الحالة الحزبية…كلام من الاخر!..
الشعب نيوز:-
النتائج المتوقعة للقوائم الحزبية في الانتخابات النيابية المقبلة..
أسامة الرنتيسي –
ليس مهما أن يتمكن 26 حزبا من توفيق أوضاعهم ضمن قانون الأحزاب الجديد، وليس مهما أن يتم وأد 19 حزبا لم تتمكن من تصويب أوضاعها.
المهم؛ أن كل مجسات الدولة وأجهزتها وأدواتها ولجانها، لم تتوقف لحظة عند نتيجة استطلاع مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، عندما أعلن أن 1 % من الأردنيين مهتمون بالأحزاب وقد يفكرون بالانضمام لها.
هذا يعني أنه بعد أكثر من عام على لجنة التحديث السياسي وإقرار قوانين إصلاح الحالة السياسية ضمن قانوني الانتخاب والأحزاب، وبعد أكثر من عام على الضخ الإعلامي والتحشيد وتشكيل الأحزاب وتنقلها بين محافظات المملكة تأتي النتيجة 1 % من الأردنيين مهتمون بالأحزاب.
ويعني أكثر أننا بحاجة لمئة عام أخرى حتى نقنع الأردنيين بجدوى الأحزاب ودورها في التغيير.
هذا لا يعني أننا بحاجة إلى أن يتحزب المجتمع الأردني كله، نحن بحاجة إلى أن يقتنع المجتمع بجدوى الأحزاب وجدية التوجه نحو الحياة الحزبية، والأهم من هذا كله أن يقتنع المواطن الأردني بأن عقل الدولة بدأ يؤمن بالحياة الحزبية، وتغيرت نظرته للأحزاب وتغيرت قناعاته المعروفة سابقا للناس بأنه ليس مع الأحزاب المعارضة والمُوالِية.
ما جرى ويجري في تشكيل الأحزاب الجديدة ليس له علاقة ببناء أحزاب حقيقية ببرامج وهُوية وفكر، فقليلون من التقطوا فكرة التحول نحو الحياة الحزبية، وفهموا أن أولى خطوات الحياة الحزبية، هي “تحزيب الانتخابات” المقبلة من أجل البناء عليها لتأطير وتعظيم وتجويد الحياة الحزبية.
الخطوة الأولى في هذه العملية، كان البحث عن القواسم المشتركة والأفكار المتقاربة، والمبادىء العامة، والرؤية والرسالة لكيفية “تحزيب الانتخابات” من أجل الشروع مستقبلا في بناء برامج الحزب وهُويته السياسية.
الاعتماد على الوسائل والطرق القديمة في بناء الأحزاب، من خلال جمع هُويات لمؤسسين، والانشغال ببناء منظمات قطاعية ومهنية وشبابية، والانخراط في اجتماعات ومؤتمرات عديدة، من دون التفكير في وسائل وآليات ومقومات جديدة تربط السياسة بالاقتصاد بالتنمية، لن يقود إلى نجاح في الانتخابات ولا بناء أحزاب قوية.
في قانون الانتخاب الجديد والمقاعد الـ 41 المخصصة للقائمة الحزبية هناك عقدة العتبة التي تتطلب أن تحصل قائمة الحزب على 50 ألف صوت على المستوى الوطني.
منذ فترة تسربت معلومة حول توزيع المقاعد الحزبية، بحيث تحصل أربعة أحزاب على ثمانية مقاعد لكل منها وانْحصَرت هذه الأحزاب في (الميثاق وجبهة العمل الإسلامي وإرادة والائتلاف الوطني “تحالف الوسط الإسلامي وزمزم…”)، وتبقى تسعة مقاعد تتقاسَمها تسعة أحزاب بمعدل مقعد واحد لكل حزب.
لهذا فإن قوائم الأحزاب وترتيب أسماء مرشحيها في الانتخابات النيابية المقبلة هي التي ستحسم تماسك هذه الأحزاب أو تفسخها، لأن كثيرا من الشخصيات الذين انضموا إلى أحزاب هدفها الأول والأخير العودة للبرلمان، فإن لم يجدوا في الحزب وسيلة، فلن يبقوا لحظة في هذا الحزب.
وللحديث بقية…
الدايم الله…