أمانة عمان ومساهمتها في المعرفة والثقافة والتراث الوطني حسن محمد الزبن
الشعب نيوز:-
قبل أيام تم الاحتفاء بمناسبة يوم مدينة عمان، والذي الذي تم اعتماد الثاني من آذار كموعد من كل عام للاحتفاء به لاستحضار تاريخ مدينة عمان واستشراف مستقبلها، ومواكبة تطورها بالمشاريع التنموية الخدمية، وفي الساحة الهاشمية وسط العاصمة عمان، كان برنامج الحفل وتم توزيع الكتب على المواطنين وطلاب المدارس والجامعات والباحثين والمثقفين مجانا بمختلف المجالات من علوم المعرفة والأدب، وعادة في كل سنة يتم في هذه الاحتفالية إعداد برنامج خاص منظم يشمل عروضا من الفلكلور الأردني تقدمها فرقة أمانة عمان، ومعزوفات موسيقية لفرقة القوات المسلحة، وعرض مجموعة مراسم الأمن العام- الخيالة، وعرض موسيقى الشرفات- أغان تراثية أردنية – ويتم إفراد مساحة من الاحتفالية خصيصا للأطفال للرسم على الوجوه والبالونات، هذا عدا عن برنامج الاحتفالية لأيام أخرى تضمن عن إطلاق مسابقة التصوير كما حدث في احتفاليات سابقة تحت شعار (عمان بعيوننا)، ونشاط رياضي لهواة ركوب الدرجات الهوائية، كما تخصص الأمانة فعاليات منوعة بهذه المناسبة تقام على مدار أيام منها نشاطات وفعاليات ثقافية وفنية ورياضية وافتتاح ملاعب وعدد من الحدائق التي يتم استحداثها أو تتم إعادة تأهيلها ومواقع معدات رياضية خارجية لتمكين الأهالي من ممارسة الرياضة، وتشجيع للفعاليات يتم الدخول المجاني لمتاحف السيارات والدبابات ولمتحف الأردن ومتحف الأطفال ومتحف آمرات عمان، ويتم إنارة معالم في المدينة مثل (جبل القلعة، قاعة المدينة، جسر عبدون، المدرج الروماني) أو غيرها من المعالم التي تقرر الأمانة إبرازها وتوجيه الضوء عليها، وضمن حملة “عمان بيتنا”، بمناسبة يوم مدينة عمان هذا العام تم توزيع أكياس ورقية مخصصة للنفايات على وسائط النقل بالشوارع الرئيسية، وعند التقاطعات المرورية والإشارة الضوئية بالتعاون مع شركة زين الأردن، وموسومة بالعبارات التوعوية والإرشادية للسائقين للمحافظة على البيئة والحد من ظاهرة إلقاء النفايات من نوافذ المركبات
فأمانة عمان حاضرة في المشهد الثقافي الأردني وحاضنة له كغيرها من المؤسسات الثقافية التي تضيء عمان برموزها ونتاجها الفكري وحواراتها وندواتها ومؤتمراتها، والأمانة كمؤسسة وطنية أخذت على عاتقها شعار الثقافة من أجل التنمية؛ فكانت راعية للمعرفة والثقافة والتراث الوطني، إلى جانب مهامها وواجباتها الوطنية التي تقدمها خدمة للمواطن الأردني على امتداد عمان الكبرى.
فما من منطقة في حدود أمانة عمان الكبرى إلى وتجد فيها منشأة ثقافية، لأجل خلق أجواء تحفيزية وإبداعية لجيل الشباب في مناطقهم، والشواهد والمعالم الثقافية جاءت لتلبي حاجة كل مبدع؛ فمركز الحسين الثقافي، وبيت الشعر، وبيت الفن، ومكتبات الأسرة والطفل، والمراكز الثقافية لحدائق الملكة رانيا العبد الله ومركز زها الثقافي وحدائق الحسين وشارع الثقافة في للشميساني ومتحف المشير حابس المجالي في منطقة العبدلي وجاليريا رأس العين وغيرها، هي معالم ثقافية جاذبة للأطفال والشباب، ما يدلل أن أمانة عمان يتجذر في أهدافها الاستراتيجية تعدد الأنماط الثقافية التي تقدمها على مساحة واسعة من الوطن تتميز بالتنوع والتميز، وخصص لهذا الهدف كوادر إدارية وفنية وخدمات لوجستية تستحق تعظيم هذا الدور الثقافي الذي أخذته على كاهلها وتخصيص موازنة داعمة تغطي وتستوعب الحاجات والمتطلبات الثقافية.
العمل الثقافي في أمانة عمان يشكل حالة انسجام وائتلاف مع البيئة الأردنية ويتجلى إلى آفاق مستقبلية تسعى للتعاون والتفاعل مع الثقافات في دول عربية ودول أخرى من العالم من خلال برامج تفاعلية ومشروعات ترقى للعالمية ومشاركتها زاخرة في المعارض والأفلام الوثائقية الهادفة وإصدار المجلات والكتب ومشاركاتها في الحدث الثقافي الأردني عبر كل المواسم وعبر كل الاحتفالات والمناسبات الوطنية والندوات والمؤتمرات.
إن أمانة عمان تقوم بدور حضاري يرقى إلى سمعة الأردن ومكانته ولا تألو جهدا في إحياء التراث الأردني وتخليده والمحافظة عليه لتكون بهذا سفير للقيم والمبادئ والعادات وكل ما يحمله الموروث الأردني عبر أجيال مضت وحتى اليوم.
هذا عن دعمها إلى جانب وزارة الثقافة سنويا لإنتاج الكتب ودعم المؤلفين من الأدباء والمؤرخين والمهتمين بالتراث الوطني، هذا عدا عن دعمهما لمعرض عمان الدولي للكتاب بالتعاون مع اتحاد الناشرين الأردنيين باعتباره حدثا مهما يعرض الإنتاج الفكري والأدبي والفني في الأردن، ويدعو كافة دور النشر العربية لتكون مشاركة في هذا الحدث الهام على مستوى المملكة.
نتطلع أن تعمل أمانة عمان على عمل استراتيجية مستدامة يتعاقب على تطبيقها أو تطويرها كل من يتسلم زمام الأمور في العقود القادمة بحيث تؤسس لعمل يبني على ما سبق من إنجازات وقابل للقياس ضمن آليات وأهداف واضحة ولا يخضع لقرار من يتسلم إدارة الأمانة مستقبلا وعلى مدار سنوات المئوية الثانية من عمر الدولة الأردنية، وأن يكون هناك برامج دورية وتعاون مع النقابات مثل نقابة الفنانين ورابطة الكتاب واتحاد الكتاب ووزارة الثقافة والجامعات والهيئات والملتقيات الثقافية، لتعميق الدور الذي تقوم به الأمانة ليكون على مستوى الوطن، خاصة أن للأمانة قنوات وتواصلا مع ثقافات دول أخرى في المنطقة والعالم يمكن أن تجذر لتشاركية ومشاريع مستقبلية تشكل خارطة طريق لمدينة عمان وألقها وحضورها لدى عواصم العالم من خلال جهود دائرة المراكز الثقافية، ودائرة البرامج الثقافية، ودائرة المكتبات العامة، وإدامة التغطية الإعلامية لنشاطات الأمانة الثقافية على مدار كل عام لتكون متاحة للمواطنين وللجاليات الأجنبية والزوار والسياح الذين يرتادون عمان والمناطق السياحية في الأردن.
ودام عزّك يا عمان،