حسب التوقيت المحلي لمدينة غزة!أسامة الرنتيسي

الشعب نيوز:-

العالم بمجمله يتجه إلى غزة وما يجري فيها، الحكومات والشعوب، الفضائيات ووسائل الإعلام كلها مسلطة كاميراتها وأعين مراسليها على مذابح غزة ويوم القيامة التي أعلنته إسرائيل ضد شعبنا الأعزل.

توقيتات العالم وإذاعاته وتلفزته غيرت عن غرينتش ومكة والقدس ولندن، واتجهت بفعل الدم والمجازر غير المسبوقة إلى قطاع غزة الذي يباد أمام أعين وسمع العالم، ولا تزال العمليات جارية.

مشهد مراسل الجزيرة وائل الدحدوح وهو يتفقد عائلته التي استهدفتها صواريخ الكيان الصهيوني انتقاما من أدائه المميز في نقل ما تفعله آلة الدمار الوحشية، وائل وهو يقلب وجه ابنه الشهيد الذي إستشهد مع والدته وأخته والحفيدة كان قاتلا لكل من تابعه.

شخصيا؛ لم أبك منذ سنوات طوال بعد أن جفت الدموع منذ 27 /8 / 2016 ، انهمرت دموعي حتى لم أعد أسيطر عليها، ليس دموعا فقط، بل بكاء وعويلا وغضبا وحسبنة (حسبنا الله ونعم الوكيل) على كل شيء في هذه الحياة، اكتشفت أن هذه حالة واسعة أصابت كثيرا من الأصدقاء الذين شاهدوا وائل وهو يقول : “معلششششش…”.

معلششش على شو يا وائل، هل هي على إخوة الدم والعروبة الذين يتابعون موتكم ويغيّرون أرقام عدد الشهداء ساعة بعد ساعة.

معلششش على شو يا وائل، على تهديدات ومسح الكيان الكلامي، وعند الفعل لم نر شيئا، وما زالوا يكذبون علينا.

معلششش على شو يا وائل، على عربك الذين يفشلون حتى الآن في إيصال كاسة ماء إلى غزة، ونجحوا في إيصال أكفان للشهداء.

معلشششش على شو يا وائل، على مجزرة تُسَلِّم مجرزة، حتى تُهنا في عد بعضها، وعلى شهداء لم يُخرجوا حتى الآن من تحت الأنقاض، وعلى أطفال يُخرجون قطعا من تحت الدمار، ملامحهم غير مكتملة.

معلشششش على شو يا وائل، على فُحش الانتقام الذي ترتكبه آلة الحرب الصهيونية، بعد أن حصلت على دعم غربي غير مسبوق وغير محترم، ولا إنساني، وعلى مواقف عربية رسمية لم ترتق لكعب شهيد، ولا دمعة حارقة من أم رضيع، ولا ولولة كهل.

معلششش على شو يا وائل، على دمنا الذي أصبح أرخص من الماء، بعد أن أصبحنا فائضا عن حاجة إنسانية بايدن وماركون وسوناك..

ما حدث مع عائلة الزميل وائل الدحدوح يذكرنا بموقف الشهيد الأردني في معركة الكرامة عندما قال “واحد .. واحد .. الهدف موقعي .. إرمي إرمي”، قصة يعرفها الجميع عندما تعملق الشهيد الملازم أول الأردني خضر شكري، وطلب من المدفعية الأردنية ضرب موقعه الذي أصبح محاطا بدبابات قوات العدو في معركة الكرامة، حتى لا يستطيع جيش الاحتلال السيطرة على موقعه…

حسب التوقيت المحلي لمدينة غزة، فكرة ومبادرة طرحها الصديق الجميل ياسر عكروش لعل الفضائيات العربية والإذاعات وعموم وسائل الإعلام تتبناها بدلا من تبني توقيت غرينتش ومكة والقدس ولندن ونيويورك…

الدايم الله…

قد يعجبك ايضا