“طوفان الاقصى” … بالدم والنار .. غزة تكتب تاريخاَ جديداَ

365
الشعب نيوز:-

الشارع الأردني يحتفي بـ عملية “طوفان الاقصى” ويوزع الحلوى

-“طوفان الاقصى ” رسالة مفادها الأقصى خط أحمر –

فشل ذريع لـ “الموساد” اكبر جهاز مخابرات في العالم

-هشاشة الكيان المحتل تعريها سواعد المقاومة المتطورة قتاليا

-المقاومة الفلسطينية تعيدنا إلى أمجادنا العربية ضد العدو الصهيوني

عبد الرحمن أبو حاكمة – خليل النظامي

-دول الغرب أنصفت الكيان المتطرف ولم تنصف الفلسطينيين في حقهم -ردود عربية وإقليمية محايدة ومؤيدة لعملية “طوفان القدس” الأنباط – عبد الرحمن أبو حاكمة – خليل النظامي

في يوم تاريخي عنوانه “طوفان الأقصى” خاطبت المقاومة الفلسطينية الكيان الصهيوني باللغة التي لا يفهم سواها، وجردت السلاح من غمده، وأظهرت لـ العالم بأس قتالي ونضالي لا مثيل له عبر التاريخ ضد الصهاينة المعتدين، إزاء عمليات القهر والتعذيب والتهجير التي يتعرض لها الأشقاء في فلسطين، وردا على الكيان الأكثر تطرفا وعنصرية في العالم وما يمارسه من تدنيس لـ الأقصى ومقدسات الأمة الاسلامية والعربية، طوفان حمل في جوفة جملة مفادها “صاحب الحق لا ينام”.

طوفان نضالي أذهل العالم أجمع بـ دقة التخطيط والتنفيذ العسكري القتالي، جاء في سياق ملحمة فدائية بطولية تجاوزت كل حدود المعقول في أذهان القادة العسكريين لـ جيوش الصهاينة وأتباعهم، في صورة متقدمة ومتطورة من النضال التحرري “برا وبحرا وجوا” لم تعتد عليها ترسانة الصهاينة العسكرية منذ عشرات السنين.

من الجدير ذكره هنا أن المتحدث باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع أكد في تصريحات إعلامية أن المعركة التي فجرتها المقاومة الفلسطينية تحت عنوان “طوفان الأقصى” تؤكد على قدرتها بضرب الاحتلال، إذ لدى المقاومة أوراقًا تمكنها من وضع حد لحكومة الاحتلال اليمينية الفاشية، التي أوغلت في دماء الفلسطينين قتلًا وأسرًا وتهوديًا للأرض.

وبين أن هذه العملية تؤكد على أن المسجد الأقصى “خط أحمر”، وأن أي محاولة لطمس معالمه سيدفع الاحتلال ثمنها، مشيرًا إلى أن معركة طوفان الأقصى أظهرت مدى قدرة المقاومة الفلسطينية في منع التقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى، والسير لتحرير الأسرى في سجون الاحتلال.

وكانت سلطات الكيان المحتل قد أعلنت عبر قناة 12 العبرية أن عدد القتلى الاسرائيليين جراء عملية “طوفان الأقصى” ارتفع إلى أكثر من 100 قتيل، فيما ارتفع عدد الجرحى إلى أكثر من 1000.

معركة تحرير تعيدنا لـ أمجادنا القومية السابقة

عاصفة “طوفان الأقصى” جاءت كـ زلزال مدمر وغير مسبوق بـ قسوة درجته في ضل صمت دولي وعربي على السلوكيات العنصرية والعنجهية لـ حكومة المتطرف “نتنياهو” وعصابته العنصرية الذين باتوا يرتجفون من بأس المقاومة على جنودهم وجيوشهم الذين باتت تسحبهم المقاومة قتلى وأسرى في مشهد لم يروه منذ عشرات العقود.

