المنتخب الأردني البطل غير المتوج لبطولة كأس أسيا في الدوحة
الشعب نيوز:-
زياد الرفاتي
شارك المنتخب الوطني الأردني لكرة القدم ببطولة كأس أسيا 2023 التي أقيمت في الدوحة خلال الفترة من 10-1 الى 10/2/2024 وضمت 24 منتحبا كرويا من جنوب شرق أسيا وغربها ودول خليجية وشرق أوسطية.
وقسمت في دور المجموعات الى ستة كل مجموعة أربعة منتخبات ، للتأهل بعد ذلك الى دور ال16 ثم دورالثمانية والأربعة والنهائي. .
وتعتبر المشاركة الأردنية في بطولة كأس أسيا هي الخامسة والتي تنظم كل أربع سنوات ، حيث كانت قبلها في أعوام 2004، 2011 ، 2015، 2019 .
سبق الاستعداد الأردني لهذه البطولة معسكرات تدريبية ومباريات خارجية مع منتخبات عربية وأوروبية وصلت الى نحو 12 مباراة ودية لم يحقق فيها النتائج الايجابية التي يطمح لها الاتحاد والجمهور والاعلام الرياضي وكانت الخسارة أو التعادل، وثارت الشكوك حول قدرة المنتخب على المنافسة والتأهل للأدوار المتقدمة في البطولة الاسيوية حتى وصل الأمر الى توقع المحللون الرياضيون بالوقوف عند محطة دور ال16 والخروج حتى أن الادارة الفنية لم تكن واضعة نصب عينبهاالوصول الى دور الأربعة أو النهائي قياسا بالنتائج التي سبقت وقوة وسمعة المنتخبات المشاركة لاسيما منتخبات اليابان الذي كان المرشح الأقوى وكوريا الجنوبية وايران والسعودية وكلهم خرجوا ، حتى أن التوقعات لم ترجح وصول المنتخب القطري الى المباراة النهائية وهذا ما أزعج اللاعبين القطريين حسب كابتن المنتخب في تصريحاته الاعلامية عقب المباريات التي خاضها.
وقد تمخض عن دور المجموعات احتلال المنتخب الأردني المركز الثالث في مجموعته بعد فوز على ماليزيا وتعادل مع كوريا وخسارة أمام البحرين ، وجاء بعد البحرين وكوريا الجنوبية وتأهل الى دور ال16 بفعل حلوله ضمن أفضل أربع ثوالث في المجموعات الستة ( يتأهل اثنان من كل مجموعة وأربع ثوالث للوصول الى 16 منتخب ) ، ولاقى خلال البطولة متابعة واهتماما كبيرين من القيادة الهاشمية والحكومة والشعب والاتحاد ووسائل الاعلام الذين التفوا جميعا حول المنتخب وشجعوه وأزروه بحرارة لا مثيل لها وشكل حالة وطنية لا مثيل لها وغير مسبوقة عجزت عنها فعاليات أخرى .
وفي دور ال16 فاز على المنتخب العراقي في مباراة مثيرة ليتأهل الى دور الثمانية ويفوز على منتخب طاجيكستان لينتقل الى دور الأربعة ويتغلب على المنتخب الكوري ليصل للمباراة النهائية بجهد اللاعبين ومهاراتهم الفردية بشكل أساسي وخبراتهم التي اكتسبوها من اللعب في الدوريات العربية والأوروبية والذين عادة ما يلتحقون بالمنتخب الوطني قبل فترة قصيرة من بدء المنافسات ومثال ذلك اللاعب موسى التعمري الذي يلعب بالدوري الفرنسي واللاعب يزن النعيمات الذي يلعب بالدوري القطري والذين كان لهم الاسهامات الكبيرة في احراز الأهداف والتأهل بفضلها الى الأدوار المتقدمة ، حيث من الصعوبة بمكان على أي ادارة فنية ايجاد منتخب خلال شهر فترة البطولة فيما كان الحال مختلف تماما قبل انطلاق البطولة وتثار الشكوك والتساؤلات وعلامات الاستفهام حول ذلك .
ولا زالت حراسة المرمى وخط الدفاع الخلفي بحاجة الى التدعيم والتعزيز والتركيز والحضور الذهني والخبرة الكافية وبناء الهجمات من الخلف ومعالجة الثغرات والأخطاء التي تتسبب منها الأهداف وضربات الجزاء وخسارة مباريات ، وان كانت الأمنيات الرياضية الأردنية بعيدا عن العاطفة التي ثبت أن لا مكان لها في ميدان المنافسات أن يتم ملاقاة المنتخب الايراني في النهائي تحسبا وتجنبا لما حدث من مهزلة التحكيم واحتساب الأخطاء وأشهار البطاقات الصفراء في المباراة النهائية أمام اللاعبين الأردنيين دون داع .
