هل كان “طوفان الأقصى”.. ضرورة؟
الشعب نيوز:-
مرسال الترس
خرجت العديد من الأصوات في العالم الغربي، وفي “بعض” العالم العربي، تدين عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها “كتائب القسام” ـ الجناح العسكري لحركة “حماس” في قطاع غزة، لأنها ـ برأيهم ـ “أعادت تأجيج الصراعات الدامية”. حتى أن بعض تلك الأصوات وصلت الى حد اتهام تلك المقاومة بـ “الإرهاب” محاباة للكيان الصهيوني.
فهل كان باعتقاد هذه الأصوات، ومن يقف خلفها، أن المسار السلمي للقضية الفلسطينية، سيصل إلى نتيجة ملموسة خلال فترة محددة؟
فاذا عدنا بالذاكرة الى مسار الأمور، منذ اغتصاب الأرض الفلسطينية العام 1948، يمكن ملاحظة المعطيات التالية:
* حصلت بضعة حروب كبيرة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وبعض الجيوش العربية، وحصدت عشرات آلاف القتلى والجرحى والمعاقين، وملايين النازحين، وخسائر بعشرات مليارات الدولارات، ولم تؤد إلى أية نتيجة ملموسة.
* ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مئات المذابح، ودفعت الملايين من أهل البلاد إلى النزوح أو التهجير، وعملت مع حلفائها بشتى الوسائل من أجل توطين هؤلاء الناس في مواقع أخرى من الوطن العربي، ودفعت بعشرات الآلاف للهجرة الى أصقاع العالم، من دون أن تستطيع إطفاء شعلة القضية الفلسطينية.
* سعى كيان الاحتلال إلى إنشاء كيان عنصري يضم اليهود دون سواهم، مع أسوار من الباطون المسلح أو الأسلاك الشائكة، وحاولت حصر ما تبقى من الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة من دون أن تنجح في تحقيق مبتغاها.
*ابتكر الكيان الاسرائيلي العشرات من الخطط خلال العقود الماضية من أجل إيجاد وطن بديل لهؤلاء الفلسطينيين الذين تعتبرهم عائقاً أمام مخططاتها التوسعية، تارة عبر الأردن وطوراً عبر لبنان، من خلال ابتداع الصراعات التي تفضي إلى مراهناتها، ولكنها فشلت فشلاً ذريعاً بسبب تمسك أهل الأرض بترابها.
* لم يتورع كيان الاحتلال الإسرائيلي يوماً عن قضم المزيد من الأراضي الفلسطينية عبر إقامة المستوطنات، وجلب اليهود إليها من كل بلاد المعمورة، فباتت خليطاً من كل جنسيات العالم.
* سخّر كيان الاحتلال كل صداقاته وتحالفاتها الدولية والإقليمية من أجل بناء اتفاقيات سلام مع بعض العواصم العربية، أو على الأقل توسيع دائرة التطبيع لتشمل كل الأقطار العربية، والوصول الى جامعة شرق أوسطية بدل جامعة الدول العربية.
* ثبت بالبرهان القاطع أن اتفاقيات السلام التي تم التوصل إليها بين “الإسرائيليين” والفلسطينيين، إن في كامب ديفيد أو أوسلو أو سواهما، لم تؤد إلاّ إلى قيام “شبه سلطة” بعيدة جداً عن الدولة التي يحلم بها أهل الأرض.
لذلك كله وسواه، لم تجد المقاومة في غزة إلاّ أن تقوم بحركة غير مسبوقة، تعيد إحياء القضية بعد كل المحاولات لطمسها!