بفضل المايسترو.. ويستمر الفرح في جرش..

392
الشعب نيوز:-

أسامة الرنتيسي

تصوير سامي الزعبي

إنتظرت أسبوعا من النجاح الكبير الذي يتحقق في مهرجان جرش 37، ولم يصدر البيان السنوي الذي يتهم كل عام المهرجان وغيره من المهرجانات بـ”الفسق والفجور”.
أتمنى أن يكون قرار عدم إصدار “البيان السنوي” تطور في عقلية محاربي الفن والثقافة، وأن يدخل الإيمان إلى قلوبهم بأن الفرح جزء من العلاج الطبيعي لنكسات الحياة الكثيرة.
في غمرة انشغال عشاق الحياة بإعادة الروح في يومياتنا تخرج أصوات نسمعها تُردّد العبارات والبيانات ذاتها منذ 30 عاما، تُوجِّه سهامها إلى كل فِعلٍ فنيٍ أو ثقافيٍ تَقَدُّمي.
للأسف؛ في عقل الدولة وسلوك السلطات استسلامٌ بِرغبة أو في العقل الباطن لِما تَتَطلَّبُه ثقافة المجتمع المتدعِّش، ومواجهةٌ ضعيفةٌ في حالات كثيرة.
بإيقاد شُعلة مهرجان جرش 37 “ويستمر الفرح”، وافتتاح فعاليات فنية وثقافية يشارك فيها من الأردن لوحدها نحو 1500 فنان ومثقف وبعروض مسرحية تتجاوز 45 عرضا، هذا كله لا يحدث إلا في مهرجان بحجم مهرجان جرش.
زحمةٌ ثقافيةٌ وفنيةٌ تشهدها أروقة فعاليات مهرجان جرش وفي الأماكن المتعددة التي اعتمدتها الإدارة الذكية للمهرجان بقيادة المايسترو أيمن سماوي ليعم الفرح والحب والفن مساحات واسعة من بلادنا نحن في أمس الحاجة لها.
صناع الفرح في بلادنا قليلون، وحراس سنابل القمح من لهيب تموز وآب نادرون، فثمة أشياء ولّادة بالفرح،  دعمها واجب، والبعد عنها ترك للحبيبة فريسة للغرباء وقطاع الطرق.
أكثر ما يتفق عليه الأردنيون في هذه الأيام، ليس مرتبطا بالمواقف السياسية والاقتصادية، والاجتماعية. الإجماع الأردني مُحدَّدٌ في أن عَطبًا ما أصاب منظومة الأخلاق في الأردن، بحيث أصبح الفساد فهلوةً، والكذب السياسي شطارةً وحنكةً، والخراب الاقتصادي سياسات متراكمةً.
معالجة منظومة الأخلاق والقيم، ليست مرتبطة بقرار سياسي أو إداري، بل بقرار مجتمعي، وخير مَن يبحث ويُوجِّه البوصلة في هذا الشأن، هم أصحاب الثقافة والفكر.
لا أحد ينكر أن الثقافة بشكل عام تعاني من التوتر، انظروا كيف أصبح مطربو “الهشِّك بشِّك” يحظون بالاهتمام والرعاية أكثر من المفكر والفيلسوف والشاعر والمبدع.
المثقفون وقادة الرأي استقالوا وتركوا أمر الثقافة للمشبوهين والعابرين.
لقد اختار المثقفون ألا يتحركوا، واختار رجال الفكر ألا يفكروا فتركوا الساحة للفراغ القاتل وللمبتدئين.
لقد أصيب العقل بانتكاسة، وأفلست الكلمة عندما غاب المثقفون الحقيقيون..
فعلت خيرا وزارة الثقافة ممثلة بوزيرتها النشطة والحاضرة دوما الدكتورة هيفاء النجار بأن سلمت دفة قيادة مهرجان جرش لنجم صناعة المهرجانات في الاردن أيمن سماوي، وهو بحق قادر على إدارة عمل مهرجانات الأردن جميعها، وإذا فكرت الحكومة ووزارة الثقافة تحديدا بتوحيد وتجويد عمل المهرجانات في الأردن فلن تجد أفضل من “ابو سماوي” لقيادة هذه الدفة، وذلك قبل أن يغيب ما تبقى من المهرجانات مثلما غاب غيرها.

الدايم الله…..

قد يعجبك ايضا