فعليا.. هل خدعت إيران حركة حماس؟!

الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي –

 

 أسئلة محرمة لا تزال تُطرح على ألسنة بعضهم، سرا أو همسا أو تلميحا أو عبر جروبات السوشيال ميديا، حول بعض المفاصل المهمة في العدوان البشع على الفلسطينيين وقطاع غزة تَحديدًا، قد يكون ليس الأن وقت طرحها.

لكن يبقى السؤال الاساسي، هل خدعت إيران حركة حماس؟! هذا سؤال عريض طويل سربت الحركة وجعها منه عبر ممثل حماس في لبنان أحمد عبدالهادي (الذي نفاه بعد أن نشر) حيث قال: ” نسقنا مع حزب الله ومع إيران قبل وفي أثناء وبعد هذه المعركة على أعلى المستويات؛ لكننا تعرضنا على ما يبدو إلى خيانة واضحة ووعود كاذبة من إيران… نعم؛ خيانة واضحة ووعود كاذبة “.

بعد كل هذا الفجور والهسترة الصهيونية، ما هو المطلوب من الفلسطينيين أن يفعلوه أكثر من ذلك، الحرب على قطاع غزة والضفة الفلسطينية تدخل يومها الثامن عشر، ولا تزال عملية الإبادة مستمرة؛ إذ بلغ عدد الشهداء في قطاع غزة حتى الآن أكثر من 5700 (منهم 2055 طفلًا وأكثر من 1119 امرأة)، والجرحى تجاوز عددهم 15000، إضافة إلى أكثر من 1500 مفقود تحت الركام، بمعدل 50 شهيدًا وجريحًا كل ساعة، فضلًا عن 95 شهيدًا في الضفة الغربية ونحو 1700 جريح، واعتقال الآلاف، من ضمنهم عمال غزّيين داخل الأراضي المحتلة.

أما خسائر العدو الصهيوني فقد سقط له خلال الحرب وفقًا للمصادر الإسرائيلية 2000 بين قتيل وأسير ومفقود، وأكثر من 5000 جريح، منهم 1200 جندي معاق، وعشرات الحالات الميؤوس منها، ومئات الحالات الخطرة، إضافة إلى تدمير فرقة غزة في جيش الاحتلال بالكامل، وهجرة مئات الآلاف من المستوطنين من غلاف غزة ومن داخل الأرض المحتلة، فضلًا عن تعطيل الاقتصاد الصهيوني بشكل واضح.

طيران الاحتلال دمّر مئات البنايات والأبراج؛ إذ تم حصر أضرار متفاوتة في أكثر من 165 ألف وحدة سكنية (نحو 50% من الوحدات السكنية في قطاع غزة)، بينما 20 ألف وحدة سكنية هدمت كليًا أو باتت غير صالحة للسكن. وبات 70% من سكان القطاع (نحو 1.4 مليون) خارج منازلهم قسريًا في مراكز إيواء.

والحرب البرية لم تبدأ بعد، بينما تشهد الجبهة الشمالية تصعيدًا مدروسًا؛ إذ خلف التصعيد هناك 26 شهيدًا من حزب الله وأكثر من 40 قتيلًا صهيونيا.

في العظم الفلسطيني نقول، منذ سنوات والفلسطينيون يدفنون رؤوسهم في الرمال، ويتواطؤون مع الخراب، وأصبح الحديث عن الدولة المستقلة كذبة، والقدس تختفي معالمها العربية، ويزحف الاستيطان على الأرض ليحاصر بقايا المدن والقرى.

لنتفكر بهدوء أكثر، فبعد فشل المشروعات السياسية في المنطقة جميعها، وبعد تحول دول بعض الربيع العربي إلى دول فاشلة، أو في طريقها للفشل.

في ظل انتظار خرائط جديدة للمنطقة، ودول طائفية وعرقية في طريقها اإلى الإعلان، وفي ظل الفشل الذي يسكن عقول العالم العربي منذ سنوات عجاف، وبعد أن أصبحت قضية العرب المركزية (القضية الفلسطينية) في سادس أو عاشر القضايا المطروحة في سلم أولويات العرب في الأقل (حكاما) وعادت إلى المقدمة بعد “طوفان الأقصى”، وغابت عن أولويات دول الإقليم والعالم الغربي، ماذا تبقى لبقايا القيادات والفصائل الفلسطينية حتى تستمر الخلافات، لا بل وتزداد اتساعا يوما بعد يوم، وتحولت إلى خلافات شخصية، أكثر منها وطنية.؟!.

بلا مؤاخذة من دراويش الفتحاوية؛ ما الضير الذي يصيب الرئيس الفلسطيني محمود عباس (الرجل التسعيني) لو قرر اليوم الذهاب إلى غزة عبر معبر رفح، مع المساعدات الإنسانية التي لا تصل، ويعلن أنه يريد الشهادة مع أبناء شعبه في غزة؟.

الدايم الله….

قد يعجبك ايضا