مخاض حزبي ما بين الدمج وولادة احزاب جديدة في مسار تطوير المنظومة السياسية

184
الشعب نيوز:-

تقترب الاستحقاقات الزمنية والقانونية المتعلقة بترتيب ملفات وأوضاع الاحزاب الجديدة والقديمة ضمن مشروع تطوير او تحديث المنظومة السياسية في الاردن

واغلب التقدير في هذا السياق ان حزب الميثاق الوسطى والذي يعتبر اضخم الاحزاب التي اعقبت اطار تحديث المنظومة السياسية في طريقه الرسمي للتقدم بمتطلبات الترخيص الجديدة لدى الهيئة المستقلة لإدارة الانتخابات والتي اصبحت بدورها هي الجهة الرسمية المنظمة التي تحتوي على سجل الاحزاب وتراقب التزامها في الاطر القانونية

بكل حال حزب الميثاق سيعلن عن ولادته الورقية على الاقل في اطار الترخيص الرسمي قريبا لكن بعد الاندماج بحزبين صغيرين في الخارطة وبصورة تعزز امكاناته ومؤسساته خصوصا وانه يضم عدد كبير من اعضاء مجلس النواب الحالي قد يصل الى 60 عضوا على الاقل بالإضافة الى نخبة عريضة من الوزراء السابقين و من المشتبكين مع القطاع العام في الماضي

وكان حزب ارادة وهو ثاني الاحزاب الوسطية التي يراقبها الراي العام قد اعلن عن تقدمه بالترخيص وعقد حزب ارادة مؤخرا اجتماعا للتعارف ما بين الاعضاء الجدد فيه ولوحظ بان ابرز المتحدثين في هذا الاجتماع كان وزير المالية الاسبق عمر ملحس والذي اعتبر بان الحزب سياسي الذي لا يوجد لديه طموح وبرنامج للمشاركة في السلطة هو اقرب الى ناد ثقافي او جمعية خيرية مشيرا الى ان حزب إرادة لديه خطط في هذا الاتجاه

وعلى جبهة احزاب الوسط الاسلامية يبدو ان مشروع الدمج بين حزبي زمزم و الوسط الاسلامي وكلاهما منبثق في الماضي عن الحركة الاسلامية وجماعة الاخوان المسلمين يواجه بعض المصاعب والتعقيدات لا بل الخلافات الشخصية بين اقطاب الحزبين علما بان حزب الوسط الاسلامي يعتبر من اكثر الاحساب الوسطية الاسلامية استقرار و قابلية للحضور بالمعنى الاجتماعي حسب مراقبين مطلعين على التفاصيل والحيثيات

وعلى الارجح تدعم السلطات والحكومة عن بعد حالة الدمج بين حزبي زمزم و الوسط الاسلامي لكن صعوبات الدمج لا تزال قائمة والهيئات المختصة لم تتلقى بعد طلبات الدمج المشار اليها

ويبقى وضع الحزب الشيوعي او ما تبقى من الحزب الشيوعي الاردني بسبب قلة عدد الشيوعيين عموما هو الصفحة التي ينبغي التعمق في قراءتها الان ولم يعرف بعد ما اذا كان الحزب الشيوعي او ما تبقى منه في اطار جناحين يحملان اسمه حتى الان منذ سنوات طويلة سيستطيع الالتزام بشروط الترخيص والتقدم بترخيص على اساس تحديثات تشريعات تحديث المنظومة السياسية وفرصة الشيوعي الاردني يبدو انها بسيطة ويحتاج للمساعدة عن بعد حتى يتمكن من التقدم بأوراق الترخيص

ويبقي ذلك عمليا اربعة مشاريع حزبية جديدة تمثل اربع تيارات فاعلة تحت عنوان اليسار المدني او التيار المدني الاقرب للتيارات التقدمية والاجنحة اليسارية في البلاد واليساريين البراغماتيون الجدد هم حجر الزاوية في مشروع اندماج بين عدة اتجاهات في هذا السياق

ويبدو ان حوارات تحصل حاليا تحت عنوان توحيد التيار المدني اليساري التقدمي في بوتقة واحدة والعمل على ترخيص تجمع يمثل حزبا سياسيا لهذه التيارات بطبيعة الحال بعيدا عن اليسار التقليدي الذي كان يمثله في الاردن ثلاثة احزاب اساسية هي حزب الشعب الديمقراطي المقرب من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في الماضي و حزب الوحدة الشعبية المقرب من الجبهة الشعبية اضافة الى ما تبقى من الحزب الشيوعي

وفيما يعاني اليسار القديم من امكانية تحقيق الشروط القانونية للتقدم بطلبات ووثائق تصويب الاوضاع وفقا لقانون الاحزاب الجديد من المرجح ان الجبهة اليسارية المدنية الجديدة قد يكون لها شان باسم هذا اللون السياسي وبالتالي الحديث عموما عن خمسة احزاب قد تكون كبيرة بعد تصويب اوضاع جميع الاحزاب القديمة والتقدم بطلبات ترخيص الاحزاب الجديدة من بينها لا يزال لا بل ابرزها حزب جبهة العمل الاسلامي القريب من الاخوان المسلمين والمحسوب عليهم اضافة الى حزب اسلامي بنكهة وسطية يمثل الاندماج بين زمزم والوسط وحزب يمثل التيار المدني واليساري بالإضافة الى حزبي ارادة والميثاق الوسطيين هذا هو الوضع حتى الان. رأي اليوم

قد يعجبك ايضا