الأردنيون أعقل من الحكومات.. والمؤشرات للخلف در!

233
الشعب نيوز:-

أسامة الرنتيسي –

مقولة إن الأردنيين أعقل من حكوماتهم المتعاقبة، على الحكومة ألا تتعامل معها شيكًا على بياض.

في التقارير الدُّوَليّة لا نسمع إلا عن تراجعات في الأردن أبرزها:

تراجع ترتيب الأردن على مؤشر الموارد البشرية
تراجع تصنيف الأردن بمؤشر الدخل إلى اقتصاد دخل منخفض.
تراجع تصنيف الأردن درجتين على مؤشر مدركات الفساد عام 2022
الأردن يتراجع 7 درجات على مؤشر التنافسية العالمية 2022
الأردن يتراجع 19 مرتبة في تقرير الأمم المتحدة لتنمية الحكومة الإلكترونية.
الأردن يتراجع 33 مرتبة عالميًا في الأداء البيئي..
وفي الحريات الصحافية: تراجع الأردن “26” درجة ليحتل المرتبة 146 بين 180 دولة…
الارتياح الزائد عن اللزوم الذي تُظهِرْهُ الحكومة ورِجالاتُها ومجسّات الدولة في تقويمهم لكل ما يحدث في البلاد، وثقتهم أن الأوضاع تحت السيطرة دائما تشي بعقلية غير مرنة واهمة مثلما كان غيرها واهما بأن ما يحدث في بلدان أخرى لا يمكن أن يحدث عندهم.

لا يجوز الاطمئنان كثيرا إلى أن الأردنيين عاقلون أكثر من الحكومات المتعاقبة، ويخافون على استقرارهم، ولا يريدون أن تحدث أية فوضى في بلدهم مثلما حدث في الدول المحيطة بهم، ولا يجوز الاطمئنان إلى أن أي حراك شعبي تحت السيطرة دائما، ولن يتجاوز المعايير الموضوعة للوصفة الأردنية لأي اعتصام أو مسيرة أو تجمّع.

خطر جدا أن تمارس الحكومة سياسة تقطيع الوقت في ملف الإصلاح الاقتصادي والسياسي، والأهم فعلا هو الإجابة على السؤال الذي يطرح دائما في وجه الحكومة ورجالات الدولة الآخرين: هل هناك إرادة سياسية فعلية للإصلاح وهل نحن ماضون إلى ترجمة الخطاب الرسمي الذي يقول: إن الإصلاح أولوية، إلى عمل جاد؟

الحديث عن الإصلاح السياسي الشامل يبقى ناقصا إذا لم يترافق مع إصلاح اقتصادي حقيقي يحمي معيشة المواطنين وكرامتهم من العوز والحاجة، ولن يتحقق هذا إذا لم نشعر جميعا بأن محاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين أولوية قصوى، ويجب ألا يتم التعامل معها بالقطعة وحسب الوزن.

لكن الأوضاع السياسية الداخلية تظل بحاجة إلى وقفة جادة حقيقية، وتوحيد الناس وتماسك الجبهة الداخلية لا يقلان أهمية عن حل أي إشكال اقتصادي.

الحالة العامة في البلاد سوداوية، مرتبكة، ضبابية، تدار بالقطعة، وكعامل المياومة (يوم بيوم)، ولا أحد يدري إلى أين نحن ماضون، والسؤال المركزي الذي يطرح على ألسن الجميع “لوين رايحين..” لا أحد يجيب عليه.

لربما لن ينفع الندم بعد فوات الفرصة، ونكون كمن قيل فيهم: “إذا فات الفوت ما بينفع الصوت”.

الدايم الله…

قد يعجبك ايضا