العراق في حداد بعد مقتل 100 شخص بحريق أثناء حفل زفاف

100
الشعب نيوز:-

أعلن رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الأربعاء، الحداد العام في جميع أنحاء البلاد لمدّة 3 أيام، عزاءً في الضحايا الذين سقطوا في حادث حريق الحمدانية بمحافظة نينوى، الذي راح ضحيته أكثر من 100 شخص.

بدوره، وصف الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد، في منشور على منصة “إكس”، ما حصل بأنّه “فاجعة مؤلمة، وحادث اعتصر قلوبنا وقلوب كل العراقيين”.

وأكّد على “ضرورة فتح تحقيق ومعرفة ملابسات الحادث واتخاذ كافة إجراءات السلامة لمنع تكراره”.

وقُتل مئة شخص على الأقلّ وأصيب أكثر من 150 آخرين بجروح في ‏حريق اندلع بقاعة للأعراس في بلدة الحمدانية بمحافظة نينوى شمالي ‏العراق خلال حفل زفاف، بحسب ما أعلنت السلطات الصحيّة في المحافظة فجراً.
ولاحقاً، تحدّث الهلال الأحمر العراقي عن ارتفاع عدد ‏الضحايا والمصابين إلى أكثر من 450 شخصاً.‏
أوامر بتوقيف أصحاب القاعة
من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية إصدار أوامر قبض ‏بحق أربعة من أصحاب قاعة الأعراس المحترقة.‏

وقال مدير العلاقات والاعلام إعلام الوزارة اللواء سعد معن إنّه جرى توقيف 9 من العاملين في ‏القاعة.

وأوضح أنّ “خبراء الأدلة الجنائية والدفاع المدني أكدوا أن ‏القاعة هي من الكوبون وسريعة الاشتعال، وكانت هناك أيضاً ‏العاب نارية تسببت بحادث الحريق، وكذلك عدم توافر شروط ‏السلامة والأمان للقاعة”.
وأضاف: “نتواجد مع وزارة الصحة ‏في الحمدانية ميدانياً، وبمتابعة من رئيس الوزراء شخصيا”، مشيرا إلى أنّ “إقليم كردستان العراق ‏هرع لتلبية النداء”.

وأضاف أنّ “حملة التبرع بالدم بدأت من عناصر الشرطة في ‏نينوى ومن قبل الأهالي أيضاً”، لافتا الى أنّ “الإصابات ‏بالحروق معقدة وتحتاج إلى جهود”.‏

وفي مستشفى الحمدانية العام شوهدت سيارات إسعاف تهرع ذهاباً وإياباً لنقل المصابين بعد منتصف ‏الليل، في حين تجمّع ‏أمام المستشفى عشرات الأشخاص، منهم أقرباء للضحايا وآخرون سكّان ‏جاؤوا للتبرّع بالدم.‏
ووقف آخرون كذلك أمام شاحنة برّاد تكدّست فيها أكياس سوداء وضعت ‏فيها جثث القتلى.‏
ومن بين الجرحى رانيا وعد (17 عاماً) التي أصيبت بحرق في يدها ‏ونقلت إلى مستشفى الحمدانية مع شقيقتها المصابة أيضاً لتلقّي العلاج.‏
وقالت الشابة إنّ العروسين “كانا يرقصان…حين طارت الألعاب النارية ‏إلى السقف واشتعلت كلّ القاعة”.‏
وأضافت: “بعد ذلك لم نعد نرى شيئاً، فقط اختنقنا ولم نعد نعرف كيف ‏نخرج”، مؤكّدة أنّ عدد المدعوين إلى حفل الزفاف “كان كبيراً جداً”.‏
وشوهد عناصر الدفاع المدني والشرطة وهم يفتّشون ‏بمساعدة أضواء هواتفهم المحمولة ومصابيح يدوية أنقاض القاعة ‏المحترقة وسط ركام الكراسي المعدنية، في حين لم يبق من سقف القاعة ‏إلا هيكلها الحديدي.‏

مصير العروسين

ووسط حالة الصدمة التي خلفها الحريق، كثرت التساؤلات في الساعات الماضية عن مصير العروس والعريس.

وقال أحد ضيوف حفل الزفاف لقناة “الأولى” العراقية الخاصة إنّ “العروس والعريس بخير، لقد كنت معهما، لكنّ حالتهما مدمّرة بسبب ما حدث للناس”.

