التداعيات الاقتصادية لعملية طوفان الأقصى على الاقتصادين الاسرائيلي والغزي

1٬480
الشعب نيوز:-

زياد الرفاتي

تدخل عملية طوفان الأقصى يومها الرابع التي انطلقت في السابع من الشهر الجاري وسط اقتصاد اسرائيلي هش و تراجع الاستثمارات الأجنبية بنسبة (60%) في النصف الأول 2023 ، وبتوقعات لتباطؤ نمو الاقتصاد قرب 3%  هذا العام متراجعا من 6،5 % في 2022 وارتفاع معدل التضخم الى 3،3% بينما المستهدف 1%- 3% .
وتراجع  الشيكل بعد العملية الى أدنى مستوى له في ثماني سنوات عند 3،8 شيكل / دولار ويخسر أكثر من 3% مقابل الدولار واعلان البنك المركزي الاسرائيلي أنه سيلجأ لبيع 30 مليار دولار من احتياطي النقد الأجنبي البالغ 200 مليار دولار للمرة الأولى في تاريخ البنك في ظل تراجع الشيكل  لدعمه والحفاظ على استقراره وتهدئة الأسواق اضافة لتوفير سيولة بالسوق بمبلغ 15 مليار دولار ، وتراجع المؤشر الرئيسي لبورصة تل أبيب بنسبة 7% وهبوط مؤشر البنوك بنسبة 9% ، وتوقف الانتاج في بعض حقول الغاز مع تواصل المواجهات العسكرية ، وشركات طيران عالمية  مع تزايد عددها تعلق الرحلات الجوية الى مطار بن غوريون و تصاعد أعمدة دخان وسقوط صواريخ قرب المطار وتظل الرحلات معلقة لحين سماح الظروف باستئنافها وتحذير عدة دول أوروبية لرعاياها من السفر لاسرائيل وعالقون خارجها لا يستطيعون العودة .
ويفرض الجيش الاسرائيلي حصارا مطبقا وشاملا على قطاع غزة ويعتبره منطقة عسكرية مغلقة وتصريح رئيس الحكومة الاسرائيلية  في اليوم الثالث بأن رد اسرائيل على هجوم حماس سيغير الشرق الأوسط  وأن ما سنفعله بالأيام القادمة سيبقى صداه لأجيال قادمة وأمامنا أيام قاسية وأن اسرائيل مضطرة للدخول لقطاع غزة ، وتم قطع امدادات الكهرباء والمياه والوقود والسلع والطعام وحركة دخول البضائع وغلق الحدود وظلام دامس يخيم على غزة حيث يعتمد القطاع على اسرائيل بنسبة 65% من امدادات الكهرباء ونزوح 137 ألف فلسطيني الى مدارس وكالة الغوث في غزة منذ بدء العملية هربا من القصف حسب الأمم المتحدة وحاجتهم للمساعدات الاغاثية وهدم 160 مبنى بالكامل في غزة لاستهداف مواقع مدنية بذريعة الحرب ، ويعرقل الجيش الاسرائيلي عمل الكوادر الطبية ويستهدف بالقصف بعض مرافق القطاع الطبي وتعطل مسشفيات في القطاع جراء القصف وفي  محيطه وتواجه نقصا في الامكانيات الطبية للتعامل مع الوضع الحالي ولا أماكن أمنة في القطاع حاليا وذلك حسب الهلال الأحمر الفلسطيني ، وانقطاع الانترنت عن عدد من المناطق في القطاع ويقصف شواطئ غزة مع تضرر عشرات مراكب صيد الأسماك وتوقف الحركة بشكل تام وحالة ذعر بين السكان ، والجامعة العربية تحذرأننا نحن أمام أزمة كبيرة في قطاع غزة تستدعي تحركا دوليا للتهدئة ، والأمين العام للأمم المتحدة يطالب بالسماح لها بايصال المساعدات الانسانية للمحاصرين وتحييد المدنيين والمباني من الصراع والرئيس الفلسطيني يطلب التدخل الأممي لمنع حدوث كارثة انسانية في غزة ، ومصر تحذر  من أن  دعوات النزوح نحو حدودها كفيلة بتفريغ قطاع غزة وسيادتها ليست مستباحة واسرائيل مسؤولة عن فتح ممرات .
