جولة وزير الخارجية الأميركي في المنطقة والأهداف الأميركية منها..زياد الرفاتي
الشعب نيوز:-
تعاملت الولايات المتحدة مع حرب غزة بتعزيز قدرة اسرائيل على الردع ومواصلة دعمها بالسلاح ومنح اسرائيل منذ اللحظة الأولى تصريحا بالتدمير والقتل بداعي الدفاع عن النفس ودعما سياسيا وعسكريا واقتصاديا ، حيث لم تشترط لدعم اسرائيل تغيير تركيبة الحكومة الاسرائيلية والدعم المسبق لاسرائيل لا يساعد في الخروج من الحرب بدلا من أن تكون وسيطا نزيها وتملك أوراقا وأدوات لوقف الحرب اذا أرادت وقفها وليس فقط التصريحات الاعلامية ، و تصريح الرئيس الأميركي في الثامن الشهر الجاري أنه يعمل مع الجكومة الاسرائيلية لدفعها للخروج من غزة ، ولم تستطع اسرائيل بالرغم من ذلك الدعم تحقيق أهدافها المعلنة من الحرب وهي القضاء على حماس واستعادة المحتجزين ، وتصعد في لبنان مع حزب الله لأسباب شخصية لنتنياهو تتعلق بوضعه الداخلي للانتقال من حرب محدودة في غزة الى حرب مفتوحة وطويلة في الجبهة الشمالية لجر الولايات المتحدة التي تدرك ذلك وتصريحات مجلس الحرب الاسرائيلي أن على حكومة لبنان أن تدرك أن مواطنيها قد يصبحون دروعا لايران اذا استمر التوتر على الحدود ، وتراهن اسرائيل على أن اللوبي الصهيوني سيلزم الولايات المتحدة على تقديم الدعم المادي والعسكري وعدم القدرة على ارغام اسرائيل بالحل ، وذلك حسب التقارير الاعلامية والقراءات السياسية .
واستمرارا لجولاته المكوكية عاد وزير الخارجية الأميركي الى منطقة الشرق الأوسط الجمعة موفدا من الادارة الأميركية في الزيارة الرابعة له خلال ثلاثة أشهر شملت تركيا واليونان والسعودية والامارات وقطر والبحرين والأردن ومصر واسرائيل والسلطة الفلسطينية وامتدت الجولة سبعة أيام ، ووسط تساؤلات فيما اذا كانت جولته ستنجح في وقف اطلاق النار ومنع توسع حرب غزة وعدم توسيع دائرة الصراع ومحاولة تهدئة الجبهة بين لبنان واسرائيل ، وأن الصبر الأميركي على حرب غزة بدأ ينفد .
وتأتي هذه الجولة الاقليمية أيضا وفي هذا التوقيت على ضوء استطلاعات الرأي التي تظهر تراجع شعبية بايدن بين الديمقراطيين وطلب الرئيس الأميركي الديمقراطي الأسبق أوباما من بايدن تكثيف الجهود بحملته الانتخابية الرئاسية وقلقه من احتمالية عودة ترمب الى البيت الأبيض ، وتزايد شعبية ترمب رغم أزماته مع القضاء.وصدور تقارير أن الانتخابات الأميركية في تشرين الثاني المقبل أكبر خطر سياسي هذا العام .
وقد أعلن وزير الخارجية الأميركي خلال جولته أن النزاع الجاري يمكن أن ينتشر بسهولة مما يتسبب في معاناة أكبر ويؤكد التزام واشنطن بعدم توسيع رقعة الصراع في المنطقة باستخدام نفوذنا لتجنب ظهور جبهات جديدة في النزاع الحالي ، وأن بلاده تقف مع اسرائيل لضمان أمنها مع لبنان ، وليس من مصلحة أي طرف سواء اسرائيل أو لبنان رؤية هذا الصراع يتصاعد ، وتحدث مع الاسرائيليين بشأن مستقبل الحملة العسكرية على غزة ونريد أن تنتهي هذه الحرب في أقرب وقت ممكن و أن تحقق اسرائيل أهدافها من الحرب وهي ضمان عدم تكرار هجوم السابع من أكتوبر ، وعلى اسرائيل بذل الجهود لحماية المدنيين ودعا نتنياهو في لقائه معه لتجنب ” الحاق الأذى ” بسكان غزة ومنع توسع الصراع وتمكين عودة النازحين لشمال القطاع واقتناعه بوجود مسار للسلام والأمن في المنطقة ويجب أن يتحقق السلام والاستقرار الدائم في الشرق الأوسط وعلينا أن نرى قيام الدولة الفلسطينية لكن لا أحد تحدثت معه يعتقد أن هذا سيكون سهلا وأنهم مستعدون للمساهمة في اقامتها ، وتحقيق السلام مرهون بحصول الفلسطينيين على حفوقهم وعلى اسرائيل اتخاذ فرارات صعبة لتحقيق السلام ، والعديد من دول المنطقة مستعدة للاستثمار في مستقبل غزة ولكن فقط في ظل وجود مسار واضح للدولة الفلسطينية ، وفي كل مكان ذهبت اليه خلال الجولة وجدت قادة مصممين على منع الصراع الذي نواجهه الان من الانتشار وقادة المنطقة ملتزمون بالعمل على عدم توسع النزاع وان ايران تدعم الحوثيين وتحرض الهجمات في البحر الأحمر ..
