مَنْ يحفظ كرامة الفنان الاردني!
الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي-
صرخات ممتلئة بالقهر أطلقاها في منتدى الفحيص الثقافي الفنانة الكبيرة جولييت عواد ونقيب الفنانين السابق الفنان ساري ألاسعد.
الصرخات تنزف وجعا بما آلت إليه أوضاع الفنان الأردني، والغياب شبه الكامل من الحكومات المتعاقبة، وصيام التلفاز الأردني عن الانتاج ودعم الفنان الأردني مثلما كان يفعل في السنوات التي سبقت بداية التسعينيات، قبل كارثة حرب الخليج، ومعاقبة الفنان الأردني على أسباب ليس له في ذنب أو تدخل قيد أنملة.
صَرختا عواد والأسعد ليستا جديدتين فمنذ سنوات وعديد الفنانين الأردنيين يشكون من البطالة التي ضربت حياتهم، وحولت بعضهم إلى قوائم المحتاجين، بحيث أصبحوا لا يملكون أجرة منازلهم، ولا تأمين أبسط متطلبات الحياة.
واقع الفنان الأردني المعاش صعب للغاية، بعضنا يتذكر كيف كانت الحال في جنازة ومراسم عزاء فنان كبير من وزن المرحوم إسماعيل خضر.
ولم يوجد من يدفع فاتورة المستشفى الحكومي عن فنان كبير من الرواد المرحوم علي عبدالعزيز.
وتفكير فنان من وزن العملاق زهير النوباني بالهجرة إلى الولايات المتحدة بعيدا عن “البلاد”.
نتذكر أيضا صرخة نقيب الفنانين السابق حسين الخطيب التي أوجع فيها القلوب من الحالة الصعبة التي وصلها الفنان الأردني، حين اضطرت النقابة إلى تنظيم جنازة رسمية تنعى فيها الفنان الأردني.
ولن ننسى الجهد الكبير للفنانة المبدعة سهير فهد، وعدد من الفنانين الأردنيين عندما انشأوا صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بعنوان “من سينتصر للفنان الأردني؟”.
بعد وفاة الفنان محمود صايمة، أجمع عدد كبير من زملائه على أنه مات مقهورا من الأوضاع الاقتصادية التي كان يعيشها.
كما أن موت الفنان الأردني المتميز متعب السقار لا يزال يلفه الغموض بعد أن ضاقت عليه الحال.
ولم يكن صايمة وحيدا في هذا الواقع المؤلم الذي يعيشه الفنان الأردني، فمعظم الفنانين الأردنيين يعيشون أوضاعا صعبة، بعد أن استبعدت شركات الإنتاج العربية الفنان الأردني من حساباتها، وبعد تردي أوضاع شركات الإنتاج المحلية، وضيق حال القائمين عليها، وإغلاق التلفزيون الأردني أبوابه أمام الفنان الأردني، وأمام الإنتاج الحقيقي الذي كان يوفر دخلا معقولا لعدد من الفنانين، عندما كان التلفزيون يفكر في الإنتاج والإبداع، وعندما كان التلفزيون، تلفزيونا، لا استديوهات عفّى عليها الزمن، كما تجاوزتها التكنولوجيا الحديثة.
لا يحتاج الفنان الأردني إلى حفلات تكريم بعد الموت، ولا دروع وأوسمة تمنح إلى أسرته، ولا كلمات تقال في حفلات التأبين، ولا حتى إطلاق اسمه على شارع، يحتاج فقط أن يحترم إبداعه، وحمايته من نظرة زوجة معاتبة، وأبناء قد يصلون إلى مرحلة الكفر بالفن والإبداع الذي لا يؤمن لهم حياة كريمة، ولا يؤمن مصدر رزق يحمي من قروض لا يتمكن الفنان من الالتزام بتسديدها.
الدايم الله….