يا جنين لا تُسامحينا !

287
الشعب نيوز:-

أسامة الرنتيسي

عناوين فجر الثلاثاء…

  • أعنف عدوان إسرائيلي منذ عقدين على جنين
  • تهجير نحو 3 آلاف فلسطيني من مخيم جنين
  • نتنياهو: أعبر عن امتناني للدعم الاميركي المستمر لاسرائيل.
  • عباس: وجهت الحكومة لتأمين كل ما يلزم أبناء شعبنا في مخيم جنين.
  • وزراء خارجية عرب: نشجب وندين ونستنكر….
  • حماس: أنذرنا إسرائيل عبر وسطاء بأن ارتكاب أي حماقة قد يخرج الوضع عن السيطرة..
  • عملية جنين يمكن أن تستمر لايام أو أسابيع وأكثر….

………

هل تتذكرون ملحمة مخيم جنين 2002، وقائدها الرمز أبو جندل.

في بداية ملحمة جنين وأسطورة مخيمها فر يوسف أحمد ريحان، أحد قادة الأمن الفلسطينيين، هربًا من ملاحقات التنسيق الأمني، ليصل مخيم جنين.

كان ريحان يلقب “أبو جندل” وكان معززًا بخبرات طوال من مشاركته في صد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وخدمته في الجيش العراقي.

انتقل أبو جندل فورًا إلى المخيم فنصبوه قائدًا لغرفة العمليات المشتركة، التي تمكنت من تجهيز 200 مقاتل وصنع عبوات بدائية.

يومها فخخ المقاومون كل شارع في المخيم، فيما تقول تقارير، إن ما يصل إلى 2,000 قنبلة أو شرك مفخخ، إضافة إلى تفخيخ صناديق القمامة والسيارات. باختصار، كل ركن في جنين بات مفخخًا؛ انتظارًا للزحف “الإسرائيلي”.

ويومها أيضا مرغ المقاومون أنوف الاحتلال وشارون بالذات الذي خرج من المخيم بعد أن دمره بالكامل، لكن جينات المقاومة بقيت في دم شبابه، أبناء المقاومين ذواتهم.

فجر الاثنين، وفي الساعة الثانية بالضبط، قررت قيادة الاحتلال الصهيوني مسح المقاومة من جديد في المخيم، ورسالة إلى المقاومين في كل فلسطين أنهم لن يكونوا بعيدين عن غطرسة قوات الاحتلال الصهيوني.

بعد كل هذه الساعات الطوال من المقاومة أثبت أبناء أبي جندل أنهم بحجم التحدي، ومنعوا قوات الاحتلال التي خربت جرافاتها شوارع المخيم ومداخله حتى تمنع عنه الماء والهواء وأي دعم خارجي، حتى عملية إخراج جثث الشهداء والجرحى وقفت لها بالمرصاد، فهذا الكيان الهزيل المتغطرسين قادته على العالم تتمرمغ أنوفهم في شوارع مخيم جنين وأزقته….

هكذا.. تتلظى جنين ومخيمُها جوعًا كما تتلظى الكرامة العربية على أبواب التأريخ المعاصر.. فمن لجنين  ينقذها ويجفّف دموعها، ومن للتأريخ  يكتبه بقلم ذي خط مقروء.

جنين التي لم تركع للاحتلال يوما ، لن تركع للبطش، وتهدي القبور كل يوم شهداء.

المبكي في جنين ليس فقط ما أصبحت الأعين تأبى رؤيته والعقول ترفض إدراكه، وإنما نكاد نشعر بأن العالم العربي والمجتمع الدولي يريدان بصمتهما شبه المطبق تقبيل البسطار العسكري الإجرامي.. ولن أكون آسفًا أن أقول: تلمّعه دول الغرب والأمم المتحدة الصامتة على أبشع جرائم التأريخ، وأقسى هولوكوستات البشر، وأقل قيم الإنسانية.. بل والحيوانية.. ولربما تدفع ثمنه بعض الدول العربية سواء علمت أم لم تعلم!!

عيب بعد كل هذه السنوات والمجازر أن يبقى الجدب “الشجب” والاستنكار لغة يمارسها بعضهم  لتبييض الوجوه، فمقابل مجازر الصهاينة في  جنين تسقط كل الشعارات والتنظيرات وكل المحاور، ..

يا “جنين” لا تسامحينا

نحن الشعوب السافلة …

الدايم الله….

قد يعجبك ايضا