“القدس الدولية”: الاحتلال يحضِّر لعدوان على الأقصى في الأعياد اليهودية
الشعب نيوز:-
يتحضر الاحتلال الإسرائيلي بمنظماته وأذرعه الأمنية لتنفيذ اعتداءات صارخة على المسجد الأقصى المبارك بالتزامن مع موسم الأعياد اليهودية الذي يمتد من 16/9/2023 إلى 8/10/2023، ويشمل رأس السنة العبرية، وأيام التوبة العشرة، وعيد “الغفران”، وعيد “العُرش”. وبدأت “منظمات المعبد” المتطرفة حملتها التعبوية لحشد أعداد كبيرة من اليهود داخل الأقصى، وتنفيذ اعتداءات متنوعة عليه، وبالمقابل تتحدث الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية عن تحديات صعبة قد تواجه الإسرائيليين في هذا الموسم، والمقصود بها العمليات وردود الأفعال الفلسطينية المتوقعة. وأمام هذه المحطة الطويلة والخطيرة من محطات استهداف المسجد الأقصى نؤكد في مؤسسة القدس الدولية الآتي:
أولًا: لم تعد الأعياد اليهودية مجرد مناسبات دينية أو وطنية، بل أصبحت فرصة تستغلها “منظمات المعبد” المتطرفة أبشع استغلال لفرض مزيد من التقدم في مسار فرض الوقائع التهويدية الجديدة في المسجد الأقصى. ويبدو ذلك جليًّا في خطابها وبرامجها التي تسعى فيها إلى توفير زخم كبير لثلاث أجندات أساسية تهدد الأقصى، وهي: التقسيم الزماني للمسجد، والتقسيم المكاني، والتأسيس المعنوي للمعبد الذي يعني أداء جميع الطقوس اليهودية في الأقصى كأنه المعبد. وفي هذا السياق، ستسعى “منظمات المعبد” في موسم الأعياد القادم إلى حشد أكبر عدد ممكن من اليهود المستوطنين في الأقصى، وأداء مختلف الطقوس اليهودية فيه بما في ذلك النفق بالبوق، وتقديم القرابين النباتية، وارتداء لباس الكهنة، والسجود الملحمي الكامل، وقراءة نصوص من التوراة، وأداء النشيد الصهيوني، ورفع العلم “الإسرائيلي”، وغير ذلك من اعتداءات تريد أن تقول “منظمات المعبد” عبر تنفيذها إنه لا قيود على ما نريد فعله في الأقصى.
ثانيًا: إن سلوك “منظمات المعبد” وتحضيراتها لشنِّ عدوان موسم الأعياد على الأقصى لم يأتِ من فراغ، ولا يسير في فراغ، بل هو سلوك ناتج عن وجود حكومة متطرفة تشكل ظهيرًا لهذه المنظمات، وقد سخَّرت بعض وزارات هذه الحكومة إمكانياتها لتحقيق أهداف “منظمات المعبد”، وإظهار أن الحكومة معنية بتعزيز الوجود اليهودي في الأقصى، وفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة عليه. ولذلك يجب أن تتحمل هذه الحكومة مسؤولية الجرائم التي تُقترَف بحق الأقصى، وأن تدفع ثمن ذلك.
ثالثًا: يسعى الاحتلال في السنوات القليلة الماضية إلى تكريس موسم الأعياد اليهودية ليكون نقلة نوعية في الاعتداءات على الأقصى، ومن هنا ندعو شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية إلى الرد على ذلك بإطلاق “موسم الدفاع عن الأقصى بالرباط والاعتكاف”. وليس ذلك غريبًا عن تاريخ شعبنا وأمتنا، فقد كان موسم النبي موسى موسمًا للدفاع عن الأقصى، وهو فكرة ابتكرها صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، واستمرت منذ ذلك الوقت، وكان الهدف منها حشد أهل فلسطين والمسلمين للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى، وكان هؤلاء يتوافدون إلى القدس في وقت محدد ويبدون استعدادهم للدفاع عن القدس. ونحن اليوم بأمسِّ الحاجة إلى تفعيل فكرة موسم الدفاع عن الأقصى في وجه موسم الأعياد اليهودية.