فتح تحقيق بحادثة تشويه أعمدة جرش

603
الشعب نيوز:-

أقدم مجهولون أمس السبت، على تشويه أحد الأعمدة الأثرية بمدينة جرش، بطلاء رشاش والكتابة عليها، بطريقة تخريبية أثارت غضب الكثير عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

مدير الآثار العامة فادي بلعاوي، قال   إنه تمت المعالجة الأولية لأحد الأعمدة التي تم تشويهها بطلاء رشاش، تمهيداً لإزالته بطرق علمية دقيقة.

واعتبر أن بعض الأشخاص، ليس لديهم وعي كافي بأهمية المناطق الأثرية والتاريخية في الأردن، في الوقت الذي تسعى فيه المملكة لجذب المزيد من السياح لهذه المناطق.

وأوضح بلعاوي، أنه تم تبليغ الجهات الأمنية للتحقيق بالقضية، ومعرفة المعتدين على الآثار التاريخية في جرش.

وأثارت حادثة الاعتداء على الأعمدة الأثرية بجرش، استياء كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالمملكة، لما لهذه الأماكن من أهمية كبيرة في تاريخ الأردن.

جرش الأثرية

وتعتبر جرش واحدة من أكثر مواقع العمارة الرومانية المحافظ عليها في العالم خارج إيطاليا. وحتى يومنا هذا، لا تزال الشوارع معمدة، والحمامات والمسارح والساحات العامة والأقواس في حالة استثنائية. داخل أسوار المدينة الباقية، عثر علماء الآثار على أنقاض لمستوطنات يعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث، مما يدل على الاستيطان البشري في هذا الموقع لأكثر من 7500 سنة.

بلغت المدينة أوج ازدهارها زمن الرومان في بداية القرن الثالث الميلادي، وخلال ذاك العصر الذهبي وصل عدد سكانها إلى قرابة الـ 20,000 نسمة. كما أن جرش كانت مزدهرة زمن الأمويين، إلا أن زلزال الجليل سنة 749 قد دمر أجزاء كبيرة من المدينة. وأدت الزلازل المتلاحقة أهمها زلزال دمشق سنة 847 إلى دمار اضافي أسهم في خرابها. مع ذلك، وفي بدايات القرن الثاني عشر، سنة 1120، كان في جرش حامية من أربعين جندياً تمركزوا هناك بأمر من أتابك دمشق ظاهر الدين طغتكين التابع للدولة السلجوقية. وكانوا قد عَمدوا إلى تحويل معبد آرتميس في المدينة إلى حِصْن، وفي سنة 1121، احتله بلدوين الثاني ملك مملكة بيت المقدس وقام بتدميره. ثم ما لبث الصليبيون أن هجروا جرش وتراجعوا نحو ساكب على حدودهم الشرقية.

وبقيت جرش مهجورة إلى أن عادت للظهور مع بدايات العهد العثماني في القرن السادس عشر. وبحسب إحصاء عام 1596، كان عدد سكانها 12 خانة (أسرة / منزل) جميعهم عرب مسلمون، وكان هناك شخصان يعملان على خدمة المسجد والزاوية (مدرسة). لكن عمليات التنقيب في المدينة منذ العام 2011 تشير إلى أنه تم استيطان جرش قبل العهد العثماني، حيث ألقت عمليات التنقيب الضوء على فترة العهد الإسلامي المتوسط، وأسفرت عن اكتشاف عدد من المباني والفخاريات في الجزء الشمالي الغربي من المدينة والتي تعود إلى حقبة المماليك.

قد يعجبك ايضا