خٍلصتْ.. لا تطردوا السفير الصهيوني!!

684
الشعب نيوز:-

الصورة تعبيرية

أسامة الرنتيسي

ستتوقف الحرب على غزة اليوم وفي أقصى التوقعات غدًا

ما قبل هذا العدوان ليس كما بعده في كل الأحوال، لقد كانت معركة القدس مفصلية في الصراع، وسواء أراد ذلك من أشعل الحرب أم لم يرد، سواء خطط لها أو جاءت بفعل التطورات على الأرض، فالقدس وحي الشيخ جراح والكل الفلسطيني أصبح بعد هذه الحرب غير الأيام التي قبلها.

أردنيًا؛ وهذا صلب المقال، لم يشكك أحدٌ في طهارة الموقف الشعبي الأردني بل كان مشاركًا في المعركة لا متضامنًا فقط، ولو تُرك المجال للشباب الذين اقتربوا من الشيك والحدود لوصلوا إخوانهم في الداخل الفلسطيني وشاركوهم مقاومة الاحتلال بالدم والروح.

والموقف الأردني الرسمي متقدم جدًا على كثير من المواقف الأُخر، قبل المعركة وبعدها، حتى لو لم نتمكن من إظهاره أكثر، وبقي محصورا في الخطاب الرسمي وحضور المؤتمرات العربية والدُّولية.

الموقف الشعبي ضغط كثيرا على الحكومة لاتخاذ قرارات ملموسة على الأرض، تركزت في مطلب رئيسي هو طرد السفير الصهيوني من عمّان واستدعاء سفيرنا من تل أبيب.

لم تستجب الحكومة لهذا المطلب، حتى عندما توحد مجلس النواب بإجماع 130 نائبا لأول مرة في تأريخ العمل البرلماني في مذكرة رسمية تطالب بطرد السفير، لم نصل إلى قرار على الأرض.

أتساءل؛ وبكل براءة، هل فعلًا قرار طرد السفير ثقيل علينا إلى هذا الحد، قبل شهر، مُنع نتنياهو من دخول الأردن، فهل طرد السفير أصعب علينا من هذا الموقف.

الآن؛ حتى لو اتخذ القرار اليوم فلن يفعل شيئًا، ولن يؤثر في مجريات الأحداث، شخصيا أتمنى طرده الآن ودائما، بسبب العدوان أو من دون سبب، فوا أسفى لم تجلب لنا العلاقة واتفاقية وادي عربة إلّا المزيد من التقييد، وحشر الموقف الأردني في خانة أصدقاء إسرائيل.

في موضوع السفير الصهيوني تبقى الحُجَّة الدائمة ضرورة بقاء خطوط التواصل مفتوحة حتى نتمكن من رعاية الجانب الإنساني للشعب الفلسطيني والأردنيين في الداخل الفلسطيني.

حُجة مهمة وضرورية في الأوقات العادية، أما في أوقات الحرب، وبشاعة الاحتلال وممارساته، فإنها لا تستقيم مع الموقف المساند لخيارات الشعب الفلسطيني الذي اختار المقاومة والصمود.

الحكومة قالت أكثر من مرة، ورددها وزير الخارجية: إن لدينا خيارات قانونية ودبلوماسية كثيرة، أليس طرد السفير الصهيوني من ضمن هذه الخيارات؟.

دول العالم تمارس هذا الخيار الدبلوماسي في خلافات أقل من الحرب البشعة على الشعب الفلسطيني، فهل صعبة علينا أن نقول للمكروه ساكن الرابية (السفير الصهيوني) أنت شخص غير مرغوب بوجودك بيننا.

حتى على مستوى أقل من هذا، لم يتم جلبه إلى وزارة الخارجية وتوبيخه، وإعلان ذلك في موقف رسمي.

وسفيرنا في تل أبيب، لِمَ لَمْ يتم استدعاؤه للتشاور  في الأقل؟ أليس هذا من السلوك الدبلوماسي الطبيعي في لحظات الاحتجاج؟.

رجل دولة بإمتياز، من النوع العميق وغير النزق رئيس الوزراء الأردني الأسبق، طاهر المصري، عندما يقول  “إن طرد سفير الاحتلال الإسرائيلي لدى الأردن لن يشكل أي عبء على الأردن، وإن “إسرائيل” سوف تفهم ذلك على أنه مظهر غضب”.، فإن هذه بوصلة لا تخطىء، ولا تزاود.

الأبعد فيما بعد العدوان، هل ستبقى الخيارات الأردنية مثلما هي الآن، أم ستتنوع وتفتح على كل المتغيرات والتطورات ما بعد معركة القدس وحرب غزة.

الدايم الله…

قد يعجبك ايضا