العفو العام والـ 100 دينار…!

261
الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي –

 

لا أدري أين هم الآن، صانعو الإشاعات حول العفو العام الذي أشاعوه منذ أكثر من شهرين، و”فنتيكة” الـ 100 دينار التي ستصرف لكل عائلة أردنية وحددوها على دفتر العائلة.

للأسف؛ لم تبق الإشاعة في إطار المروجين فقط، بل أسهم الإعلام ونواب كثيرون في ترويجها وتضخيمَها، خاصة قصة العفو العام، حتى توقف كثير من المواطنين عن دفع ما عليهم من مخالفات وغرامات إنتظارا للعفو الذي ربط زمانيا بزواج ولي العهد.

لنقتنع تماما، أن هناك جهات خبيثة، لديها أجندات أخبث، تبث سمومها في البلاد على الصعد كافة.

لنقتنع أيضا، أن هناك ملايين الدنانير بُذرت لكي تغذي فيضان الإشاعات التي لا تتوقف في الأردن، بمعدل قصة أو خبر أو حكاية كل يومين، يتم نفخها حتى تصبح “ترند” في الأردن، ثم تأليف قصة أخرى.

ولنقتنع أن هناك عشرات الآلاف من الحسابات الوهمية التي يتم الاعتماد عليها كي تطبخ كل خبر وقصة.

لستُ ممن يفكرون  بعقلية المؤامرة، لكن هناك من يعمل كي لا تهدأ الأحوال العامة في الأردن، ويريد أن تبقى أجواء وسائل التواصل الاجتماعي والأجواء العامة في حالة اشتباك يومي، بحيث يبقى الجميع مضطربين واقفين على رؤوس أصابعهم حتى لا يشعروا لحظة بالاطمئنان.

تذكرون، قضية فئة المئة دينار التي أشيع أن البنك المركزي طرحها للتداول حيث تم تصميم عملة مزورة حتى اضطر البنك المركزي سريعا إلى إصدار نفي رسمي لهذه الإشاعة، لأن الوضع الاقتصادي على الحافة ولا يحتمل هزة بهذا الحجم.

وأيضا؛ ورغم كل ما حصل، يتم تداول خبر يتعلق بباسم عوض الله وأن قرار ترحيله إلى الولايات المتحدة في اللمسات الأخيرة.

وحرب اغتيال الشخصيات مستمرة، خاصة ضد المستثمرين الذين لا يخضعون للابتزاز الإعلامي والنيابي.

تذكرون أيضا، اغتيال الأفكار الإصلاحية بطرح الأسئلة التّخوينية، وكأنّ هناك مؤامرة تحاك في الخفاء على مصطلح “الهُويّة الوطنية الجامعة”، بحيث تم تغافل  مشروعات القوانين والتعديلات الدستورية كلها، والتوقف مليا عند كلمات جاءت في ديباجة، ذكرت عشرات المرات في عهد المملكة الرابعة.

أصوات مؤثرة بدأت منذ فترة تطالب بإغلاق وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة الفيس بوك في الأردن في الأقل لمدة سنة مثلما فعلت دول أخرى، الصين وتركيا وغيرهما، بعد أن تجاوزت المعايير الأخلاقية فيه  أشكال التجاوزات جميعها، وعلى ما يبدو فإن هذه الأصوات ستزداد وتستقطب مؤيدين كلما كانت اللغة المستخدمة في الفيس بوك – لغة كراهية وإجرام واغتيال- بعيدة عن أي معايير أخلاقية.

بالمناسبة؛ المعلومة الوحيدة التي لا تُنسَب إلى سوق الإشاعات، هي أن الحكومة انتهت مدة صلاحيتها، وأصبحت حملا ثقيلا على الحياة السياسية، وقد لا يطول عمرها كثيرا إلى ما بعد عيد الأضحى، وبعد ذلك تمنح شهادة وفاتها.

الدايم الله…

قد يعجبك ايضا