الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك والمشاركة الأردنية فيها

263
الشعب نيوز:-
زياد الرفاتي
انطلقت في التاسع عشر من الشهر الجاري بنيويورك اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والسبعين بحضور قادة ورؤساء حكومات يمثلون 145 دولة  من أصل 194 دولة أعضاء بالأمم المتحدة  ودولنان عضوية بصفة المراقبة  وبنسبة حضور 75% وحضور جلالة الملك عبدالله الثاني ممثلا عن المملكة الأردنية الهاشمية يرافقه سمو الأمير الحسين بن عبدالله ، وغياب قادة روسيا والصين وفرنسا ورئيس الوزراء البريطاني ، وتستمر الاجتماعات أسبوعا لمناقشة القضايا والتحديات التي تواجه العالم والمدرجة على جدول الأعمال وتأتي وسط مشهد معقد وتوترات عديدة على المستوى الدولي ومنها  الحرب في أوكرانيا والمناخ و التنمية المستدامة  والانتعاش الاقتصادي والاصلاحات في منظومة منظمة الأمم المتحدة ومؤسساتها ومساندة الدول الفقيرة .
تلعب الأمم المتحدة دورا كبيرا في ارساء السلام في العالم منذ تأسيسها عام 1945 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وبلغ عدد الأعضاء المؤسسين لها 51 دولة .
قامت استراتيجيتهاعلى صون الأمن والسلام الدوليين وتستند الى نشر قوات حفظ سلام والعمل على انهاء الحروب وفض المنازعات بين الدول بالطرق السلمية  وتعتمد ارسال مبعوثين الى مناطق النزاع لانهاء الصراعات وارسال المساعدات الانسانية وبناء الثقة العالمية وارساء التضامن العالمي وسط التحديات والظروف التي يمر بها العالم .
وفي كلمة الأمين العام للأمم المتحدة، أكد على أهمية وقف الحروب وأن الوقت قد حان لتسوية دولية من أجل سلام عالمي وتحقيق الرفاهية لكل الشعوب، ويعتبر أن الحرب في أوكرانيا أطلقت المجال أمام الفوضى والانتهاكات، ويؤكد استمرار الجهود  لضمان الأمن الغذائي، ويحذر من الاجراءات الأحادية تقوض حل الدولتين للقضية الفلسطينية  ومن أن السودان يواجه خطر الانقسام، وأشار  الى أن الملايين من الأشخاص حول العالم يعانون من الجوع ونحتاج الى 500 مليار دولار لتحسين اقتصادات دول نامية ، وأن الانتقال الى الطاقة المتجددة لا يتم بالسرعة المطلوبة، وأن العالم يتغير ومنظمة الأمم المتحدة لا تتغير وبحاجة الى اصلاح ومجلس الأمن الدولي بتوسيع قائمة العضوية الدائمة وغير الدائمة ولايستمراحتكارها من قبل الدول الخمس الدائمة العضوية وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وضم دول جديدة اليها .
وتعقيباعلى ذلك ، يرى محللون سياسيونأنه يمكن ضم دول مثل اليابان والهند والاتحاد الافريقي والدول النامية الى عضوية مجلس الأمن ، الا أن حق النقض الفيتو لدى أي من الأعضاء الخمس قد يجهض اي عملية انضمام جديدة في حال عدم رغبتهم في الضم  .
أما الرئيس الأميركي الذي تبعه في القاء كلمته ، فقد دعا الى توحيد الجهود الدولية لمواجهة الأوبئة والأمراض ، ويؤكد دعم واشنطن لتوسيع مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة وسماع صوت الدول النامية ، ويدعو الى التأكد من أن تراعي تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الاعتبارات الأمنية ودعا الى نزع فتيل المخاطر في العلاقات مع الصين ويعتبر التعاون مع الصين أمرا ضروريا لمواجهة أزمة تغير المناخ ويحذر من مخاطرالتغير المناخي ويؤكد العمل على الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 30% خلال العقد الحالي ، ويحذر من تنامي ظاهرة الانقلابات العسكرية في أفريقيا ، والتزامه بالعمل على ألا تحوز ايران السلاح النووي أبدا ، وستواصل الولايات المتحدة دعم أوكرانيا في مواجهة الهجوم الروسي ويحذر من أن الهجوم الروسي على أوكرانيا يعرض أمن كل دول العالم للخطر وأنه لن تكون هناك دولة أمنة في ظل الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وفي كلمة الأردن التي ألقاها جلالة الملك عبدالله الثاني ، فقد طالب جلالته بحل أزمة اللاجئين السوريين وأن مستقبل اللاجئين السوريين في بلدهم وليس في الدول المستضيفة ويؤكد أهمية الدعم الدولي للاجئين السوريين  ونحن نشاركهم موارد بلدنا الثمينة لمساعدتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية من طعام وطاقة ومياه وبلدنا أكثر الدول شحا في المياه، فالمسؤولية في التعامل مع اللاجئين ما زالت تقع على الجميع ويجب التحرك مباشرة لانهاء معاناتهم ولن يكون لدى الأردن القدرة ولا الموارد اللازمة لاستضافة المزيد منهم ورعايتهم مع استمرار الأزمة في بلادهم ، ويحذر من نقص الدعم الانساني الدولي للاجئين والضغط على  مواردنا المحدودة ، وسنحمي بلدنا من أية تهديدات مستقبلية تمس أمننا الوطني جراء الأزمة السورية.
 والمعاناة في منطقتنا ستستمر حتى يتدخل العالم لحل القضية الفاسطينية وحل الدولتين هو السبيل الوحيد لاحلال السلام في المنطقة وأن الشعب الفلسطيني محروم من ممارسة حقوقه الأساسية ، وبعد مرور سبعة وعقود ونصف لا تزال نيران الصراع مشتعلة ويعيش خمسة ملايين فلسطيني تحت الاحتلال بلا حقوق مدنية ولا حرية في التنقل ولا قرار لهم في ادارة شؤون حياتهم، وكيف يمكن للناس أن يثقوا بالعدالة العالمية بينما يستمر بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي وتدمير البيوت وأهمية التمويل المستدام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين،  ويواصل الأردن  التزامه بالمحافظة على هوية القدس بموجب الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، وأن أزمة المناخ تؤثر على منطقتنا وما يصاحبها من موجات حر مدمرة وجفاف وفيضانات.
قد يعجبك ايضا