حتى لو هدموا الأقصى…!أسامة الرنتيسي
الشعب نيوز:-
مشاهد البطولات التي يسطرها المقدسيون في المسجد الأقصى في الأيام الرمضانية هي هبة شعبية عظيمة، لا يجوز أن تبقى وحيدة، من دون إسناد من كافة مدن وقرى ومخيمات الشعب الفلسطيني، حتى يرتعب العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه، ويعلم علم اليقين أن القضية ليست دينية فقط، بل وطنية عامة.
مشاهد قطعان المستوطنين الصهاينة في شوارع القدس المحتلة، وفي باحات المسجد الأقصى لا تستفز فقط الشبان المقدسيين للهجوم عليهم بالسكاكين فقط، بل تستفز كل من لديه مشاعر إنسانية في العالم.
العنجهية التي تمارسها حكومة الكيان المصطنع الأكثر تطرفا من أية حكومة أخرى، لا تستفز الفلسطينيين، والعرب فقط، بل تستفز مسلمي العالم، وكل المؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية، لكن؛ على ذكر المسلمين، لا أعرف كم سيكون حجم احتجاجهم إن تجاوزت يمينية الصهاينة التفكير بهدم المسجد الأقصى إلى مرحلة التنفيذ.
هل سيتجاوز احتجاج العالَمين العربي والإسلامي تحديدا- مستوى البيان والشجب والإدانة والشكوى، ومسيرات تنطلق الجمعة بعد الصلاة، يحرق فيها العلم الصهيوني… أشك، لا بل أنا متيقن، انه حتى القوى المتطرفة بدءًا من ما تبقى من “داعش” وحتى “النصرة” وما بينهما لن تحرك ساكنا، ولن تغير بوصلة بنادقها، لأن الأقصى وفلسطين ليسا على أجنداتهم.
سعار حكومة الاحتلال الصهيوني في تصعيد الاستيطان، وفي التضييق على بوابات القدس والأقصى، لا يوجد له هدف سوى تدمير معنويات الشعب الفسطيني، الذي أثبت أنه شعب لا يستسلم أبدا.
بعيدا عن أنظار العالم المندهش مما يحدث في العالم العربي، تستكمل حكومة الصهاينة مخططاتها في عزل القدس، بعد أن استكملت مراحل التهويد الأخيرة للمدينة المقدسة، وحسب تقرير جديد حول الاستيطان، فإن هذه المراحل تتمثل في “إحاطة القدس بنظام دفاعي خاص لعزلها عن المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية، ومواصلة حفر أنفاق جديدة تحت المسجد الأقصى بهدف هدمه وبناء الهيكل المزعوم مكانه، وحظر دخول مواد الترميم التي يحتاج إليها المسجد بشكل عاجل. ومحاولة تقسيم الحرم القدسي على غرار ما حدث للحرم الإبراهيمي في الخليل عام 1994، وشن حرب نفسانية مكثفة ضد المقدسيين العرب داخل المدينة، ومصادرة المزيد من أراضيهم وبيوتهم بهدف إجبارهم على الهجرة. وتكرار محاولات الجماعات اليهودية المتطرفة تدنيس الحرم القدسي لإثارة مشاعر المسلمين”.
الدايم الله….