وفي بغداد ، أعلن رئيس الوزراء العراقي أن العراق يسعى لخروج سريع ومنظم للقوات الأميركية عبر التفاوض ،
فيما شدد البنتاغون على أنه ليس لديه خطط لسحب قواته من العراق ردا على المطالب العراقية بسحب القوات الأميركية وجدولة الانسحاب حيث يتواجد نحو 2500 جندي أميركي على الأراضي العراقية .
وقد أوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي في العاشر من الشهر الجاري تزامنا مع انتهاء جولة بلينكن ، أن الولايات المتحدة لا تؤيد وقفا لاطلاق النار بالوقت الحالي في غزة حيث الوقف يخدم حماس و سيكون لصالحها ، فيما أشارت الخارجية الاسرائيلية في اليوم الذي سبقه أنه لا يوجد أفق دبلوماسي لوقف الحرب .
وتؤكد تقارير اسرائيلية عن وجود محادثات مع دول افريقية للتهجير الطوعي للفلسطينيين من القطاع ومنها تشاد وأنغولا مع ازدياد غير مسبوق في عدد مستوطنات الضفة الغربية ، فيما أعلنت الأمم المتحدة أن اسرائيل تدفع أهالي غزة الى التركز في ثلث القطاع فقط وتفريغ الثلثين مع نفي المنظمات الانسانية مزاعم اسرائيل بوجود أماكن أمنة .
وتنظر محكمة العدل الدولية في لاهاي الخميس الحادي عشر من الشهر الجاري بدعوى تقع في 84 صفحة مرفوعة من جنوب افريقيا ضد اسرائيل وتستمع لدفوع جنوب افريقيا والجمعة لدفوع اسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم ابادة جماعية في غزة وخرق المعاهدة الدولية لمنع الابادة الجماعية واسرائيل موقعة عليها حيث تقع بحرج في ذلك ، والحكومة الاسرائيلية تنفي ولا أساس لها وأوفدت فريقا من الخبراء القانونيين الدوليين للمرافعة عنها وتخشى صدور قرار من المحكمة بادانة اسرائيل ووقف القتال في غزة وهو ملزم أو حتى تشويه صورة اسرائيل وسيلحق ضررا كبيرا بسمعتها و يحتاج الى موافقة من مجلس الأمن الدولي لتنفيذه ، وقد يواجه بالفيتو الأميركي في حال تمريره على المجلس حسب رأي خبراء القانون الدولي أو حتى تشويه صورة اسرائيل .
وسيقدم الأردن المرافعات القانونية اللازمة الى المحكمة حبث جهز ملفا قانونيا بجرائم الابادة الجماعية ، ومعركة قانونية تنتظر اسرائيل في محكمة العدل الدولية .
فيما تحدث بلينكن في اسرائيل أن دعوى جنوب افريقيا بشأن الابادة الجماعية تصرف العالم عن الجهود المهمة في السلام والأمن
و أعلن الجيش الاسرائيلي أنه أطلق المرحلة الثالثة من حرب غزة في الشمال وسط ضربات مكثفة والتحول من القتال المكثف والقصف العشوائي الى العمليات الخاصة والاستهدافات الدقيقة وهي مرحلة حرب طويلة داخل القطاع وسيستمر القتال طوال هذا العام ، وانتقال العملية العسكرية من الشمال الى الجنوب بحثا عن قادة حماس والمحتجزين مع طرح صحف اسرائيلية علامات استفهام حول دقة تقديرات الجيش الاسرائيلي بشأن مواقع قادة حماس وسعيه للقيام بعمليات خاطفة ضد القادة ، والاستراتيجية الحالية الان الانتقام من حزب الله اللبناني .
