقَلْبُ ماهر لا يتعدى طفلا في الـ 65، لا يحتمل المفاجآت.
بقيت وأصدقاء وصديقات عنده حتى فجر الثلاثاء، تركناه لأن موعد الجرعة الأولى من الكيماوي قد حُدِّدْ.
قررت أن التقي شقيقه المهندس ماجد ظهر اليوم، لأطلعه على وضع ماهر الحقيقي، حتى يرتب الأمور ويتواصل مع شقيقه الآخر محمد في أميركا ومع ابنتي ماهر في اميركا حتى يعملوا على الحضور والاطمئنان عليه.
ولأن ماهر صانع الفرح والحياة يمتلك قلبًا حساسًا لا يحتمل ان يقترب الكيماوي من جسده، باغت الجميع صباح اليوم الثلاثاء فتعطل القلب في التاسعة صباحا، وبرغم المحاولات كلها لإنعاشه إلا أنه ودَّع الحياة محتفظًا بابتسامته الساحرة.

أه يا ماهر.. كم هو الفَقْدُ صعبًا، والبكاء والوجع.. نموت على مهل، ومن دون استئذان.
آه يا ماهر كم هو قلبي مضطرب وروحي مكسَّرة فمن يستطيع تحمُّل هذا الفقد، لأقرب أصدقائه، وأحبابه، الذين لم يبق منهم كثير، بعد أن سُرق منا قطار العمر، ولا وقت يسمح لنا بالتعويض؟
كتب ماهر شريكي في حلم “الأول نيوز” آلاف المقالات، وشارك في مئات المؤتمرات وورشات العمل والحوارات، ودرب عشرات المؤسسات، وشكَّلت كُتُبه الطاقة والوقار، كتاب سحر الشخصية وفروسية الذات، كتاب كاريزما كود، ملامح من شخصية ماهر سلامة الجذابة.
لروحك يا ماهر الرحمة والسلام والهدوء، نم قرير العين، فأمثالك لا يتكررون كثيرا في الحياة…
ماهر سلم على بيلكان….

قد يعجبك ايضا