في العقود الماضية كانت المقاومة تنفذ عمليات تسلل وإقتحام فردية أو عن طريق مجموعات صغيرة من المجاهدين المقاتلين، إلا انها في عملية “طوفان الأقصى” نفذت عملية “هجومية لا دفاعية” وسيطرت على مستوطنات ومواقع عسكرية من خلال رشقات صاروخية وصلت لـ أكثر من 5000 صاروخ في بدايتها، تبعها إنزالات جوية وتمشيطا بريا من قبل المقاتلين على المستوطنات في الجنوب.

المتابع لـ مشاهد “الطوفان” التي بثها الإعلام العسكري الخاص بـ حركات المقاومة المسلحة حول ما أصبحت عليه وتعيشه تلك المناطق المحتلة، خاصة عند إستطاع المئات من مجاهدي كتائب القسام إقتحامها والسيطرة على حوالي 22 موقعا عسكريا لـ الصهاينة، تعيد إلى الأذهان المشاهد التاريخية من حرب 1973 وحرب الكرامة حيث دفنت أسلحة العدو في تراب فلسطين وقتل وأسر المئات من الجنود الصهاينة آنذاك.

وكان نائب ريس المكتب السياسي لـ حركة حماس صالح العاروري قال في تصريح صحفي تبع العملية العسكرية : “لو سكت العالم كلّه، لن نسكت عن تدنيس مقدّساتنا، ومحاولات تدنيس الأقصى والاعتداء على الأقصى، ولفت إلى أن المقاومة تمكنت من أسر العشرات من ضباط جيش الإحتلال وأن ما بين أيدي المقاومة سحرر كافة الأسرى من سجون الإحتلال”.

إنهيار وفشل أقوى جهاز إستخباراتي في العالم امام المقاومة

عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لـ حركة القاومة حماس، أثارت ذهولا لدى القيادات العسكرية لـ الكيان الإسرائيلي المتطرف، وشكلت صدمة لا يمكن الصحيان منها لدى المدنيين في المستوطنات، حيث وصفها إعلام الكيان نفسه أنها عملية “نوعية” كشفت عن الفشل الذريع لـ جهاز المخابرات الإسرائيلي والموساد”.

إلى ذلك وصفت صحيفة “معاريف” التابعة لـ الكيان الصهيوني، أن “ما جرى أكثر من مجرد “انهيار استخباراتي إسرائيلي”، مشيرة إلى أن المئات من الإسرائيليين في عداد المفقودين عقب العملية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية.

ومن جانبها أكدت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية، ان ما جرى اليوم يؤكد فشل التقديرات الإستخباراتية لـ الكيان المحتل.

 

في حين كتبت شبكة BBC البريطانية، أن ” الأحداث تمثل “فشلاً ذريعاً للاستخبارات الإسرائيلية”، في الوقت نفسه الذي يسأل الإسرائيليون أنفسهم الآن عن سبب إخفاق المخابرات في التنبؤ بما حدث.

وكان مسؤولون بارزون في الجيش والمخابرات الإسرائيلية صرحوا في وقت مسبق داخل الأوساط السياسية لـ الكيان الصهيوني، أن حركة المقاومة الفسطينية “حماس” ليست مهتمة بالتصعيد خلال الأيام الأخيرة، خلال محادثاتهم مع القيادة السياسية في الأسبوعين الماضيين مما يشير إلى فشل ذكاء هذا الجهاز الإستخباري الذي يتصدر الأجهزة الإستخبارية في العالم.

وتجدر الإشارة تباعا إلى ما أكد عليه المتحدث باسم “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة حماس أبو عبيدة بـ ” إن العمليات تجري على الأرض كما هو مخطط لها في كل المحاور ونتائج المعركة لم يعلم عنها الاحتلال شيئا بعد، وسيصاب بالذهول عندما يستفيق من صدمته”.

