علي سعادة يكتب .. فانيسا دافعت عن الفلسطينيين.. فخذلناها

150
الشعب نيوز:-
بورتريه
فانيسا دافعت عن الفلسطينيين.. فخذلناها
علي سعادة
عندما تسلمت جائزة الأوسكار عام 1976 عن دورها في فيلم “Julia” اندلعت مظاهرات قامت بها “منظمة الدفاع اليهودية” ضد حصولها على جائزة الأوسكار وحضورها حفل تسلم الجائزة بعد مشاركتها في فيلم وثائقي يتناول القضية الفلسطينية، لكنها لم تكترث بهم وألقت كلمة في الحفل هاجمت فيها “تلك الحفنة من السفاحين الصهاينة”.
وخرج بعض اليهود في مظاهرات وقاموا فيها بحرق دُمى على هيئتها، حتى إنهم حاولوا تفجير إحدى دور السينما حيث كان يعرض الفيلم.
ولادة فانيسا ريدغريف عام 1937، كانت أشبه باحتفال فني، فأثناء تأدية والدها لعرض مسرحي، أعلن الممثل الشهير لورانس أوليفييه، للجمهور في نهاية العرض أن “الليلة ولدت ممثلة عظيمة”.
والدها هو الممثل المسرحي البريطاني مايكل ريدغريف، ووالدتها راشيل كيمبسون ممثلة مسرحية، وهي الابنة الكبرى بين أختها ليان وهي ممثلةٌ مسرحية وسينمائية، وأخيها كورين الممثل والمخرج المسرحي.
واحدة من أشهر ممثلي المسرح والسينما في بريطانيا والعالم، لقبت بـ”أعظم ممثلة في عصرنا”، وحصلت على الكثير من جوائز الأوسكار والإيمي والغولدن غلوب.
لم تكن فقط ممثلة مخضرمة ومتمكنة من حرفتها، وإنما أيضا ناشطة سياسية شجاعة.
كان لها اهتمام بقضايا سياسية عديدة، فقد كانت ناشطة ضد السلاح النووي، وضد حرب فيتنام، ولأجل فلسطين مما خلق لها مشاكل واتهامات كثيرة من قبل اليهود في أمريكا.
وأنتجت من مالها الخاص العديد من الأفلام الوثائقية التي تعكس قناعتها، حيث قامت بتمويل ورواية فيلم وثائقي بعنوان “The Palestinian / الفلسطينيون” عام 1977 حول أوضاع الفلسطينيين وأنشطة منظمة التحرير الفلسطينية، وأدان الكيان الصهيوني وأعماله الإجرامية ضد الفلسطينيين وفيلم “Occupied Palestine / فلسطين المحتلة ” عام 1980.
والتقت أثناء معارك الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982 الراحل ياسر عرفات.
كما كانت أيضا ناشطة سياسية تدعم الجيش الجمهوري الأيرلندي الذي كان منظمة شبه عسكرية يسعى لتحرير أيرلندا الشمالية من الحكم البريطاني وإعادة توحيدها مع الجمهورية الأيرلندية.
كما ساهمت في المظاهرات التي عارضت الحرب على العراق عام 2003 وعينت سفيرة منظمة “اليونيسيف” في الأمم المتحدة.
على الرغم من ترشيحها لنيل جائزة الأوسكار ست مرات، فإن فانيسا فازت بها مرة واحدة. ولم يكن ذلك بسبب ضعف في موهبتها الطاغية بل بسبب قوة آرائها السياسية المؤيدة لفلسطين، وحاربها “لوبي إسرائيل” في أمريكا وحال بينها وبين الجائزة عدة مرات .
لم تتوقف فانيسا مع تقدمها في العمر عن دعم قضاياها عبر فنها، فانتقلت من التمثيل إلى الإخراج الفني. وفي عام 2017، ظهرت لأول مرة، مخرجة في فيلم “Sea Sorrow” وهو فيلم وثائقي عن أزمة المهاجرين الأوروبيين ومحنة المهاجرين المخيمين خارج كاليه بفرنسا في محاولة للوصول إلى بريطانيا.
وكانت حادثة غرق الطفل السوري الذي فر عبر البحر مع عائلته من الحرب في سوريا، هي الشرارة التي دفعت فانيسا إلى الخوض في تجربة جديدة للإخراج مع ابنها كارلو نيرو من زوجها الحالي نجم السينما الإيطالية فرانكو نيرو (عرفه الجمهور العربي من خلال فيلم “24 ساعة في ميونخ”)، للتحدث عن معاناة اللاجئين الفارين من الحرب إلى المجهول.
انتقدت فانيسا في الفيلم بشدة سياسة الإقصاء التي تنتهجها الحكومة البريطانية تجاه اللاجئين، واصفة إياها بانتهاك حقوق الإنسان، وأنه يجب توظيف محامين لمقاضاة الحكومة لإجبارهم على الانصياع للقانون.
بشكل عام كان الموقف العربي من تضحيات فانيسا سلبيا ومخزيا فقد تركت لوحدها في مواجهة اللوبي الصهيوني، ولم تساندها أي حكومة عربية وتدافع عنها، لكنها لم تكن تكترث بكل ذلك ولم تطلب دعمهم من الأساس، ولم تعد تقيم وزنا لأي نقد لمواقفها السياسية بعد أن بلغت من العمر 85 عاما.
الصور:
فانيسا ريدغريف مع أعضاء من حركة فتح لدى تصويرها فيلم “الفلسطينيون”.
فانيسا ترفع جائزة الأوسكار عن دورها في فيلم “جوليا”.
فانيسا في مرحلة الشباب.
فانيسا في الوقت الحالي.
قد يعجبك ايضا