أعمال خير ليست لوجه الله….!أسامة الرنتيسي

الشعب نيوز:-

 في شهر رمضان، تزداد جرعات الورع والتقوى عند جميع البشر، مسلمون وغير مسلمين، وترتفع درجات التسامح، حتى أنك لا تسمع كثيرا عن مشاجرات، ولا خلافات، كما تزداد أفعال الخير حتى أنها تطغى على أوجه الحياة عموما.

 هناك نوع آخر من أعمال الخير تكتشفها عندما تعرف أنها ليست لوجه الله تعالى، بل هي  تقرب من الفقراء والغلابى للحاجة إلى أصواتهم عندما يرتفع ثمن الصوت الانتخابي.

في رمضان، راقبت مؤسسات وشخصيات يحرصون على التواصل مع الفقراء بتقديم المساعدات وطرود الخير، بعضهم ليسوا جديدين على هذه الأفعال، فهم يمارسونها طوال العام ومنذ سنوات (وأنا أشهد على ذلك)، ولهم أياد بيضاء يعترف بذلك القاصي والداني، وآخرون يضعون أسماءهم على الطرود التي يرسلونها للفقراء، حتى وصل بأحدهم أن يفكر بوضع صورته على علبة السمنة التي يرسلها للفقراء.

تسمع عن أسماء وأحزاب جديدة دخلوا السباق، بدأوا يشكلون حراكا اجتماعيا في شهر رمضان، يقيمون مآدب الفطور، ويتواصلون مع الفقراء والمحتاجين، ويقدمون لمئات المحتاجين في مناطقهم معونات شهرية، فتفرح كثيرا وأنت تشاهد  خيرين لا ينسون جيرانهم من الفقراء والمحتاجين، فتكيل الدعوات أن يوسع الله في أرزاقهم، لكنك  تصعق عندما تعلم أن هذا الشخص أو الحزب “يقني” للانتخابات النيابية المقبلة، فتلعن اليوم الذي أصبح فيه صوت الناخب يوزن بعلبة سمنة أو كيس من الأرز.

منذ بدء تشكيل الأحزاب الجديدة، ارتفع منسوب الحديث عن الانتخابات، وأصبح السؤال يحاصرك أينما اتجهت، هل ستحقق هذه الأحزاب الإصلاح المنشود أم أنها غير مؤهلة لذلك؟.

شخصية من وزن فيصل الفايز وتجربته يؤكد أنها غير مؤهلة ولا تستطيع حمل عبء المرحلة المقبلة، وأنا أبصم بالعشرة على هذا، وأضيف أن رسالة الأحزاب الجديدة واضحة من عناوينها.

لا يمكن أن نتخلص من الشوائب التي علقت بسمعة الانتخابات في الأردن في الدورات الماضية، وطغيان المال، وشراء الأصوات، إلا بتجربة شفافة تحفظ كرامات الناس، ولا يسمح لأي مقتدر أن يتباهى بأنه يصل إلى قبة البرلمان بفضل أمواله.

ما زال المخيال الشعبي يروي قصصا وحكايات عن ممارسات تمت في بعض المناطق حول استخدام المال الفاسد في الانتخابات،  التي تحولت إلى بازار لشراء الأصوات، بأساليب جديدة، تجاوزت ما كان يحدث في الانتخابات السابقة.

الدايم الله…..

قد يعجبك ايضا