تسييج قناة الغور.. هل هي معجزة!؟
الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي –
كل ما بلعت قناة الملك عبدالله المعروفة بقناة الغور الشرقية ضحايا جُددًا خاصة من الأطفال، ازداد الحقد على كُلِّ مَسؤولٍ شارك في الحكومات الأردنية وكان مَعنيًا بهذه القناة ولم يفعل شيئًا لمنع غرق المواطنين المتكرر سنويا من دون توقف.
آخر الضحايا، جثتان وجدتا الثلاثاء في مياه قناة الملك عبدالله، تعودان لشخص خمسيني وابن شقيقه (12 عاما)، تعرضا للغرق في مياه القناة بمنطقة الشونة الشمالية.
ليس لديّ إحصاء عن عدد الضحايا الذين قضوا في بطن هذه القناة، لكن لدي معلومات أنه منذ عشرات السنين والمطالبة بإيجاد حلول لوضع هذه القناة، أقلها تسييجها، لكن المعنيين كلهم “أذن من طين وأخرى من عجين”، والمأساة تتكرر.
حسب موسوعة ويكيبيديا فإن “قناة الملك عبدالله أو قناة الغور الشرقية قناة مائية أردنية اُنْشئت عام 1963، بطول 110 كيلومترات شرق نهر الأردن، مخترقة مناطق الأغوار من بلدة العدسية والمخيبة الفوقا في أقصى شمال المملكة حتى الشونة الجنوبية إلى القرب من البحر الميت. تتغذى القناة من مياه نهر اليرموك على الحدود الأردنية/ السورية، ونهر الزرقاء، وآبار المخيبة الفوقا، إضافة إلى الأودية الجانبية. وتُعتبر الشريان الحيوي الذي يزود المناطق الزراعية في منطقة الأغوار الشمالية والوسطى بالمياه”.
ثلاثة عناوين في الأردن، نُدَبٌ في وجه الحكومات الأردنية المتعاقبة، ولا أريد أن أقول كلمة مسيئة أكثر من ذلك، لن يعفي التأريخ أحدهم من المسؤولية المهنية والأخلاقية عما حلّ بالأردنيين من جرائها.
قناة الغور الشرقية، بالوعة موت لا تتوقف، بحيث لا يمر شهرٌ في الصيف إلا ونسمع خبر غرق أطفال فيها، ولا حلول في الأفق.
طريق الموت (الطريق الصحراوي) سنوات طوال والطريق يأكل أجساد شباب وعائلات ويفني أعمارهم، ولم تكتمل تحسيناته التي بدأت قبل سنوات وما زالت أجزاء من الطريق خطرة، ولولا ارتفاع أعداد الموتى على هذا الطريق لبقيت الحال على ما هي عليه.
والثالث؛ مشروع الباص السريع الذي سوف يلعن أبناؤنا وأحفادنا القائمين على المشروع الذي تضاعفت مدد العمل به أكثر من مرة، مع أن بدء العمل فيه انطلق قبل أكثر من عشر سنوات، وتعطل لشبهات فساد، لكنه استمر في بلع شوارع العاصمة الضيقة أصلًا، كما أنه دمر الحركة التجارية في الشوارع كلها التي مر بها.
لكنني أراهن من الآن أنه لن يحل مشكلة النقل والأزمات في العاصمة عمان، بل سوف يعقدها أكْثَرَ وأكْثَر، وهذا ما نلاحظه ونَعيشُه يوميا من ازدٌحامات مرورية لا تطاق وفي كل الأيام والساعات.
الدايم الله…