الموقف الأردني الرسمي

من جهتها أكدت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية ضرورة وقف التصعيد الخطير في غزة ومحيطها، محذرة من الانعكاسات الخطيرة لهذا التصعيد الذي يهدد بتفجر الأوضاع بشكل أكبر، خصوصاً في ضوء ما تشهده مدن ومناطق في الضفة الغربية من اعتداءات وانتهاكات إسرائيلية على الشعب الفلسطيني وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه، لافتة بتحذيرها إلى تبعات هذا التصعيد على كل جهود تحقيق التهدئة الشاملة.

وأكدت الخاريجة على ضرورة ضبط النفس وحماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني، مشيرة إلى أن تصاعد العنف بكل أشكاله واستمرار التصعيد سيؤديان إلى ما هو أسوأ وسينعكسان سلباً على الجميع.

الموقف الأردني الشعبي

وعلى صعيد الموقف الشعبي الأردني فقد وزع مواطنون الحلويات في شوارع عمان على السائقين والمارة ابتهاجا بعملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية أمس السبت في مناطق مختلفة في الأراضي المحتلة.

 

وتبادل موزعو الحلوى مع السائقين والمارة عبارات الشكر والثناء على المقاومة في فلسطين وعلى نتائج العملية التي كانت حصيلة الخسائر الاسرائيلية فيها كبيرة.

وفي المقابل منعت الأجهزة العديد من المواطنين المتظاهرين من الاقتراب من الحدود الأردنية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، للتضامن مع الفلسطينيين على إثر عملية “طوفان الاقصى”.

وكان تجمع عدد من الأردنيين قرب منطقة الكرامة في الأغوار، محاولين الاقتراب من المناطق الحدودية، قبل أن تمنعهم الأجهزة الأمنية.

وحمل المشاركون في الوقفة شعارات كتب عليها “المجد للسواعد المقاتلة”، و”الطريق الى فلسطين يمر عبر فوهة البندقية”، ورفعت اعلام الأردن وفلسطين والمقاومة، وهتف المحتشدون للمقاومة الفلسطينية والاقصى وغزة.

السلطة الفلسطينية على غير العادة : يحق للشعب الفلسطيني الدفاع عن نفسه

بدورها أكدت السلطة الفلسطينية وعلى غير عادتها على لسان الرئيس محمود عباس أن السعب الفلسطيني له حق في الدفاع عن نفسه في مواجهة إرهاب المستوطنين وقوات الإحتلال. ووجه عباس لـ توفير كل ما يلزم من أجل تعزيز صمود وثبات أبناء الشعب الفلسطيني في وجه الجرائم المرتكبة من قبل الإحتلال الإسرائيلي وعصابات المستوطنين.

مواقف الدول العربية بين مؤيد ومحايد لعملية “طوفان الأقصى

وفي أعقاب العملية كشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى عن تحركات عربية ودولية وصفتها بـ الهائلة” من أجل التوسط لـ إنهاء التصعيد العسكري المفاجىء داخل قطاع غزة ومحيطى، ومحاولة إيقاف عملية “دوفان الأقصى” التي أعلنت عنها كتائب القسام ضد الكيان المحتل.

المصادر نفسها أكدت في تصريحات إعلامية، أن الاتصالات بدأت تنهال على قادة “حماس” في الخارج، من أجل إيقاف عملية “طوفان الأقصى”، وانسحاب المقاومين من المناطق التي سيطرت عليها داخل المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع ووقف القصف.

من جهتها دعت وزارة الخارجية المصرية إلى “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر”، محذرة من تداعيات خطيرة نتيجة تصاعد حدة العنف.

وحملت وزارة الخارجية القطرية، إسرائيل وحدها مسؤولية التصعيد الجاري بسبب انتهاكاتها المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني، وآخرها الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى تحت حماية الشرطة الإسرائيلية.

وقالت الخارجية السعودية إنها تتابع عن كثب تطورات الأوضاع غير المسبوقة بين عدد من الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، داعية إلى الوقف الفوري للتصعيد بين الجانبين وحماية المدنيين وضبط النفس.

