خَميسٌ دامٍ ومأساوِي.. في شيء غلط !

4٬595
الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي –

 

 يكاد لا يمر يومٌ أو ساعاتٌ إلا ونسمع عن فاجعة جديدة في الأردن، لم نكن نسمع عنها أو نعرفها من قبل، كأن التغييرات أصابت بنية الحياة العامة في البلاد وخلخلتها.

أمس (الخميس)، ثاني أيام عيد الأضحى  كنتَ تَصطدم بمجموعة من الأخبار الكارثية، بحيث لا تشك أنّك في دولة مؤسسات وقانون، تَتمتّع بسلمٍ اجتماعي داخل مجتمع آمن مستقر، فترفع صوتك عاليًا مستنكرا و متسائلًا..في شيء غلط، شو عم بصير في البلد؟!!.

*                  انتحار شاب عشريني في زيزيا

*                  زوجه تطعن زوجها في المفرق

*                 شخص يقتل زوجته بالزرقاء طعنا

*                      انتحار فتاة بحرق نفسها

*                جريمة قتل بالقرب من مخابز جواد.

وختمتها سيدة من جنسية عربية، أقدمت على قتل شقيقتها وقطعتها بأداة حادة في منطقة سحاب.

هذا جزء يسير مما يصل إلى الإعلام من حوادث، وقد تكون هناك حوادث لم تصل عنها معلومة إلى الإعلام..

هناك “شيء غلط” يحدث، نحتاج في إثره إلى تغييرات تصيب  بنيان حياتنا، ومرافق عمل الحكومة ومؤسسات الدولة ورجالاتها، كما يصيب الحياة السياسية الرسمية والشعبية، والاقتصادية قبل أن يصطدم الناس بالحيط أكثر .

حالة من القلق الشديد ترتسم ملامحها على وجوه العامة، وحالة من الاضطراب على وجوه الرسميين، وقلق وجودي لدى الاقتصاديين وأصحاب المؤسسات الخاصة.

في البلاد حالة اقتصادية مرعبة ومستعصية، فلا تصدقوا الأرقام الرسمية، التي تخرج من أفواه المسؤولين، ما عليكم إلا متابعة عدد الشركات المتعثرة، والمؤسسات التي لا تدفع رواتب موظفيها، وتسريحات موظفين بالجملة من مصانع وشركات، وديون وفوائدها تثقل كواهل مؤسسات رسمية وشبه رسمية، إضافة إلى فوائد ديون الدولة المرعبة.

مصادفة سألني صديق ناشر موقع إلكتروني “الشعب نيوز” ثائر الزعبي أمس عن حجم الدين على كل مواطن أردني نتيجة مديونية الدولة وفوائد الديون؟ قلت له بحدود أربعة آلاف دينار منذ يوم الولادة لأي طفل أردني، وأعتقد أن الرقم أكبر من ذلك.!!

في البلاد أيضا فساد عام في  أخلاق الناس، فهناك من يحمل السلاح ويدافع عن سارقي المياه، وهناك من دافع يوما عن طلبة توجيهي غشّاشين، وهناك أشخاص مسجلون في عدة وظائف في الوقت نفسه، يتقاضون منها رواتب وتنفيعات، ويتحدثون عن الأخلاق.

 هناك مسؤولون مؤبّدون في مناصبهم، في مؤسسات رسمية وشعبية، يحتاجون إلى وقوع زلزال حتى تتحرك الكراسي من تحتهم، فهم لن يغادروها إلا إلى المقابر، لأنهم لا يؤمنون بتجديد الدماء، وتقلّب السنوات، وسُنّة الحياة.

نحتاج إلى معالجات جذرية للواقع الذي نعيش، وليومياتنا الغريبة، التي أصبحت عنيفة وخشنة وفيها جرائم قتل واعتداءات لم يتعود عليها مجتمعنا، حتى نضمن عدم السير نحو المجهول.

الدايم الله…..

قد يعجبك ايضا