شطب العام الدراسي..دعوة غير بريئة!

245
الشعب نيوز:-
الدكتور ذوقان عبيدات –

 

الشطب العام الدراسي فكرة جديدة ابتدعها أنصار التعليم الوجاهي و المتباكين عليه، وهذا آخر الطريق.

إذا لم تفتحوا المدارس عليكم بشطب العام. جاءت هذه الدعوة -غير البريئة- من أشخاص لا علاقة لهم بالتعليم إلا ما تسمح به المواطنة. فقرروا تصعيد الموقف إكراما لدعاة التعليم عن قرب!! لن أناقش الدعوة اللامسؤولة والشعبوية و ” تكافؤ الفرص” الذي يغطون فيها مطالباتهم، لكن سأناقش مبررات دعوتهم :

يقال إن ١٠٠ ألف طالب وطالبة لم يدخلوا المنصة ولم يتعلموا، ولذلك فإن علينا أن ننصفهم ونساويهم بنظرائهم ممن دخلوا المنصة، ونشطب تعليم الجميع!!.

 لن أناقش الرقم لأنه حتى لو وصل إلى ٣٠٠ ألف فلماذا أحرم مليون ونصف ممن تعلموا من حقهم !!

إن الفاقد التعليمي في التعليم الوجاهي قد يزيد على مئة ألف فهناك متسربون من التعليم الأساسي لا يقل عددهم عن ٥٠ ألف سنويا ، وهناك راسبون، وهناك أميون قد يزيد أعدادهم عن من لم يلتحقوا بالتعليم عن بعد !! لقد فتحت الوزارة قبل شهرين الدراسة المباشرة لطلبة التوجيهي، ولم تتعد نسبة الالتحاق ٤%. هل يمكن اعتبارهم لم يتعلموا ؟!! هل نشطب حقهم في تقديم الامتحانات ؟

ولذلك دعونا من الحسابات، ولنبحث عن الحلول :

وبرأيي الحلول هي تجويد التعلم عن بعد، ودعم جهود وزارة التربية بزيادة كفاءتها وكفاءة أجهزتها المادية والتقنية، والبشرية لتجاوز هذه الأزمة.

 لقد فكرت الوزارة – ولست ناطقا باسمها –بإعداد مصفوفات للمفاهيم الأساسية في كل كتاب، وتقديمها إلكترونيا وورقيا لمن لم يلتحق بالتعليم عن بعد ! هذا هو المطلوب.

أما الدعوة للتعليم الوجاهي أو هدم المعبَّد على رؤوس من فيه فهذه هي العبثية.

لا أدري كيف نطالب بشطب تعلم مليون ونصف مليون طالب لأن مئة ألف أو أقل أو أكثر لم يدخلوا المنصة !

أكرر طلبة التوجيهي لم يلتحقوا بالمدارس -طوعا- فهل نشطب تعلمهم ونعتبرهم من محرومي التعليم !

برأيي، لقد تعسف المطالبون بالشطب وهذه كلمة أرجو أن لا تدخل قاموسنا التربوي المليئ بمصطلحات فرضها التربويون الغيورون من صقور الامتحانات ومن صقور التعليم عن بعد !

أرجو أن لا يلتفت أحد لدعوة الشطب، وهي دعوة أتهمها بكثير من التُّهم !.

وأقول بارتياح : إن اهتمام الإعلام الواسع جدا بهذه الدعوة الساذجة جدا، قد يشير إلى وجود جهاز ما يحرك هذه الدعوة !.

قد يعجبك ايضا