حسين صالح الزعبي يكتب »وسقطت الأقنعة

الشعب نيوز:-

إنّ الملحمة البطولية التي سطّرها رجال المقاومة الأشاوس في غزة ضد الجيش الصهيوني؛ كانت منعطفاً تاريخياً لأمتنا،ومساراً جديداً نحو العزّة والكرامة والحرية.
إن هذا العمل البطولي الذي سيق على أيدي المجاهدين المرابطين،أعاد لنا الشعور بنشوّة الإنتصار ،بعد كلّ هذا التخاذل والإنبطاح العربي لهذا العدو الصهيوني المتهالك.
فطبّع البعض منهم،وتسابق الآخرون مهرولين للتطبيع معه،ظانّين لا بل متيقنين بأنه سيحميهم ويحمي عروشهم،والذي أصبح الآن هذا الكيان غير قادر على حماية نفسه،من فصيل مقاوّم مؤمن بقضيته،متصالح مع ذاته.
حتى أصبح هذا الكيان وهماً،وأوهن من بيت العنكبوت،وجداره العازل أصبح كالكرتون أو كحبّات البسكوت.
هؤلاء الأبطال الذين مرّغوا أنف هذا الإحتلال بالتراب،والذين استطاعوا بعون الله،متسلحين بعزيمة الإيمان والجهاد والتضحية، أن يقتحموا أسوارهم ودّك حصونهم بوابل من الرصاص بأسلحة خفيفة محليّة الصنع،فقتلوا المئات منهم،وأسروا من الضباط والعساكر العشرات،واقتادوهم كالخراف،ووضوعم بالأسر.
وعندما استفاق هذا العدو من غفوته،ورأى هول ما لحق به من خسائر جنّ جنونه،صبّ جام غضبه على المدنيين العزّل،لا يفرّق بين طفل أو إمرأة،ولا بين شاب وعجوز.
متسائلاّ ومندهشاً بينه وبين نفسه…كيف لمثل هؤلاء أن يفعلوا بنا ذلك…!!؟؟
في الوقت الذي لم تفعله ولم تجرؤ على فعله معظم الجيوش العربية مجتمعة.
حتى استنجد بأمريكا وبكل الدول الإستعمارية عتاداّ وأعداداً ،واستدعى الآف الجنود الإحتياط لديه،كي يردّوا له بعضاً من اعتباره،إلاّ أنهم وبعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على هذه العملية البطولية*طوفان الأقصى* وما أعدّوا من قوّة للنيل من هؤلاء الأبطال ،وتحقيق ولو إنتصاراً واحداً في ساحة المعركة ،إلاّ أنهم في كل محاولة يرجعوا خائبين منكسرين ،يجرّون ورائهم أذيال الخيبة والذل والمهانة،على يد المرابطين المجاهدين من فصائل المقاومة الأحرار.
رغم مساندة دول البغي والظلم والطغيان، وعلى رأسهم أمريكا لهذه الشرذمة من شذّاذ الآفاق ،وصمت المجتمع الدولي ،والجبن والخوف العربي،فسقطت وانكشفت كلّ الأقنعة.
رغم قلّة الإمكانات وشُح الموارد والحصار الجائر لأكثر من خمسة عشر عاماً على القطاع.
ورغم القتل السادي والدمار الهائل ،وقطع الماء والغذاء والدواء والكهرباء عنهم،إلاّ أنهم ما زالوا صامدين صابرين محتسبين،بأرضهم متشبثين،لعقيدتهم ودينهم منتمين،لعدوّهم قاهرين.
فلقد رضعوا العزّة والكرامة والرجولة صغاراً،فزادتهم عنفواناً وكبرياءً كباراً…!!!
شربوا كأس المرارة باكراً ،فازدادوا بأساً وإنتماءً وعطاءً…!!!
صحيح…أنهم فقدوا أحبة لهم عزيزين عليهم،وخسروا بيوتاً وممتلكات يحبونها ،إلاّ إنهم ربحوا قلوب الأحرار في الشارع الغربي قبل العربي،وكسبوا التعاطف العالمي من الدول المحبة للسلام،المعادية لقوى الظلم والإستكبار.
فهاهي الساحات العربية والأجنبية تضجّ وملأى بالمتظاهرين والمؤيدين للقضية الفلسطينية،فأعادوا لها ألقها واحيائها من جديد.
بعملكم البطولي هذا تغيّرت الكثير من المفاهيم والقيم الضلالية تجاه قضيتنا المركزية ،وتبين للعالم زيف ومكر وخداع القوى الظالمة واستكبارها،ومساواتهم بين الضحية والجلاّد،لا بل أنهم يناصرون الجاني.
فصبراً..وصبراً…أهلنا الصامدون،فالنصر حليفكم وبشائره تلوح في الأفق ،وستعود فلسطين عربية حرّة أبية،
وسنصّلي قريباً بالأقصى الشريف- بعون الله -وبصبغة فلسطينية، ليندحر المستعمر الصهيوني مهزوماً إلى أوكاره عائداّ إلى بلاد الشتات من حيث أتى…!!!

قد يعجبك ايضا