
ماذا أوصت المعلمة القرالة أساتذة الجامعات بالطلبة الجدد ؟
الشعب نيوز:-
الى اساتذة الجامعات في كل مكان
ردينة القرالة
الطالب الذي غادر مقاعد الثانوية العامة ، وأجواء مدرسته، ومحبة معلميه، واحتضانهم له في كل نكسة، وأحيانا إعطائه المصروف اذا نسي مصروفه، وغلي الميرمية والجعدة له اذا كان مصابا بالبرد، والأحاديث الجميلة الطويلة، وتهدأة اعصابهم وقت الخوف والهلع، واحتواء ضعفهم حينما مات احد والديه، ومنع التنمر عليه بسبب شكله أو فقره أو طلاق أمه وأبيه والكثير الكثير مما نحمله لهم من الحب من الصف الأول إلى الصف الثاني ثانوي كإبنٍ محاطٍ برعايته كلنا دون الحاجة لنعرف من هم والديه، ولا ما هي نوع سيارته، ولا كم هو راتب والده؟!
نحصنه كأنه احد أبناءنا، تذكروا أنه قد يكون مصاب بأحد الأمراض الخطيرة التي يخفيها عنكم، وأنه قد يكون لشدة فقره يعاني فقر حديد ودم وبالكاد يقف على رجليه، تذكروا أن رسومه كانت تحويشة العمر وقروض البنوك وبيع آخر قطعة مساغ، وبنوكٌ ربوية كثيرة!!
تذكروا أن والديه تركوه في عهدتكم وامانتكم، وأن أقل دكتور في الجامعة عمره ٣٠ عاما اي يكبره ب١٢عام، وبذلك نستطيع أن نطلق عليه الاخ الأكبر الحكيم، قبل أن يكون دكتوره!!
إليكم دكاترتنا الأعزاء أكتب ورسالتكم تكمل مسيرة رسالتنا:
ان الطالب مهما كان انفتاحه، فإنه في أول فصلٍ دراسي تائه، وضعيف، وغريب، فلا تكن عبأ اضافيا عليه!!
الطالب في الفصل الأول يحتاج احتواء، وحب وأسرة، ودكتور يقرأ في عينيه حبا له وحرصا على تعليمه!!
الطالب يا سادتي هو خريج مدرسة ولم يدخل مدرسة الحياة الا حينما اقتحم أبواب جامعاتكم بجده واجتهاده وحبه للعلم، وهو لم يعتد نظام الجامعة وأسلوب تدريسها، فلماذا افترضت أنه عالمٌ ينافسك على مكانتك ومنصبك؟!
لماذا لم تعطه ما يستطيع لكي يحبك ويحب تخصصه ووطنه، ويكون ابنا بارا لجامعته ومجتمعه ووطنه، ويدعو لك بالخير كلما ذكرك!!
أنتم ورثة الانبياء، ومفاتيح العلم والاخلاق، لا تجعلوا من دعوات الطلبة وأهاليهم طيرٌ أبابيل تنخر حياتكم وتضيع علمكم ، وتجعله وبالا عليكم بدل أن يكون شاهدا لكم!!
أرجوكم احتوا غربة أبنائنا في عالم مليء بالأسئلة والتضاد والتناقضات، واللهفة للعلم وعدم الحصول على العلامة التي اعتادوا الحصول عليها، احيوا فيهم أنهم جيل النصر والفتح والعلم والخير الذي ننتظره، اخبروهم أن الوطن سيبنى على كواهلهم، وأننا أوشكنا الوصول لنهاية الرحلة!!
أرجوكم، كما تستودعون أبنائكم لله، هؤلاء حصيلة عمر والديهم لا تكونوا سببا بموتهم جلطة بسبب ضيق صدورهم ووجع كنت أنت سببه بتعليق، أو كلمة جارحة أو استهزاءٍ لا يليق بك كقدوة!!
لا تحزنوا أبناءنا وقد جاؤوكم والأمل يملأ جنباتهم أن القادم أجمل وأعظم وأحلى!!
تذكروا أن العلماء ورثة الانبياء، وأن أعظم ميراثٍ يتركه الإنسان هو العلم ودعوةً صادقةً تعانق أبواب السماء بظهر الغيب تظل تصلك إلى يوم القيامة!!
دمتم أهلا للخير والعلم والعطاء.
كل عامٍ وأنتم تحتفلون بأجيالٍ من الشباب كنتم بابا لهم لتحقيق أحلامهم التي حملوها داخل قلوبهم مذ كانوا في السادسة من اعمارهم، وكافحوا ليصلوا الحلم ١٢ عاما،،فأكملوا لهم الحلم وساعدهم لينهلوا العلم بشكله الصحيح!!