‏”ألعاب نارية” ‏
من جهته، قال الدفاع المدني العراقي إنّ “معلومات أولية” تشير إلى أنّ ‏سبب الحريق هو “استخدام الألعاب النارية أثناء حفل الزفاف”، ما أدّى ‏إلى “إشتعال النيران داخل القاعة بادئ الأمر” ثمّ انتشر “الحريق بسرعة ‏كبيرة”.‏
وأضاف في بيان أنّ القاعة “مغلّفة بألواح الإيكوبوند” وهي مادّة للبناء ‏مكوّنة من الألمنيوم والبلاستيك و”سريعة الاشتعال”، موضحاً أنّ استخدام ‏هذه الألواح في البناء “مخالف لتعليمات السلامة” المنصوص عليها ‏قانوناً.‏
وبحسب الدفاع المدني فإنّ “الحريق أدّى إلى انهيار أجزاء من القاعة ‏نتيجة استخدام مواد بناء سريعة الاشتعال منخفضة الكلفة تتداعى خلال ‏دقائق عند اندلاع النيران”.‏
وأوضح أنّ ما فاقم الأمر هو “الانبعاثات الغازية السامة ‏المصاحبة لاحتراق ألواح الايكوبوند البلاستيكية”.‏
‏جهود إغاثة
وإثر المأساة، قال السوداني في بيان إنّه طلب ‏من “وزيري الداخلية والصحة استنفار كلّ الجهود لإغاثة المتضرّرين ‏جرّاء الحادث المؤسف”.‏
وأعلنت وزارة الصحة بدورها عن “استنفار دوائر الوزارة في محافظة ‏نينوى والدوائر المجاورة لها لإسعاف وعلاج المصابين” و”إرسال ‏شحنات تعزيزات طبية من بغداد والمحافظات الأخرى”.‏
والحمدانية التي تُعرف أيضاً باسمي قرقوش وبغديدا هي بلدة مسيحية ‏ضاربة في القدم يتحدّث سكّانها لهجة حديثة من الآرامية، لغة السيّد ‏المسيح، وقد زارها البابا فرنسيس في آذار (مارس) 2021 خلال جولته ‏التاريخية في العراق.‏
ولحق دمار كبير بهذه البلدة على أيدي تنظيم “داعش” الذي سيطر على ‏مناطق شاسعة من العراق بين عامي 2014 و2017.‏
وغادر هذه البلدة غالبية أبنائها عندما وقعت في قبضة تنظيم “داعش”، ‏لكنّهم عادوا إليها تدريجياً منذ أعلن العراق انتصاره على الجهاديين ‏وأعيد إعمارها مذّاك.‏
وغالباً ما لا يتمّ الالتزام بتعليمات السلامة في العراق، لا سيّما في ‏قطاعي البناء والنقل، كما أنّ البنى التحتية في هذا البلد متداعية نتيجة ‏عقود من النزاعات، ما يؤدّي مراراً إلى اندلاع حرائق وكوارث مميتة ‏أخرى.‏
وفي نيسان (أبريل) 2021، قضى أكثر من 80 شخصاً جراء حريق في ‏مستشفى لمرضى كوفيد في بغداد نجم عن انفجار أسطوانات أوكسجين.‏
وبعد ذلك ببضعة أشهر، في تمّوز (يوليو) من العام نفسه، لقي 64 ‏شخصاً مصرعهم جرّاء حريق في مستشفى بالناصرية في جنوب العراق ‏اندلع في جناح لمرضى كوفيد.‏
حريق في فندق الرشيد ببغداد
وفي حادث آخر، قال مسؤول في فندق “الرشيد” في بغداد إنّ السلطات المعنية ‏سيطرت على حريق محدود في المكان أدى إلى إجلاء نزلاء ودبلوماسيين ‏منه.‏

وينزل في الفندق العديد من المبعوثين من دول الخليج.‏

ووقع الحريق المحدود في المطبخ، ووصف المسؤول عملية الإجلاء بأنّها “‏إجراء احترازي روتيني”، قائلا إنّ “النزلاء عادوا بأمان إلى غرفهم”.‏

ويقع الفندق في المنطقة الخضراء الشديدة التحصين ببغداد، والتي يوجد ‏بها البرلمان والعديد من المباني الحكومية والسفارات الأجنبية.‏

قد يعجبك ايضا