من جهته حض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الكيان المحتل والفلسطينيين على “التصرف بعقلانية” وتفادي مزيد من التصعيد، لافتا إلى إنه في حين تتواصل عملية واسعة لحركة حماس ضد الكيان المحتل وإعلان تل أبيب أنها في حالة حرب، “ندعو جميع الأطراف إلى التصرف بعقلانية والابتعاد عن الأعمال الانفعالية التي تصعد التوتر”.

من جهته حض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الكيان المحتل والفلسطينيين على “التصرف بعقلانية” وتفادي مزيد من التصعيد، لافتا إلى إنه في حين تتواصل عملية واسعة لحركة حماس ضد الكيان المحتل وإعلان تل أبيب أنها في حالة حرب، “ندعو جميع الأطراف إلى التصرف بعقلانية والابتعاد عن الأعمال الانفعالية التي تصعد التوتر”.

وفي سياق متصل، نقلت وسائل إعلام إيرانية عن الجنرال رحيم صفوي مستشار المرشد الإيراني للشؤون العسكرية قوله إن إيران تدعم عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها المقاومة الفلسطينية على إسرائيل.

وأضاف أنه يهنئ المجاهدين الفلسطينيين على تنفيذ هذه العملية، وأن إيران ستبقى إلى جانبهم حتى تحرير جميع الأراضي الفلسطينية وتحرير القدس، وفق تعبيره.

ومن لبنان قال حزب الله إنه يتابع الوضع في غزة عن كثب وإن قيادته “على اتصال مباشر مع قيادة المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج.

وأضاف الحزب في بيان عقب العملية ؛ أن الهجوم كان “ردا حاسما على جرائم الاحتلال المتمادية، ‏ورسالة إلى العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي بأسره، وخاصة أولئك ‏الساعين إلى التطبيع مع العدو الإسرائيلي”.

 

‏ وأعرب رئيس ائتلاف دولة القانون في العراق نوري المالكي عن تأييده للعملية “النوعية” التي نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل، داعيا الدول الإسلامية والعربية إلى الوقوف مع الشعب الفلسطيني ودعم مطلبه في تحرير أراضيه.

 

 

الدول الغربية تحسب ما لـ الكيان المحتل ولا تحسب ما عليه

ردود الفعل الدولية توالت على العملية العسكرية غير المسبوقة التي أطلقتها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية أمس السبت ضد الكيان المحتل، وبدت أغلب المواقف الدولية منحازة لموقف الاحتلال الإسرائيلي ومنددة بالمقاومة كـ عادتها بعيدا عن إنصاف حق الشعب الفلسطيني في ردع التطرف والعنصرية التي تمارسها حكومة المتطرف “نتنياهو”.

الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية “جوزيب بوريل” قال إن الاتحاد يدين الهجمات المسلحة ويطالب بضرورة وقف العنف أعمال العنف، مؤكدا على “تضامن الاتحاد الأوروبي الثابت مع الكيان الاسرائيلي خلال هذه الأوقات الصعبة”.

فيما نددت واستنكرت كل من إيطاليا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا واليونان وألبانيا وإسبانيا وأوكرانيا عملية طوفان الأقصى معتبرين أن إسرائيل تدافع عن حقوقها، فيث الوقت الذي دعت فيه روسيا الطرفين إلى ضبط النفس واللجوء إلى التهدئة. وكان الاحتلال الاسرائيلي قد استيقظ على عملة نفذتها المقاومة الفلسطينية صباح أمس السبت شملت إطلاق دفعات كبيرة من الصواريخ بلغت 5000 صاروخ في الدفعة الأولى، ثم انطلقت مجموعات النخبة نحو مستوطنات ومواقع الاحتلال وقتلت وأسرت المئات من جنود الاحتلال الاسرائيلي وسيطرت على العديد من القواعد العسكرية.

كانت سلطات الكيان المحتل قد أعلنت عبر قناة 12 العبرية أن عدد القتلى الاسرائيليين جراء عملية “طوفان الأقصى” ارتفع إلى أكثر من 100 قتيل، فيما ارتفع عدد الجرحى إلى أكثر من 1000.

 

قد يعجبك ايضا