على موعد المباراة النهائية في العاشر من شباط الجاري ، التفت الجماهير الأردنية مرة أخرى في حالة فرح غير مسبوقة ومهرجان وطني جمعت مختلف مكونات المجتمع وفئاته وعائلاته ومن غير الرياضيين أيضا ، وتجاوزت أمال وطموحات الأردنيين الفوز بالكأس لتكون أول مرة يتم فيها تحقيق هذا الانجاز في تاريخ الكرة الأردنية وليسجل الأردن اسمه من ذهب على صعيد القارة الأسيوية ويزاحم منتخبات قوية وعريقة فيها تفوقنا امكانات فنية ومالية وبشرية وبنى تحتية رياضية وكوادر تدريبية .
علاوة على ذلك ، عدم قدرة الجماهير الأردنية سواء الجالية المقيمة أو التي سافرت من عمان على ايجاد التذاكر وانحصرت بشكل كبير للجمهور القطري الذي ملأ مدرجات ملعب لوسيل الذي استضاف المباراة النهائة لكأس العالم 2022 ويتسع لثمانين ألف متفرج وعدد قليل من الجمهور الأردني ، وكان من الاجدر ما دام النهائي عربيا ولقاءا عائليا حسب وصف المدير الفني للمنتخب الأردني أن يتم تقاسم عدد التذاكر مناصفة بين الجمهورين وبأسعار مناسبة غير مبالغ بها وتسهيل عملية الشراء ، ويبدو أن الاتحاد الأردني لكرة القدم من خلال بعثته هناك لا يملك التحكم في موضوع بيع التذاكر والية البيع والأسعار .
وكذلك اعلان الاتحاد الاسيوي عن تعيين طاقم حكام صيني لادارتها ، وهنا بدأت وسائل الاعلام تتناقل الخلفية التاريخية لحكم المباراة وعدم نزاهته وأنه مغمور ولم يشارك في تحكيم مباريات البطولة الحالية والأحكام السابقة الصادرة بحقه من الاتحاد من الايقاف المؤقت والعودة من الايقاف ، والاستغراب من تكليفه بادارة المباراة رغم كل ذلك .
وفي ظل ذلك ، كان الأجدر على البعثة الأردنية الى الدوحة أن تقدم اعتراضا على التكليف وتطلب استبداله خاصة وأن المباراة نهائية ومفصلية ولا تحتمل التعويض ، وحلم كل أردني بالكأس بعد أن أصبحنا على بعد خطوة واحدة من نيله .
بدأت المباراة والأمور غير مريحة من طرف الحكم الصيني وأسفرت الشكوك حوله في احتساب ضربة جزاء في الشوط الأول لصالح المنتخب القطري ، أجمع عليها التصوير التقني وحكام دوليون تم استطلاع أرائهم على عدم صحتها وتضليل الحكم بذكاء بالسقوط من المهاجم القطري وأخذ القرار المباشر ولم يعود فيها الى تقنية الVAR للتحقق وجاء منها الهدف الأول ، رغم أن المنتخب الأردني ظهر عليه الارتباك وعدم التركيز الكامل في الشوط الأول وقد يكون لعامل عدم توفر الخبرة في خوض المباريات النهائية والرهبة واللعب أمام جمهور كبير أثر في ذلك ، و لاحت له فرصتين محققتين للنسجيل .
وفي الشوط الثاني ، تغير الوضع وأمسك المنتخب الوطني بزمام المبادرة وكان شوطا أردنيا وكثف من هجماته والأكثر فرصا وتهديدا واستحواذا على الكرة أسفر عن احراز هدف التعادل مما أحيا الأمال بالعودة الى المباراة من جديد ، الا أن ذلك لم يدم طويلا حتى احتسب الحكم ضربة جزاء ثانية مشكوك فيها سجل منها الهدف الثاني تبعه بضربة جزاء ثالثة باصطدام طبيعي بين الحارس والمهاجم نتيجة اندفاعه والهدف الثالث منها وذلك حسب خبراء تحكيم محليين وعرب
أي أن المباراة كانت من طرف الحكم والمنتخب الوطني الذي كان الأفضل وسجل هدف بمجهوده وليس بمجهود ضربات الجزاء التي يغلب عليها الحظ أحيانا وتدخل الحكام في حسم المباريات الحساسة أو الفاصلة .
ويعتبر احتساب ثلاث ضربات جزاء لصالح منتخب أسيوي في مباراة واحدة الحالة الأولى في تاريخ بطولات الاتحاد الاسيوي لكرة القدم وفضيحة تحكيمية وفق التقارير الاعلامية الرياضية بذلك ، وهي تثير علامات استقهام حول نزاهة التحكيم .