كما أن تغير نمط عمليات الاستهداف الاسرائيلية والاغتيالات باطلاق الصواريخ الموجهة على الأهداف في الأراضي اللبنانية باستخدام الطائرات المسيرة يعزز المخاوف من تصعيد في لبنان .
وحسب رويتر ، فان اسرائيل تتحول الى توجيه ضربات قاتلة للأهداف المرتبطة بايران في سوريا ، وقد أسفرت الضربات عن مقتل 19 من أعضاء حزب الله بسوريا في ثلاثة أشهر ، وسجلت استهدافات دقيقة متنقلة من سوريا والعراق الى لبنان خلال أسبوعين وتستند الى المعلومات الاستخباراتية والتعاون الاستخباراتي الدولي والداخلي والتنفيذ سريعا ويمكن وضع هذه الضربات في خانة الردع والاستباق تفاديا لعمليات مستقبلية وتسويق القيادة الاسرائيلية لما تصفه بالانتصارات الملموسة وتقليص الأضرار البشرية العشوائية خصوصا في غزة ولبنان ما يخدم اسرائيل دوليا وطبيعة الهدف الذي يعكس خرقا واضحا في صفوف محور ايران في المنطقة .
وفي عمان حذر جلالة الملك عبد الله الثاني أثناء لقائه الوزير الأميركي من التداعيات الكارثية لاستمرار العدوان على غزة ، والتأكيد على أهمية دور الولايات المتحدة بالضغط باتجاه وقف فوري لاطلاق النار في غزة ، وأن المنطقة لن تنعم بالاستقرار دون حل عادل للقضية الفلسطينية ، ورفض الأردن الكامل للتهجير القسري للفلسطينيين ، ومحاولات الفصل بين غزة والضفة الغربية باعتبارهما امتدادا للدولة الفلسطينية الواحدة ، ويجب التصدي لممارسات المستوطنين المتطرفين قبل أن يؤدي الى تفجر الأوضاع في المنطقة .
وضمن اطار جهود الأردن المستمرة في تنسيق وتعزيز المواقف العربية للضغط بوقف اطلاق النار وايصال المساعدات الانسانية وبحث االأوضاع الخطيرة في غزة والضفة الغربية ونوع من الشراكة يؤسس لحشد موقف دولي لوقف النار وتزامنا مع زيارة بلينكن الى المنطقة والتباين بين الرؤية العربية والرؤية الاميركية لوقف الحرب ودخولها شهرها الرابع بدون مطالبة حقيقية أمريكية بوقفها ، استضافت مدينة العقبة الأربعاء قمة ثلاثية أردنية مصرية فلسطينية .
وفي الرياض أكد بلينكن أن التعاون الاستراتيجي على رأس المباحثات مع السعودية ، فيما أكد سمو ولي العهد الموقف السعودي والمتمثل في أهمية وقف الحرب على قطاع غزة فورا ورفض استهداف المدنيين ومراعاة مبادئ القانون الدولي الانساني وتوفير ممرات انسانية وضرورة حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة
وفي الامارات ، بحث رئيسها مع بلينكن التداعيات الخطيرة للأزمة في غزة وشدد على ضرورة وقف اطلاق النار ..
وفي السلطة الوطنية الفلسطينية ، حيث بحث بلينكن اليوم التالي للحرب واصلاح السلطة وأجهزتها الأمنية ، ورد عليه الرئيس الفلسطيني بأن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية ونرفض التهجير من القطاع والضفة والقدس
وأن على الولايات المتحدة اصلاح سياستها أولا تجاه القضية الفلسطينية قبل الحديث عن اي اصلاح للسلطة وهو شأن داخلي بحت ولا نناقشه مع أحد والضغط على اسرائيل لتوريد أموال الضرائب الفاسطينية المحتجزة لديها ، حيث وصف اللقاء بينهما بأنه شابه التوتر والتلاسن حسب مصادر لوسائل اعلام حضرت الاجتماع .
ووفق صحف اسرائيلية في الثامن من الشهر الحالي ، فقد كبدت الحرب اسرائيل كلفة اقتصادية قياسية بلغت حتى الان نحو 60 مليار دولار بين الميزانية القتالية للجيش ودعم الاقتصاد ، وتكلفة اليوم القتالي الواحد 270 مليون دولار ، وكلفة التسريح الجماعي للجنود تبلغ 164 مليون دولار يوميا ، ودفع مبلغ 2،5 مليار دولار لجنود الاحتياط الذين تم تجنيدهم ، ونحو 2 مليار دولار قيمة الأضرار في المناطق على حدود لبنان ، ونحو 5 مليارات دولار قيمة الأضرار في غلاف غزة .