من يحجب أخبار الملك؟!

4٬763
الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي –

 يزور جلالة الملك مدينة السلط ويحل ضيفا على رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبدالله النسور وعشيرته، ويلتقي  “100” شخصية من المحافظة، ويتناول طعام الغداء، ويتحدث بلهجة أهالي السلط “أبيش داعي”، ويرد النسور على الكلمة المَلِكيّة  بكلمة عميقة ومهمة.

ينتشر الخبر والصور والفيديوهات والأخبار المرافقة على  المواقع الإلكترونية جميعها، ويحتل تريند الأخبار والمتابعات في يوم وليلة الأحد، وفي اليوم الثاني تخرج الصحافة اليومية التقليدية وكأن لا حدث حصل، ولا تبث التلفزة (الأردني والمملكة ورؤيا) خبرا عن الزيارة.

من هو المسؤول الذي عمم على الصحافة أن لا تنشر الخبر، وما هي المبررات، وهل هذا الخبر من إختصاص الصحافة الإلكترونية ومواقع التواصل، ومحرم على الصحافة التقليدية؟!

من هو المسؤول الذي تجرأ وأمر بحجب خبر اجتماعي سياسي محلي مهم جدا لجلالة الملك عن المواطن الأردني، ولا يريده أن يطلع عليه في الإعلام الرسمي والتقليدي.

هل مهمة الإعلام الرسمي، وإعلام جلالة الملك (وأنا لا أشكك في مهنيتهم أبدا فأنا أعرف بعضهم من قرب وعملنا لسنوات معا) أن يكرر الكليشيهات ذاتها في أخبار جلالة الملك.

جلالته وصل (أمس الاثنين) إلى مصر والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فخرج الخبر الرسمي ….(بحث جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم الاثنين، العلاقات الثنائية المتينة، ومستجدات المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وأكد الزعيمان خلال لقاء ثنائي تبعه موسع جرى بمدينة العلمين المصرية اعتزازهما بمستوى العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين، وأهمية توسيع فرص التعاون بينهما، والثلاثي مع العراق الشقيق، خصوصا على المستويين الاقتصادي والتجاري…).

خبر كما هي الأخبار الرسمية عادة، لا تغني نهم المواطن والمتابع في شيء، وبكل تأكيد تم بحث أمور أكثر أهمية من (العلاقات الثنائية ومستجدات المنطقة…).

حضرت في لقاءات خاصة أكثر من لقاء مع جلالة الملك، كانت اللقاءات حيوية تتناول أحداثا ومعلومات في غاية الأهمية، لكن ما كان يسمح بنشره لا يتعدى الكليشيهات الرسمية المعروفة، ويتم حذف أبرز ما جاء في اللقاء.

حتى اللقاءات التي يعقدها جلالته مع رؤساء تحرير الصحف اليومية وبعض الكتّاب، لا يخرج عادة تفاصيل مهمة عن اللقاء وكأن هذه اللقاءات فقط لمعرفة هؤلاء الزملاء ولا يحق للجمهور أن يطلع على فحواها.

قبل أن يصادق جلالة الملك على قانون الجرائم الإلكترونية، عقد الفريق الإعلامي والسياسي للملك لقاء مع رؤساء تحرير الصحف وعدد من الكتاب، وتم فيه كشف خلفيات ضرورة المصادقة الملكية على القانون، كما حمل اللقاء ثلاثة رسائل مهمة لم يعرف أحد من الأردنيين تفاصيل هذا اللقاء والخلفيات المهمة، وبقيت في حوزة من حضر اللقاء، ولم يتم تسريب شيء إلا بما تيسر في مقالة يتيمة لأحد الزملاء.

لقد تغير العالم يا زملاء، وتغير أكثر الإعلام وفي طرق قيادته للعالم وتوصيل الرسائل، ولم تعد الصيغ العثمانية صالحة في زمن السوشيال ميديا، فكيف حجب المعلومات؟!!.

الدايم الله…

قد يعجبك ايضا