وقد فاز لاعب المنتخب القطري أكرم عفيف بفضل الأهداف الثلاث في المرمى الأردني من ضربات الجزاء بجائزة هداف البطولة ليصل الى ثمانية أهداف منها خمسة بضربات الجزاء متفوقا بفارق هدف واحد على اللاعب العراقيأيمن حسين ، كما فاز اللاعب أكرم بجائزة أفضل لاعب في البطولة رغم أن الترشيحات كانت تصب في صالح اللاعبين موسى التعمري الذي أطلق عليه ” ميسي العرب ” بفضل مهاراته الفردية وهدفه الخرافيفي المرمى الكوري أو يزن النعيمات ، وجائزة أفضل حارس مرمى للحارس القطري وجائزة اللعب النظيف للمنتخب القطري .
أي حازت قطر على جميع الجوائز الجماعية والفردية ولم يحصل المنتخب الأردني أو أي منتخب اخر على جائزة واحدة
و أظهر حفل التتويج اللاعب موسى عدم رضاه عن اختيار أفضل لاعب معتبراأن اللاعب يزن هو الأحق . وكان بامكان اللجنة المنظمة للبطولة منح المنتخب الأردني احدى الجوائز في التتويج ويستحقها وعدم حصرها ، حيث طريق منتخبنا للنهائي أصعب من طريق شقيقه القطري واجتاز منتخبات قوية بجدارة واسنحقاق تحت رؤى وبصر الجميع ونال اعجاب القنوات والصحافة الرياضية وحتى صحف رياضية عالمية استهجنت مجريات المباراة النهائية .
وتزداد المطالب بأن يقوم الاتحاد الأردني لكرة القدم ببحث ومناقشة ما دار في مجريات المباراة مع الاتحاد الاسيوي للوقوف على المعطيات والحقائق والاجابة على التساؤلات القائمة من الجميع حول ذلك ، والاسترشاد بتقنيات الفيديو وحكام دوليين يتمتعون بالاستقلالية والحيادية والنزاهة ، وفتح تحقيق قانوني حول ما جرى قبل وأثناء وبعد المباراة منمجريات وتحكيم وسرقة فرحة الأردنيين والشعور بالحزن والغصة في القلب .
وكذلك الوقوف على تصريحات المدير الفني في المؤنمر الصحفي عقب المباراة النهائية والتي كانت مفاجئة للاتحاد والاعلام واللاعبين والمحللين والجمهور الرياضي ، حيث اعتبر أن ضربات الجزاء الثلاث صحيحة ولم يتطرق الى موضوع التحكيم ولم يدافع عن صحة ضربات الجزاء وانتقص من الدوري الأردني والأندية الأردنية وقيمة اللاعب الأردني من أنه غير جاهز وغير كفؤ وغير قادر على اللعب في المنافسات ، وتحدث فيه أيضا عن مستقبله بالبقاء مع المنتخب الأردني أو الرحيل بالجلوس مع الاتحاد بعد أن يعود من بلاده في عودة لها لظروف عائلية حسب حديثه ، وكان بامكان تأجيل الحديث عن مستقبله لوقت اخر وعدم تشتيت الاتحاد في هذا الموضوع . .
ان ما تحقق على الصعيد الاسيوي والحاجةالى ديمومته واستمراريته والبناء عليه ، تقديم الدعم المادي والمعنوي من الفطاعين العام والخاص للمنتخب الأردني البطل غير المتوج باللقب ، والتخطيط السليم والاهتمام بالجيل الحالي من اللاعبين وبالأندية والدعم المالي لها لتتمكن من سداد ديونها والعمل على تطوير البنى التحتية والملاعب الرياضية والاهتمام بالفئات العمرية ومراكز اللاعبين الواعدين التي ترفد الأندية والمنتخب باللاعبين صغار السن والشباب الموهوبين والمميزين وعدم التردد في اشراك البدلاء في مباريات المنتخب بداعي الخوف على النتيجة وأن مستواهم أقل من مستوى اللاعبين الاصيلين وأن اشركوا كان ذلك لدقائق معدودة قبل انتهاء المباراة وتوفير الراحة النفسية والذهنية للاعبين وحل قضاياهم العالقة مع الأندية وانهائها جذريا وجعلها وراء ظهورنا ، للتفرغ للاستحقاقات المقبلة وخصوصا تصفيات كأس العالم 2026 التي نطمح بالوصول اليها لأول مرة في تاريخ الكرة الأردنية وهو ليس ببعيد لتحقيقه .