فقط لأنه هندي!

الشعب نيوز:-

أسامة الرنتيسي

التقط وزير التربية والتعليم النابه الدكتور عزمي محافظة جذر الإشاعة التي ضربت مطعوم الحصبة في الأيام الماضية، وقال: إن التشكيك جاء بناءً على أن المطعوم هندي، وبين أن الشركة المصنعة للمطعوم تؤمّن 80 % من مطاعيم العالم ضد الحصبة، وهي موثوقة جدًا جدًا.

بالمناسبة؛ بالأمس منحت جائزة نوبل في الطب لعام 2023 لمن أنتج لقاحات MRNA .

الاستسهال الذي وقع فيه المشككون في المطعوم أنه من إنتاج هندي، وبلع ذلك كثير من سكان العالم الافتراضي القابعين خلف أجهزتهم الإلكترونية ــ بعضهم وصل إلى مرحلة الإدمان ــ شيء يدعو للاستغراب وكيف ينظرون ببساطة أو قُل سذاجة اعتمادا على مقولة منتشرة في العالم العربي والخليج تحديدا..(شايفني هندي..)

قبل فترة  وصل إلى هاتفي الخلوي رسالتان كان الهند والهنود محوراهما، فيما كانت الرسالة الإنسانية فيهما عميقة، بحيث فرضت عليّ أن أنقلها إلى قرّاء موقع “الأول نيوز” إذا سمحوا بذلك، وإذا طال صبرهم في قراءة المقالة إلى الآخر.

جاء نَصُّ الرسالة الأولى  مع صورة للجيش الهندي: “الهند تملك عاشر أقوى جيش في العالم، وتملك (٥) آلاف قنبلة نووية، وهم من اخترعوا الهوتميل والـ USB، ودخلوا مجال المريخ قبل سنة بمركبة فضائية هندية ١٠٠٪‏، وفيها أكثر رجال العالم ثراء، فوق كل هذا رئيس جوجل هندي، ورئيس مايكروسوفت هندي، ورئيس ماستر كارد هندي…. والعربي مازال يقول: شايفني هندي؟!!!.. لا والله شايفك عربي.

الرسالة الثانية تملك مِن العُمق الإنساني، بحيث ختمها مَن أبدع في صياغتها بعنوان مدهش؛ (ثَمنُ الإنسانية)، وهل للإنسانية ثمن في زماننا المقلوب هذا الذي نعيش أحلك ظلماته؟.

تقول الرسالة: مهندس هندي كان يجلس في مطعم في الهند، أول ما أحضروا له صحن الأكل لاحظ وجود ولد وبنت صغيرين من الفقراء واقفين يتطلعان إلى صحنه من خارج المطعم عبر الزجاج، فنادى الولد والبنت وأمرهما بالدخول إلى المطعم، دخلا وقعدا إلى جانبه، وطلب منهما أن يختارا شو حابين أن يأكلا، الولد أشار للصحن الذي قُدّام المهندس، قام المهندس وطلب صحنين كمان للولد والبنت وظل جالسًا معهما . بعد ما انتهيا من الأكل قام المهندس يستلم فاتورة الحساب، فتفاجأ بأن الفاتورة فاضية ومكتوب فيها من صاحب المطعم :  نحن لا نمتلك آلة حسابية تستطيع حساب ثمن الإنسانية.

ثمن الإنسانية تحتاج إلى ترجمة حقيقية في بلادنا، بحيث لا تنحصر في أعمال الخير الدعائية والمُتلفزة، والأسئلة في هذا الموضوع كثيرة؛ أبرزها:

لِمَ لا يلتفت المحسنون والمتبرعون إلى تأمين مستشفيات بأجهزة غسل الكُلى على سبيل المثال، وهم يعرفون أن مستشفيات كثيرة في المملكة تعاني نقصا في هذه الأجهزة؟.

أليست مُدننا وقرانا ومخيماتنا بحاجة إلى مكتبات وحدائق عامة، أليس في هذه الأعمال أوجه خير، أليس تعليم الطلاب الفقراء وحفظ كرامات العائلات المحتاجة، ومسح الحزن من عن وجوه الأيتام، فعل خير.

ولِمَ التباهي والتسابق فقط في شهر رمضان الكريم إلى فعل الخير وبعد ذلك تغلق الأبواب وكأن الفقر موسمي يغلق فمه بعد رمضان.!

شايفينا هنود؟!! لا والله شايفينكم عرب.

الدايم الله….

قد يعجبك ايضا