مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ(COP 28 ) في دبي والمشاركة الملكية

177
الشعب نيوز:-

انطلق بمدينة دبي في الثلاثين من تشرين الثاني وحتى الثاني عشر من كانون الأول الحالي مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في نسخته الثامنة والعشرين (COP 28 ( بمشاركة  ممثلين عن 200 دولة  بينهم 100 زعيم دولة وحضور قادة الامارات والأردن ومصر وقطر وبريطانيا وفرنسا والبرازيل والهند وتركيا واسرائيل وافارقة ودول أخرى والمفوضية الأوروبية والأمين العام للأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي ووزيري الخارجية الأميركي والروسي .

COP هي معاهدة دولية تحت رعاية الأمم المتحدة تناقش كافة المواضيع المتعلقة بالمناخ والتي تعني مؤتمر الأطراف

Conference of  Parties  وكانت البداية عام 1992 ووقع عليها 197 طرفا مختلفا والنسخة الأولى من المؤتمر   في برلين عام 1995 ، ويقام  كل عام بدولة مختلفة وفقا لنظام التناوب بين القارات .

 ويهدف عقد المؤتمر الحالي الى بحث تمويل الدول النامية لمكافحة التغير المناخي ومساعدة الدول الأكثر هشاشة ودفع البلدان الى تسريع وتيرة الانتقال الى الطاقة النظيفة والمستدامة والاقتصاد الأخضر للوصول ألى أعلى مستويات التكيف وتحويل المخرجات الى نتائج واقعية ملموسة وتحويل التعهدات الى تقدم ملموس . 

 وقد تبنى المؤتمر في اليوم الأول قرار انشاء صندوق مواجهة الكوارث المناخية ( صندوق الخسائر والأضرار ) لتعويض ومساعدة الدول الأكثر تضررا من تفير المناخ والالتزام باطلاق العنان لتمويل الاستثمار الأخضر في البنية التحتية لضمان ألا يضطر النصف الجنوبي من العالم للاختيار بين التنمية والعمل المناخي .

باتت التغيرات المناخية هاجسا يؤرق سكان العالم و التمويل المناخي توزيع للمسؤولية بين الدول المتضررة والدول الملوثة وأمر محتوم لمساعدة المجتمعات المحلية على التكيف مع التغيرات ، وضرورة الاستثمار في البنية التحتية للدول لمواجهة تغير المناخ .

وتحذر الأمم المتحدة من ارتفاع لدرجة حرارة الأرض الى 1،5 درجة مئوية وهو ما يعرف بالتطرف  المناخي بمعاناة العالم لموجات حر قياسيةوهذه كارثة لتتخطى مستويات عام 2016 التي ارتفعت فيها الى 1،2 درجة ، حيثمعدلات الحرارة القياسية ستؤثر على الصحة والأمن الغذائي والمحاصيل الزراعية والمياه والبيئةوارتفاع مساحات الجفاف والفيضانات .

وقد أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بكلمته في افتتاح المؤتمر بقرار تفعيل صندوق “الخسائر والأضرار ” وأن العالم بحاجة لقرار سياسي لمواجهة التحديات المناخية ويحث على ضرورة العمل لتحقيق الأهداف المطروحة منذ التوقيع   على اتفاق باريس للمناخ عام 2015 والحياد المناخي ضرورة قصوى و حرق الوقود الأحفوري ( النفط والغاز والفحم ) يجب أن يتوقف ، وأن دول مجموعة العشرين مسؤولة عن 80% من الانبعاثات العالمية للكربون .

أما رئيس دولة الامارات فقد بين أننا نعمل على تسريع النمو الاقتصادي المستدام وأعلن انشاء صندوق بقيمة 30 مليار دولار للحلول المناخية على مستوى العالم يهدف لتحفيز جمع واستثمار 250 مليار دولار بحلول عام 2030 وتوفير القدرة للحصول على التمويل بتكاليف مناسبة وسد الفجوة التمويلية .

 وقد أعلنت الامارات خلال المؤتمر عن المساهمة بمبلغ 100 مليون دولار في الصندوق وتتعهد بمبلغ 150 مليون دولار لحلول الأمن المائي ، وعن وضع هدفا لخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 52% بحلول عام  2030 والوصول الى الحياد المناخي بحلول عام 2050 واستثمارات بقيمة 15 مليار دولار خلال خمسة أعوام للاستمرارفي خفض الانبعاثات .

 وقد تبنت 134 دولة ” اعلان الامارات COP 28  ” بشأن الزراعة المستدامة .

 وهناك تحديات لتوفير الدول المتقدمة 100 مليار دولار سنويا للدول النامية لتمويل المناخ والتي تم التعهد بها في مؤتمرات سابقة ، فيما أعلنت مديرة صندوق النقد الدولي أن العالم يحتاج الى 5 تريليونات دولار لصالح التمويل المتعلق بالمناخ .

