عام بطعم الدم.. و”وجع غزة”….!

224
الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي 

ساعات ونُمسك ذيل هذا العام “الأكثر دموية” ونقذفه إلى الخلف، ونطوي صفحة عام مختلف في كل شيء، ونفتح إضبارة  عام جديد نتمنى أن يكون أكثر اختلافا، نودع العام بحالة تشاؤمية فرضت سياقاتها على عقول الناس وقلوبهم.

عام بطعم الموت.. يلفظ أنفاسه الأخيرة غير مأسوف عليه، ومن دون كلمة وداع لطيفة، باختصار، كان عاما قاسيا بكل المقاييس.

وحسب الأمم المتحدة، وعلى ذمة مؤسساتها التي عطبها العدوان الصهيوني على غزة، فإن “عام 2023 هو الأكثر دموية في تأريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.

عام؛ لا يزال العدوان الصهيوني على غزة والضفة الفلسطينيتين مستعرا، فبعد نحو 85 يوما لا تزال المذابح ترتكب وتشاهد على الهواء مباشرة، تحت أنظار العالم الصامتة معظم قياداته صمت أهل القبور على ما يقع من إبادة جماعية في غزة حيث ارتفعت  حصيلة العدوان إلى 21.520 شهيدا وأكثر من 55.603 إصابات منذ السابع من أكتوبر الماضي (والعداد مستمر في الارتفاع)، عدا آلاف الضحايا الذين لا يزالون تحت الأنقاض لم يتم الوصول إليهم وإخراج جثثهم لعدم توفر الأجهزة التي تساعد في عمليات الانقاض، واستمرار العدوان الذي يمنع الوصول للمصابين لإسعافهم.

عام؛ مرضنا جميعا بشيء اسمه “وجع غزة” فحتى الصمود أمام شاشة “الجزيرة” ومتابعة مشاهدات الذبح والمجازر والإبادة لم تعد تتحملها أرواحنا المرهقة، ونحن نعد العصي، فكيف حال من يأكلها.

لم تعد أرواحنا تحتمل مشهد الأشلاء الممزقة لأطفال ونساء وشيوخ، ولا لمشهد طفل يحمل طنجرة فارغة يبحث فيها عن طعام، ولا سيدة عظيمة تقذف حمم قهرها وغَضبها في وجه عدسات المصورين وتصيح “وينكم يا عرب وينكم يا مسلمين..”.

لم نعد نصمد ونحن نشاهد رجالا معظمهم شيوخا كبار في السن وهم مجبرين على خلع ملابسهم يجلسون القرفصاء في العراء، يتحكم فيهم “ابن زانية”، يطالبهم بأن يشتموا المقاومة وأنها السبب فيما هم فيه.

يا الله ما أبشع هذا الاحتلال، وما أقذر هذا العالم الصامت على هذه الجرائم.

صحيح أن قادة المستعمرة الصهيونية لم يعد يعنيهم أبدا فكرة محاسبتهم ومحاكمتهم أمام المحكمة الجنائية الدولية ولا أمام القانون الدولي، فكل هذا في الجيب الأميركي.

للعلم؛ نحن لا نشاهد إلا جزءا بسيطا مما يُرْتَكَبُ من جرائم بشعة في غزة، وما تلتقطه أعين وعدسات الصحافيين والإعلاميين، والكارثة في غزة أكبر بكثير مما يتم تصويره وبثه للعالم، فهنالك آلاف الشهداء لا يزالون تحت الركام والأنقاض لم تصل أيدي المسعفين ولا عدسات المصورين لهم، وستَكشِف الأيام المقبلة عن حجم الكارثة الحقيقية في قطاع غزة.

فعلا؛ عالم قذر و حقير، سقطت فيه القيم الأخلاقية بعد مواجهة بين العدل وبشاعة الاحتلال، وسقطت شعارات الغرب (سلطة وليس شعوبا). ومثلما قالها يوما الشاعر الكبير مظفر النواب…أروني موقفا أكثر بذاءة مما نحن فيه….

هل أكمل..؟ أشعر أن صمامات قلبي بدأت تضيق مثلما هي أوطاننا …واحتمالات سقوط المطر..

كل عام والجميع بخير وفرح وحياة وحب…

الدايم الله…..

قد يعجبك ايضا