مَنْ أطفأ بريق عيني حمزة وغمازتيه ؟!

290
الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي –

منذ لحظة انتشار خبر وفاة عريس في معان بعيار ناري خطأ في أثناء الاحتفال بِحمّامه  وقتل الفرحة، وجعل العُرْسَ مأتمًا، وأنا صوتي مخنوق كأن على صدري  صخرة بوزن طن.

لحظة مشاهدتي صورة العريس حمزة الفناطسة، دققت النظر في عينيه فرأيت ابتسامته الساحرة،  وغَمازتَيْ خدّيه، وأمواج الفرح التي تصدر من روحه  كأنه طير في السماء، لا كأنه ذاهب لحفل عرسه.

أتحدى أي كان أن يطيل النظر في عيني حمزة وابتسامته، فكيف إذا سرح في جمال غمازتيه.

بالله عليكم ماذا نفعل بحالنا، وفرحنا وهوسنا، فكلما حاولنا أن نفرح كثيرا، في عرس أو حفل تخرّج أو أية مناسبة تخرج علينا الأسلحة المنتشرة بكثرة بين أيدي الأردنيين، فتتحول أفراحُنا  إلى جبهات تستخدم فيها كل أنواع الأسلحة.

ليس حمزة الضحية الأولى، ولن تكون الأخيرة، فمنذ سنوات والتحذيرات لم تمنع إطلاق العيارات النارية من التوسع الواضح،  ولم تمنع الظاهرة من الانتشار.

وصل الأمر إلى رأس الدولة جلالة الملك أن يحذر من الظاهرة، ويقول: إذا فعلها ابني فحاسبوه، فَلِمَ لَم نحاسب غيره،  وما زالت فوهات البنادق والمسدسات ملتهبة وكأننا في حرب دائمة.

عشرات النداءات المجتمعية في المدن والقرى تطالب بوقف إطلاق العيارات النارية في الأفراح والمناسبات، لكن لا أحد يتعظ ويستجب.

مقتل حمزة الفناطسة يتيم الأب ووحيد الأم فرض على مديرية الأمن العام (وحمزة أحد عناصرها) أن تغير نمط بياناتها الأمنية عن الحوادث، فصاغت بأسلوب نازف حارق جارح خبر مقتل عريسها.

مَن يُصِر على أن نبقى نجلد أنفسنا كلما وقعت فاجعة جديدة فسوف يجلد كثيرا، لأن الوعي الجمعي مهما اشتغلنا عليه، فإنه يبقى ناقصا، إذا لم يُرافق ذلك قوانين صارمة، يعرف الناس عواقبها جيدا، ويقتنعون أن العقوبة لن ترفع عنهم مهما كان الخطأ الذي يرتكبون صغيرا أم كبيرا، ولا توجد وسائل حماية ووساطات تعفي المخطئ وتطبطب عليه، وتضيع الحقوق بفنجان  قهوة ووجوه جاهة كريمة.

تُباغتنا كل يوم حادثة جديدة يفقد شخص ما حياته فيها نتيجة رصاصة طائشة خرجت من مسدس شخص غير مسؤول.

حتى نصل إلى مرحلة القضاء على ظاهرة إطلاق العيارات النارية، سوف نخطئ كثيرا، ويا ليتنا نتعلم أكثر، لكننا للمرة المليون نقولها: لن نتعلم إلا بقانون رادع يطبق على الجميع.

الرحمة لروح حمزة الفناطسة، وجميل الصبر والسلوان وحسن العزاء لأهله ورفاقه ومحبيه.

 الدايم الله….

قد يعجبك ايضا