فيما أشار ملك بريطانيا أننا يواجه مخاطر تتعلق بتغير المناخ حذر منها العلماء منذ وقت طويل ونحن بحاجة لعمل جاد لمواجهة الأضرار المتزايدة من تغيرالمناخ خاصة على المجتمعات الهشة والتغيير لن يتحقق الا بالعمل المشترك وأنا قلق للغاية لأننا بعيدون عن أهدافنا المناخية ونحث العالم على اصلاح أضرار البيئة ومساهمة القطاع الخاص مهمة في مواجهة تغير المناخ .

فيما بين جلالة الملك عبد الله الثاني بكلمته أن الحرب خلفت دمارا هائلا في قطاع غزة والفلسطينيون يواجهون تهديدا خطيرا في القطاعولا يمكن الحديث عن التغير المناخي بمعزل عن المأسي الانسانية التي نراها حولنا وتم تهجير 1،7 مليون فلسطيني من بيوتهم والحرب تجعل التهديدات البيئية أكثر خطورة وتجعل مخاطر ندرة المياه والغذاء أكثر حدة والمنطقة تقع على الخطوط الأمامية للتغير المناخي ويجب العمل على خفض انبعاثات الكربون وأننا نعمل على تحلية مياه البحر الأحمر من خليج العقبة ومشروع الناقل الوطني للمياه سيعتمد على الطاقة المتجددة وتم طرح أول سند أخضر في الأردن  وأطلقنا العام الماضي التوأمة بين المناخ والدعم أي بين الاستثمارات ودعم اللاجئين ،واذا كانت الشمولية تقتضي في مواجهة التغير المناخي فانها تقتضي أيضا لحماية فئات الشعب الفلسطيني من تغير المناخ الأكثرهشاشة والتصدي لمخاطرالأمن الغذائي والمائي الذي يواجهونه والفئات الفقيرة و المجتمعات المستضيفة للاجئين .

أما الرئيس البرازيلي فان البشرية تعاني من الجفاف والفيضانات بسبب تغير المناخ وعلينا أن ندفع الثمن لحماية الأجيال المقبلة من تداعيات تغير المناخ ونحتاج الى أفعال ملموسة في مواجهة تغير المناخ وحماية الكوكب وما تعهدت به الدول المتقدمة في الانفاق لمواجهة المناخ بقي حبرا على ورق ودعا المجتمع الدولي للمساعدة في حماية غابات الأمازون من الاعتداءات غير القانونية على الأشجارودول أميركا الجنوبية المحاطة بغابات  الأمازون تنشئ تحالفا للمحافظة على الغابات ومكافحة ازالتها والحد من تدميرها واعتبرتها خطوة أولى لمنع وصول غابات الأمازون لنقطة اللاعودة .

وفي كلمة الرئيس العراقي فان العراق أكثر دول العالم هشاشة في المياه والزراعة ويواجه أزمة مائية شديدة الخطورة ونهري دجلة والفرات مهددين بانخفاض المنسوب تدريجيابسبب قلة التساقط المطري ويعاني من شح المصادر المائية وارتفاع درجات الحرارة والجفاف والتصحر والعواصف الترابية والرملية وتأثير ذلك على ارتفاع مستويات الفقر والنزوح والهجرة الداخلية وأننا  مصممون على المضي قدما وبخطوات متسارعة للقيام بما يجب علينا في مجال المناخ

وأن سدود دول الجوار( المقصود بها ايران وتركيا ) المقامة على منابع نهري دجلة والفرات تقف حاجزا للمياه المتدفقة للعراق وفاقمت أزمته المائية  وفقد جزءا كبيرا من حصصه المائية  .

وحث وزير الخارجية الأميركي على الاستثمار في تحسين التربة وانتاج البذور لزيادة المحاصيل الزراعية ، فيما أشار وزير الخارجية الروسي أن السبب الجوهري للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني الحالي هو عدم تنفيذ أي قرار للأمم المتحدة بشأن اقامة دولة فلسطينية .

وتظهر  تقارير احصائية  الدول الأعلى من حيث الانبعاثات الكربونية وجاءت الصين بنسبة 29% من الانبعاثات العالمية والولايات المتحدة 14% والهند 7%.، وتوقعات بارتفاع الانبعاثات العالمية لغاز ثاني أكسيد الكربون نحو 1% في عام 2023 وبأعلى  مستوى على الاطلاق .

وخلال  المؤتمر تم التوقيع من 50 شركة على ميثاق ازالة الكربون من النفط والغاز ، فيما أعلنت مصر أنها ستبدأ في القريب العاجل برؤية نقل ملكيات فيما يتعلق بتداول شهادات الكربون .

قد يعجبك ايضا