وقد شهد الدولار باعتباره عملة أمنة ارتفاعا بعد أن قوضت التطورات في الشرق الأوسط معنويات الأسواق ، وارتفع الذهب  مع اقبال المستثمرين على التحوط  كملاذ أمن ، وأجواء حذرة في أسواق الأسهم العالمية  والأسهم الأوروبية تتراجع بضغط من تبعات المواجهات العسكرية ، وخام النفط الأميركي في العقود الاجلة يقفز بمقدار أربع دولارات للبرميل بسبب المخاوف و تأثر الأسواق بالمواجهات ، وتغيرات طارئة تقلب المشهد الاقتصادي .
وقد وجهت الادارة الأميركية في اليوم الثاني للعملية بتقديم دعم اضافي لتل أبيب بناء على طلب قدمته اسرائيل لواشنطن بشأن الدعم  لتجديد القبة الحديدية وقنابل وذخائر وزيادة تبادل المعلومات الاستخباراتية وأبلغتها أن المساعدات في الطريق وستصل خلال أيام     ( بالرغم أن مثل هذه المساعدات في حالات أخرى تأخذ سنوات في الكونغرس لاقرارها حسب محللين سياسيين ) وارسال سفن حربية قرب اسرائيل لطمأنتها وحاملة طائرات هجومية  اف 16 واف 35 ستصل الى شرق البحر الأبيض المتوسط خلال اليومين المقبلين لتعزيز جهود الردع الاقليمي وحركة حماس تحذر واشنطن من عواقب تحريك حاملة طائرات لدعم اسرائيل ، واعلان الاتحاد الأوروبي ايقافه  مساعدات التنمية المخصصة للفلسطينيين.
ويقود جلالة الملك عبدالله الثاني تحركا دوليا بالدعوة الى ضبط النفس ووقف العنف والتصعيد ويبحث سبل ذلك باتصالات اقليمية ودولية مع قادة الشرق الأوسط ومسؤولين دوليين واحياء المفاوضات على أساس حل الدولتين وهي السبيل الوحيد للأمن والاستقرار ونبذ العنف في منطقة الشرق الأوسط وتحقيق السلام العادل والدائم والشامل .
وقد أعلن مندوب اسرائيل بالأمم المتحدة أن الخسائر جراء العملية كارثية وأن المئات قتلوا  مع أسر عددا كبيرا الاسرائيليين ، وتوقع قائد الجيش الاسرائيلي حربا طويلة وأياما صعبة وأعلن حالة الحرب واستنفار جميع صفوف الجيش البالغ 650 ألف جندي واستدعاء  300 ألف جندي من قوات الخدمة الاحتياطية التي  تشكل 70% من عدد أفراد الجيش في أكبرعملية استدعاء على الاطلاق بينما تشكل قوات الخدمة الالزامية 30% .
و قطاع غزة يمتد بعرض 40 كم وطول 15 كم ومساحته 350 كم وسكانه مليوني نسمة ، ونسبة البطالة نحو 55%  والفقر 85% وانعدام الأمن الغذائي وشح المواد الأساسية ونقص الامدادات والاحتياجات الانسانية و تحت الحصار الاسرائيلي منذ عشرة سنوات و30% من المنتجات الغذائية للقطاع كانت تأتي من اسرائيل قبل الحصار وقد توقفت بعد الحصار ومع توقف المساعدات الانسانية الخارجية أيضا ، والمعبر البري الحدودي الوحيد مع مصرهو معبر رفح الذي يشكل المنفذ لسكانه في حلهم وترحالهم خارج القطاع
قد يعجبك ايضا