ماذا يحدث في غزّة؟
الشعب نيوز:-
إعداد: سليم النجار- وداد أبوشنب
” مقدِّمة”
مفردة “السؤال” وحدها تحيل إلى الحرية المطلقة في تقليب الأفكار على وجوهها، ربّما هدمها من الأساس والبناء على أنقاضها، كما أنَّها من أسس مواجهة المجازر وحرب الإبادة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في غزّة والضّفّة، من قِبَل الاحتلال الاسرائيلي٠
في هذا الملف نلتقي بعدد من الكُتّاب العرب الذين يُقدِّمون لنا رؤاهم حول ماذا يحدث في غزّة؟
وما يستدعي الدرس والتمحيص والنقاش والجدال والنقد، لأنّ الأشياء تحيا بالدرس وإعادة الفهم، وتموت بالحفظ والتلقين٠
د. محمد مظفر الأدهمي من العراق يكتب لنا من زاويته “ماذا يحدث غزة”؟
المجزرة الصهيونية في غزة.. إلى أين؟
د محمد مظفر الأدهمي/العراق
يقف العالم مذهولا أمام المجزرة التي يرتكبها الصهاينة اليوم في غزة تجاه المدنيين العزل من نساء وأطفال وشيوخ، غير آبهين بنداءات شعوب العالم لوقف إطلاق النار، وسط تشجيع الإدارات الأمريكية والبريطانية وغيرها التي كانت تصرخ بأعلى صوتها مدافعة عن حقوق الإنسان في أوكرانيا. لقد اتّهم بايدن الرئيس الروسي بوتن بأنه مجرم حرب، وهو الآن يمارس هذا الدور بكل وقاحة في تشجيعه لنتنياهو على المضي في عدوانه الوحشي على غزّة الذي لم يشهد له تاريخ الغزاة مثيلا. ولا يكتفي بهذا بل يبطل وبشكل مفضوح وسافل أي قرار من مجلس الأمن لوقف القتال، ويمتنع عن الالتزام بإرادة شعوب العالم وحكوماتها في الجمعية العامة للأمم المتّحدة عندما اتّخذت قراراً بوقف القتال في غزة، ويدير ظهره لمطالب غالبية الشعب الأمريكي الذي خرج في تظاهرات عارمة ينادي بوقف إطلاق النار وإيقاف مجزرة الصهاينة في غزة، ويزوِّد الصهاينة بأحدث الأسلحة الأمريكية. لِمَ لا؟ وهو الذي أعلن أنه صهيوني وإن لم يكن يهودياً، كيف لا وحليفته بريطانيا هي التي خلقت الكيان الصهيوني في فلسطين بوعد بلفور وبصيغة الاحتلال والانتداب البريطاني على فلسطين، حين أعلنت الصحف البريطانية، عندما احتل الجنرال البريطاني اللنبي فلسطين عام 1917 ودخل القدس، إنه (قد تم إنقاذ القدس من قبل البريطانيين بعد 673 سنة من حكم العرب المسلمين لها). هكذا يتم تزوير التاريخ وفق أساطير تنكر أن العرب قد ملكوا هذه الأرض منذ آلاف السنين، وقد حرّرها الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب من الروم ومن بعده صلاح الدين الايوبي.
إن المقاومة الباسلة للفصائل الفلسطينية التي تشهدها غزة والضفة الغربية اليوم هي حلقة في سلسلة تاريخ كفاح الشعب العربي الفلسطيني الصامد في أرضه، الذي وقف بوجه الصهاينة المستوطنين الغزاة في انتفاضة البراق ومقاومة عزالدين القسام حتى الشهادة والثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936، وفي بيروت وغزة والضفة الغربية.
إنّ التاريخ سيسجل بمداد من نور هذه المقاومة المعجزة التي تقف بوجه جيش المجرمين الصهاينة في غزة بسلاحها البسيط وبإرادتها القوية رغم كل ما يستخدم من أسلحة غربية فتاكة ضدها، وسيرمى الغزاة المجرمين الذين يرتكبون مجزرة غزة في مزبلة التاريخ. وستبقى فلسطين حرّة عربية.