فيديو خالع ملابسه وعقول الظلاميين!
الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي –
بالله العظيم؛ إن الفيديو الذي صور فيه رجل يخلع ملابسه في الشارع العام – وقد كشف عن مؤخرته داعيا إلى فعل فاضح معه، بعد أن زعمت الأخبار والمعلومات المنقولة مع الفيديو أنه تعرض لمخالفة مرورية بلغت قيمتها 250 دينارا في اليوم الأول لتطبيق قانون السير الجديد – لا يرفع الضغط فقط، بل قد يتسبب في جلطات مفاجئة.
توضيح مديرية الأمن العام بأن “ما تم تداوله حول شخص يخلع ملابسه في إثر تحرير مخالفة بحقه هو غير صحيح وأن هذا الفيديو قديم يعود لشخص يعاني من مشاكل نفسانية تم إيداعه إلى الجهات المختصة قبل نحو أسبوع” أراحَني قليلا، لكن أجدها مناسبة لأطالب الدولة بأن توسع مجسات نظرها في الظروف العامة التي وصل إليها الناس، ولا نبقى نَدّعي أن الأوضاع “قمرة وربيع” ثم تكحلها بتعديل وزاري سابع.
توضيح الأمن بِأنّ هذا الفيديو ليس جديدا أراحني قليلا، لكن حزنت على ما وصلنا إليه في تشويه منظومة الأخلاق التي تنظم حياتنا.
من الذي فكر بنبش هذا الفيديو من الشبكة العنكبوتية، وقام بتزوير مخالفات مرورية وتغيير أرقام حساباتها، فَلٍمَصلحة من يعمل؟!
نحن؛ والعالم جميعا، نعيش هذه الأيام كابوس زلزال المغرب وفيضانات ليبيا ويضغط على صدورنا وحياتنا وأعْمارنا وفرحنا أكثَرُ من عامل، وا أسفى؛ لم يتغير في سلوكنا كثيرا بل زادت الفواجع من الانهيارات الداخلية والنفسانية، وبعضنا لم يتعالج حتى الأن من تداعيات زلزال تركيا وسوريا، وتوسع كثيرون في نشر فيديوهات بائسة تسهم في إضعاف مناعتنا الداخلية، وتحرمنا من أية طاقة إيجابية نحتاج.
عموما؛ جولة بسيطة في مواقع التواصل الاجتماعي تصيبك بالغثيان، بسبب تعليقات بعض المشتركين الهابطة، الذين يحملون سيوفهم الخشبية في وسائل الإعلام الحديثة، في الفيسبوك وتويتر، وبعض الفضائيات، ويمارسون أبشع صنوف الحقد والكراهية واللغة البذيئة، لمن لا تعجبهم أراؤهم.
تقرأ تعليقات وعبارات منحطة، تستغرب من أية بيئة خرج أصحابها، ومن أية منظومة أخلاق تشربوا كل هذا العفن، وتحزن على حالنا نحن الذين نؤمن بحرية الرأي والتعبير وحق الآخر في إبداء رأيه مهما اختلفتَ معه، لتكتشف أن لا علاقة بين حرية الرأي وما ينشر في هذه الوسائل، حتى يدفعك هؤلاء إلى التشكيك في أصل وجود هذه الوسائل، والهدف من فتحها للعامة من دون أية رقابة قانونية أو أخلاقية.
أعترف أكثر بأنني أُصاب بالدهشة والفزع، وأنا أتابع ما ينشر في هذه الشبكات عن كل مفصل خلافي، وحجم الكراهية والحقد المنتشرين في الفضاء الإلكتروني بحيث لو سقطا على الأرض (لا سمح الله) لأشعلا فتنًا وكوارث نحن في غنى عنها.
هذه السلطة الجديدة تحتاج منظومة أَخْلاق تحميها، لأن قوانين العالم كلها لن تمنع مُخرّب حاقد ظلامي من تنفيذ مآربه البائسة.
الدايم الله….