علم بلادنا الطويل يدخل جينتس..كاد المريب أن يقول خذوني

352
الشعب نيوز:-
إبراهيم قبيلات..
ها قد دخلنا جينتس من أوسع أبوابها..دخلناها بالقدم اليمنى؛ عقب أن نفضنا أيدينا من مراسم “صناعة” أطول علم في العالم، فيما يواصل اقتصادنا الوطني التنفس على جهاز الأكسجين.

كاد المريب ان يقول خذوني..هذا ما تذكرته وانا اقرأ عن أطول علم يريد أن يدخله قومنا في موسوعة جينتس.

فما هو الاستنتاج العبقري الذي علينا أن نستخلصه من دخولنا موسوعة غينيس للأرقام القياسية ونحن نصنع أطول علم في العالم؟.

قل إننا صنعنا أطول ملعقة في العالم، أو أطول حبل غسيل، أو أو ..

لسنا سوداويين، لكنا ونحن نفرد قماش العلم على الشارع علينا أن نسأل الأسئلة التالية:

– هل نجحنا فيما عجزت عنه الدول الأخرى، سواء أفقر الدول او أغناها أو أقل الدول تطورا صناعيا وتكنولوجيا أو أرفعها في خياطة أطول علم في العالم؟.. حقا أين الحبكة؟.

– ثم ماذا؟ وبعد أن خيطنا أطول علم في الكرة الأرضية.. هل سيتلحف به العراة من الفقراء؟. هل سيتغطى به أطفالنا الفقراء في ليالي البرد؟. اين الحبكة؟.

– ماذا لو صنعت أمريكا “جكر فينا” أطول علم في العالم بعد يومين من صناعتنا علمنا الأطول، بينما صنعناه نحن في أشهر – ربما -، صنعته أمريكا في يوم أو ساعة؟.

– هل صناعة أطول علم في الكرة الأرضية إنجاز حقا؟ أم انه محاولة لتغطية فشل غطانا من أسفل أقدامنا حتى رأس رأسنا؟.

أين الفكرة في خياطة أطول علم في الكرة الأرضية؟ بمعنى: قل إننا صنعناه، ما الجدوى من ذلك؟.

– من دفع ومن صرف، ومن يحتاج لأن يبهرنا بأطول علم؟

– أليس لقمة في فم جائع أولى وأشد وقعا؟.

نحن دولة، أليس كذلك؟ لسنا أفرادا او مؤسسات ويجب ان لا نلتفت بصفتنا دولة تحتفل بمئويتها الأولى لمؤسسة تدعى غينتس تلاحق أشخاصا استثنائيين فعلوا شيئا لم يستطع أن يفعله الاخرون.

هذا من مستخلصات الثقافة الاستهلاكية التي تعاني منها عقولنا المعاصرة فنظن أننا إنما قمنا بمنجز مستحق، فيما في الحقيقة ما قمنا به مجرد شيء يستحق الهجوم عليه كفكرة، بعد ان صرف صاحبه المال والجهد على شيء بلا طائل.

إن المجتمعات التي لديها ما تقوله حقا لا تنشغل بمثل هذا. اكبر كعكة في العالم يصنعها مطعم كدعاية، واطول ملعقة في العالم يصنعها مصنع يريد ان يعلن عن نفسه. في حالتنا ماذا نريد ان نقول؟.

ما نريده هو أقوى اقتصاد في العالم يدخل التاريخ وليس دفتي دفتر غينيتس.

ما نريد ان ندخله هو ان مجتمعنا دخل التاريخ بالقضاء على اخر فقير في الأردن، وتحرير اخر عاطل عن العمل في الأردن، وإشباع اخر جائع.

قد يعجبك ايضا